بعد رحلة مثيرة في عوالم الكلمة الجميلة ترجّل الشاعرالكبير سليمان العيسى عن فرس القصيدة، ملقياً عصا الترحال في العاصمة السورية دمشق، مخلفاً وراءه أكثر من خمسين مؤلفاً يحتل النص الشعري الجزء الأكبر منها. العيسى الذي توفي عن 92 عاماً وُلد في قرية النعبرية قرب مدينة انطاكية عام 1921م، ودرس على يد أبيه الشيخ أحمد العيسى، وحفظ القرآن الكريم وعدداً من الدواوين الشعرية، ثم عمل في حقل التدريس وناقداً في بغداد، والجزائر واليمن، ونال مكانة مرموقة في الحياة الثقافية العربية، شاعراً وناقداً شمل أدبه عدداً من المجالات وخاصة ثقافة الطفل العربي، وساهم في تأليف عدد من المناهج التربوية في عدد من العواصم العربية، وخصّ اليمن التي عاش فيها فترة طويلة بعدد من الدواوين الشعرية أبرزها: يمانيات، واحتفت به مؤسسة الإبداع للثقافة والآداب والفنون في فعاليات عديدة، أبرزها تلك الصباحية الشعرية التي أقامها الراحل في 22/10/2002م. كما أصدرت له مجموعة شعرية بعنوان “الكتابة بقاء” ضمن سلسلة إصداراتها عام 2002م، وقال عنه الدكتورعبدالولي الشميري رئيس المؤسسة في مقدمة هذه المجموعة: “سليمان العيسي شامي الديار والمنبت، يماني الهوى والجوار، نعمت به صنعاء رائداً من جيل الروّاد الأعلام، في تاريخ الأدب العربي الحديث والمعاصر، وهو غير آبهٍ ولا مستكين لسياط الثمانينيات من عمره المبارك، تتصاعد في أنفاسه زفرات الشوق، ونسمات الأمل». حاز العيسى على عدد من الجوائز الأدبية، منها:جائزة البابطين لأفضل إبداع شعري عام 2000م، وهو عضو في مجمع اللغة العربية بدمشق، وأبرز مؤسسي اتحاد الكُتّاب العرب عام 1969م، وقد عُرف بألقاب عديدة، مثل: شاعر الحلم العربي، وشاعر الطفولة. من بين دواوينه الشعرية: مع الفجر، أغنيات صغيرة، كلمات مقاتلة، أعاصير في السلاسل، ديوان الأطفال، أناشيد للصغار، نشيد الحجارة. * مدير عام مؤسسة الإبداع للثقافة والآداب والفنون