أحيا الفلسطينيون أمس السبت الذكرى ال 13 لانتفاضة الأقصى، بإقامة العديد من الفعاليات والتي نظمتها مختلف القوى الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزة، وذلك وسط تزايد اقتحامات المستوطنين للمسجد وتصدي المصلين لهم، فيما يعقد الفلسطينيون والإسرائيليون لقاءات من مفاوضات السلام. ويعد يوم ال 28 من سبتمبر عام 2000م، ذكرى الانتفاضة الفلسطينية الثانية “انتفاضة الأقصى” والتي اندلعت شرارتها إثر تصدي الفلسطينيين لعملية اقتحام رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي السابق اليميني المتطرف ارييل شارون على رأس المئات من قوات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية، لباحات المسجد الأقصى، وانتشرت لتعم كامل الوطن الفلسطيني. وتشير إحصاءات لوزارة الصحة الفلسطينية تعود لعام 2006م، أن الانتفاضة الفلسطينية الثانية “انتفاضة الأقصى” والتي هدأ زخمها بداية العام 2005م، استشهد خلالها قرابة 4412 فلسطينياً وأصيب 48322 آخرون. وتأتي هذه الذكرى في الوقت الذي تسود فيه مدينة القدس الشرقية المحتلة ومحيط المسجد الأقصى بالمدينة منذ الساعات الأولى من صباح الجمعة، انتشاراً أمنياً مكثفاً للشرطة الإسرائيلية، وذلك تحسباً لاندلاع مواجهات. وذكرت التقارير أن شرطة الاحتلال الإسرائيلي انتشرت بشكل كثيف في محيط المسجد الأقصى والطرق المؤدية له، كما وضعت مجموعة من الحواجز في عدة مناطق من البلدة القديمة بالمدينة. الإذاعة الإسرائيلية من جانبها أوردت في نشرتها الإخبارية، بأن الجهات الأمنية الإسرائيلية لديها معلومات استخبارية حول نية مجموعات فلسطينية القيام بمظاهرات اليوم في المسجد الأقصى. وأضافت الإذاعة، أن الشرطة الإسرائيلية فرضت قيوداً على دخول المصلين للمسجد الأقصى، وأعلنت أنها لن تسمح لمن هم دون الخمسين عاماً، ومن لا يحملون الهوية الإسرائيلية من دخول باحات الحرم القدسي، بعد توفر معلومات استخباراتية لديها تفيد بأن الفلسطينيين يعتزمون القيام “بأعمال مخلة بالنظام”. وفي بيان لها وزع على وسائل الإعلام، قالت الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية، لوبا سمري إن “الشرطة بدأت في الانتشار منذ ليلة أمس الخميس في مدينة القدس، وعلى كافة الطرقات المؤدية إلى المسجد الأقصى”. ويأتي ذلك في وقت دعت فيه قوى فلسطينية، نيتها تنظيم مسيرة تنطلق بعد صلاة الجمعة من المسجد الأقصى إلى باب العمود أحد أبواب البلدة القديمة بالقدس الشرقية؛ تنديداً بالاقتحامات المتواصلة للمستوطنين بحق المسجد الأقصى. ودعا “ائتلاف شباب الانتفاضة” الفلسطيني، الفصائل والقوى الوطنية الفلسطينية، إلى “انتفاضة ثالثة”، وذلك دفاعاً عن المسجد الأقصى في مواجهة الهجمة الإسرائيلية المتصاعدة عليه. وقال الائتلاف إن “ الشباب الفلسطيني قرر الخروج على كل الخلافات السياسية والتوحد في وجه المحتل الإسرائيلي، شعوراً منه بتعاظم الخطر الذي يحيق بالقضية الفلسطينية من كل جانب”.. مطالباً “فصائل المقاومة بمساندة الشباب المنتفض في وجه الاحتلال الإسرائيلي”. وكان الائتلاف وهو (إطار شبابي غير حزبي تشكل حديثاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي بهدف تنسيق الفعاليات والأنشطة المناهضة للممارسات الإسرائيلية) قد دعا في وقت سابق من هذا الأسبوع، الجماهير الفلسطينية لانتفاضة ثالثة ضد الاحتلال الإسرائيلي في مختلف محافظات الضفة في الذكرى