التاسع من مايو2003م كان مشئوماً وحزيناً على ابن منطقة العبار بمدينة الضالع, فبعد تعرضه لحادث مروري في منطقة (سناح) نُقل عبدالعليم البدشي إلى المستشفى الجمهوري في عدن,حيث بدأت معاناته بإخضاعه لعملية جراحية تلقى خلالها دماً ملوثاً بفيروس الايدز من قبل المختبر, وهو ما أسفر عن بتر لقدميه وخصيتيه , ظل يعاني في دهاليز جمهوري عدن , حاول إجراء عمليه تجميل لعضوه الذكري فأحالوه إلى قصر العيني في مصر بعد أن عرفوا أنه مصاب بالإيدز !.. حاولوا فحصه قبيل العملية لتقرير مايحتاجه من نقل للدم , وعند اكتشافهم لإصابته أحالوه إلى مستشفى الحميات ثم أعادوه إلى اليمن, وعند عودته إلى المشفى اليمني الذي تسبب بإصابته, حاول أطباؤه ومعنيوه المتورطون إلصاق التهمة بالجانب المصري إلا أن الحقيقة العلمية أكدت عدم ظهور المرض إلا بعد 12 أسبوعاً ولمدة قليلة (أسبوع فقط). وهكذا ظل البدشي يعاني فعزلوه في غرفة خاصة بمفرده مانعين الصحفيين والحقوقيين من زيارته .. تقول أسرته : إنهم ضايقوه وتعاملوا معه بدون آدمية. بدأت معاناة أخرى من طلب الدواء إلى أروقة القضاء معاناة جسمية ونفسية ومالية , ثالوث عانى منه عبدالعليم مواجهاً سلطة متمثلة بمشفى عام يفترض رعايته لأبناء الشعب! ظل على حالته المرضية وأوجاعه الجسمية , وثمة تحديات واجهته ولأنه يعول أسرة من إخوته الأيتام والمعاقين (صم وبكم) وأطفالاً وزوجة قاضى إدارة المستشفى الجمهوري , إلا أنه كان يُحكم له ويتم الاستئناف منهم والطعن وظل على هذا الحال إلى أن حُكم له في المحكمة الابتدائية بعدن بمبلغ خمسين مليوناً وراتب لإخوانه المعاقين إلا أن الاستئناف أيد المبلغ خمسين مليوناً ولم يؤيد الرواتب له ولإخوته المعاقين الذين يعولهم! رحلة أوجاع عبدالعليم مستمرة وهو يموت رويداً رويداً في منزله يتلقى أدوية شتى لكن جروحه لم تندمل,وتصل قيمة الأدوية التي يستخدمها إلى مائة ألف ريال شهرياً ويُحرم من النوم نتيجة الألم الذي يجثم عليه. يقول عبد العليم : إنه ظل يعاني من استقطاع الفاسدين لتعويضه المحكوم به لصالحه إلى أن هبت رياح التغيير في العام 2011م فاستلم باقي تعويضه. اليوم يطالب عبد العليم بإبعاد من وصفهم ب (الذئاب التي لا ترحم ولا تجعل قيمة للإنسان ) من تلك المشافي , مطالباً براتب لأسرته التي يعولها , فلجأ إلى الصحيفة ليناشد عبرها رئيس الجمهورية تقرير راتب شهري يعول أسرته وأطفاله لا سيما وأيامه معدودة , ولا يأمن مكر الزمان , متوسماً بفخامة رئيس الجمهورية النظر إلى حالته بعين الرحمة والإنسانية.