احمد علي عبداللطيف الكثير من الحكايات والتفسيرات السياسية التي يتم تداولها او الترويج لها تذكرني بالأساطير الهندية.. الأسطورة ابنه الحاجة لتفسير من اي نوع، وهي حاجة إنسانية طبيعية.. انها تبدأ بتفسير بسيط لكنها تتطور مع الوقت لتصبح منظومة كاملة من التفسيرات والخيالات الهائمة.. هناك صورة نمطية سائدة لدينا عن عبادة الهندي للبقرة، وفي ذلك مبالغة من قبلنا.. الحقيقة ان الهندي يقدس الحية اكثر من تقديسه للبقرة.. الحية تحمل شر الطبيعة ومعها الخوف والموت ولذلك أحاطها العقل العاجز بهالة من القداسة، كانت أستسلاما لقدر شرير من نوع ما.. ان من مفارقات الطفولة محاولة إعطاء الحيوانات الشريرة أسماءً اليفة، ان تسمي وحشا كاسرا باسم لطيف، على اعتقاد انه سيتغير اذا ما تغير اسمه.. بساطة التفكير مريحة، لا تلزمك بتفكير معقد او استنباط رشيد.. لكنها وهي كذلك تصنع مشكلات من هذا النوع في التصورات.. الشر يبدأ في الرضوخ لتفسيرات على هذه الدرجة من الضحالة، وتتراكم مع الوقت بفعل عجز الناس.. Fuad Alsalahi الدولة المدنية ليست سوى حلم لنا معشر العرب لاننا لانزال عمليا نعيش مرحلة ما قبل الدولة (مجتمع اللادولة) حيث التنظيمات الجهوية وثقافتها ناهيك عن تبني افكار مسحوبة من زمن الانحطاط التي كانت ايام المماليك ونموذجهم في الحكم “ قراقوش “. ومن ثم فالدعوة الى دولة مدنية تواجه بعنف مضاد سياسي وثقافي بل ومادي لأن هناك من يرى في مدنية الدولة خروج عن الدين وأخر يرى فيها تهديدا لمكانته القبلية او المذهبية .. والقوى المدنية مشتتة ومبعثرة ولاتجتمع حول فكرة او شخص بل تتنازعها نزوات السلطة والغنيمة من فتات ما يحصلون عليه من مراكز القوى ..وحتى قوة الجيش ووحدته كما في المشهد المصري والتونسي لاتغني شيئا عن قوى مدنية منظمة فاعلة في اوساط المجتمع لها رؤية واضحة وقادرة على خلق التفاف مجتمعي يشكل تياراً فاعلاً ومؤثراً بل ومقرراً في المشهد العام وصناعته .. الجدير بالذكر ان القوى الحزبية التي كنا نظن ونعتقد بأنها ستدافع عن المدنية والمسار الثوري والتغييري تحولت الى ذيل تابع للقوى التقليدية وهي متماثلة في اليمن او مصر او تونس فاليسار الاشتراكي والقومي اضافة الى الليبراليين اضعف في حضورهم وفاعليتهم من شيخ قبيلة ولايمتلكون ادنى رؤية سياسية تساعد المجتمع والشباب على بلورة وعيهم السياسي ..كنا نظن ان هذه الاحزاب هي رافعة التحديث والمدنية لكن الواقع اظهر انها احزاب بائسة وقزمية مثل قياداتها وقد تم تدجينها لصالح مشاريع تقليدية ورموزها القبلية والعسكرية والدينية ..؟