ال 13 لانتفاضة الأقصى التي تصادف اليوم الأحد. من جهتها دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لاستعادة روح انتفاضة الأقصى باعتبارها سبيل الشعب الفلسطيني الحقيقي إلى الحرية والاستقلال والدولة المستقلة وعاصمتها القدس، في الذكرى ال 13 لانتفاضة الأقصى. واعتبرت الجبهة أن صيانة دماء ووصايا شهداء انتفاضة الأقصى وثورات الشعب الفلسطيني وانتفاضاته المتتالية، التي أثبتت أنها الطريق والخيار المجدي الذي لا خيار سواه في دحر الاحتلال والاستيطان وتحرير الأسرى ونيل الحرية والاستقلال والعودة. وأكدت أنه بفضل انتفاضات وثورات الشعب الفلسطيني تحولت الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس إلى إمكانية واقعية وتكرسّت معها حقوق الشعب الثابتة غير القابلة للتصرف. واعتبرت أن ما تطلب اليوم، وأكثر من أي يوم مضى، هو الانسحاب الفوري من المفاوضات والخروج النهائي من نهج “أوسلو” العبثي الذي أفضى إلى تقطيع أوصال الأرض والشعب والقضية والمؤسسات. وطالبت الجبهة الشعبية القيادة في منظمة التحرير الفلسطينية وحكومتي غزة ورام الله بالكف عن الانشغال بالهموم الفئوية والذاتية وتغليب التناقض الرئيس مع الاحتلال على ما سواه، وامتلاك الإرادة السياسية للخروج من دوامة المفاوضات العبثية والتآمرية ومستنقع الانقسام المدمر للجميع واستعادة روح المقاومة والانتفاضة. ويأتي ذلك في الوقت الذي ما يزال المسجد الأقصى يتعرض لاقتحامات شبه يومية يقوم بها مستوطنون متطرفون، تحت حراسة مشددة من قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية، الأمر الذي يثير حفيظة الفلسطينيين ويسفر عن اندلاع مواجهات بين الطرفين. فيما تسود مناطق الضفة الغربية موجة احتجاجات ومواجهات جراء الانتهاكات الإسرائيلية بحق مدينة القدس الشرقية، وتزايدت تلك المواجهات بعد مقتل جنديين إسرائيليين في قلقيلية شمال الضفة والخليل جنوبها مطلع الأسبوع الجاري. وعلى إثر ذلك صعدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءاتها الأمنية في مناطق متفرقة من الضفة، أسفرت عن فرض طوق أمني في بعض المدن، واعتقال عدد من المواطنين، فضلاً عن انتشار الحواجز الأمنية على المفترقات والطرق. ويتزامن هذا التصعيد الأمني مع استمرار جولات التفاوض الفلسطيني الإسرائيلي التي انطلقت أواخر شهر يوليو الماضي برعاية أمريكية في واشنطن، بعد انقطاع دام ثلاثة أعوام، ولم يعلن رسمياً حتى اليوم عن نتائج لتلك المفاوضات. وشهدت العديد من مدن الضفة الغربيةالمحتلة، منها مدن نابلس ورام الله والخليل وقلقيلية، مواجهات مع القوات الإسرائيلية عقب صلاة الجمعة، تخللها إطلاق نار وقنابل مسيلة للدموع، وتفريق للمتظاهرين، الذين شاركوا في تظاهرات احتجاجية ضد الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى وضد الاستيطان والجدار العازل في الضفة. ودعا “ائتلاف شباب الانتفاضة” إلى مظاهرات ومواجهات في الضفة وغزة واعتبار الجمعة يوماً لنصرة الأقصى والوقوف بوجه التهديد المستمر الذي يتعرض له، كما أطلقت دعوات ل«انتفاضة إلكترونية» من أجل اختراق أكبر عدد من المواقع والصفحات الإسرائيلية. من جهتها دعت “كتائب عز الدين القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس” وكتائب شهداء الأقصى وكافة الأجنحة العسكرية المسلحة للفصائل الفلسطينية، إلى إعلان انتفاضة فلسطينية ثالثة ضد الاحتلال الإسرائيلي.