أصبح الكمال في أوجهه الكثيرة شائكاً تحوكه تيارات اختبأت أفكارها تحت غطاء العلمنة الظاهرة لتكون ملتقى لتشتيت العلاقة الفاصلة بين كمال الألوهية والإرادة الذاتية. إن المثالية الإنسانية ليس لها علاقة البتة بالكمال الإلهي حيث التصور المفرط للخيال البشري الملون ببراءة الطموح يعجز عن إدراك ماهية الروح وماهية العقل ,والسر يكمن في أن لكل شيء حدود وجدت منذ أن كانت البداية، فللفكر حد وللخيال حد وللواقع حد تختمه نهاية حُدّد لها , ومن الطبيعي ان ندرك ان لكل طاقة أنتجها شعور وحركتها إرادة تطمح للكمالية الناقصة حد أيضاً ,فمهما كان واقع الفكر وواقع الإنسانية المهداة فلابد أن تتفق الأرواح كاملة بصراحة ثابتة يعلنها إذ لا فطري بوحدانية النقص البشري أمام قوة جبارة تتميز بالكمال المدرك لإله أ وجد نقصاً في كل موجود الشخصنة المثالية هي أسلوب نهجه عدد ليس بالقليل من عشاق الكمال فقط ليثبتوا قدراتهم في مضمار أعصبت أعين اللاعبين فيه ليكون القدر محركاً يوجه الأرواح بين شظايا تساهم في رسم ملامح واقع دمر الكثيرين وقوّى الكثيرين. أن تكون بشراً لا يعني أن تكون ناقصاً مقياساً بالكمال الإنساني ولكنه يعني بالدرجة الأولى مقداراً من الجهد بُذل في سبيل تحسين وضع أو خلق وضع ولذلك فإن التوجه الصائب لا يواجه شرارات تكفير ولا مواجهات قدرية عنيفة بقدر ما يواجهه المتشرد الشاذ ذو العقل القاصر من هجمات ضارية بمجرد الانزلاق من رتبة التعقل المفروض إلى اتباع وساوس خارجية ليس اقتناعاً ولكن لأجل هدف دنيويٍ دنيء .. إن الكمال البشري في اليقين بوحدانية الكمال الإلاهي كمال لابد منه .