يقول السلمي أنه بدأ التدريب من بدري في المدرسة وخاصة في الإذاعات المدرسية والتي للأسف لم تعد تقوم بدورها، ويؤكد أنه اختار التدريب كون التدريب هو أداة لنقل المعارف والخبرات التي ينبغي على من يحملهما وأن يكون له وسيلة لإيصالهما للآخرين وبالذات أن التدريب يقدم في الغالب للكبار وشاغلي الوظائف وبالتالي فالتدريب “فن ومهارة” فن: بالفطرة، ومهارة بالاكتساب. وعن المؤثرين في حياته ممن جعله يتجه للتدريب يقول السلمي: حقيقة إذا ذكرت شخص فبالتأكيد سيكون أستاذي الدكتور عبد الرحمن توفيق أبو التدريب في الوطن العربي، هذا الرجل القامة الذي كانت بصمته تهدف لنقل واقع التدريب بما يطور من أداء الأفراد ومنظمات العمل العربي . أما حقيقة التأثير فلم تأت من شخص بقدر أنها أتت من واقع المسافة الكبيرة بين ما نعيشه من واقع مؤلم على مستوى الأداء والتطور وبين ما يعيشه العالم الأول والدول المتقدمة، الأمر الذي دفعني كشاب عربي ويمني أعتز بانتمائي لإسلامي وعروبتي أن أترك العمل الكلاسيكي في الشركات والجامعة وأتجه للتدريب باحتراف كامل ومحاولة وضع بصمة في عالم التدريب من خلال تدريب الأفراد والشركات في اختصاصين الأول “الموارد البشرية”، والثاني “جودة وفلسفة التدريب”، وتقديم الخبرات في إعادة هيكلة الشركات المتعثرة بالوطن العربي، ولله الحمد فقد تجاوزت عدد الشركات التي قدمنا لها المشورات وإعادة الهيكلة أكثر من 50 شركة في الوطن العربي في آسيا، وأفريقيا بالإضافة إلى تدريب أعداد كبيرة من الأفراد. وعن المواقف المثيرة في حياة الدكتور السلمي مع التدريب يقول: والله التدريب هو إثارة في ذاته ما بالك ونحن نقدم التدريب لكثير في أرجاء الوطن العربي وجنوب شرق آسيا ولكن من باب ذكر حوادث أتذكر أني في أحد البرامج وأنا أقدم لمجموعة من المتدربين في إحدى الدول الخليجية وطلب مني تقديم برنامج مهم جدا في أخلاقيات العمل الإداري في الجامعة . وكان المستهدفون هم عرب وأمريكان وأوربيون وهنود وتفاجأت أنه ينبغي عليّ أن أدرب بلغتين على الأقل العربية والإنجليزية، وما علمت بذلك إلا قبل التدريب بيوم واحد وبالفعل أصبحت ووصلت الفندق الذي سيقام فيه البرنامج ووجدت بروفيسورا أمريكيا وبروفيسورا هنديا يقدماني للمتدربين .. والحمد لله كان البرنامج أكثر من رائع والإثارة لم تكن في هذا الموقف، ولكن في آخر التدريب وبينما كنت أشرح مراحل الفساد ووصلت للحديث أن الفساد التنظيمي في المؤسسات يؤدي إلى فساد سلوكي والفساد السلوكي يؤدي إلى فساد جنائي وكان باللغة الإنجليزية ووصلت إلى ترجمة قول الله تعالى(والله لا يحب الفساد) وذكرتها بالإنجليزية فما كان من البروفيسور الأمريكي إلا أن قاطع القاعة بتصفيق حاد ذهلت معه فقد استوعب ما لم يستوعبه المسلمون عملياً، نحن نلعن الشيطان ونتبع خطواته وهم يعرفون الحق من الباطل وما ينفعهم وما يضرهم فعلموا أن الفساد بمراتبه الثلاث مرفوض بغض النظر عن الدين فما بالنا ونحن لدينا الوحيين ومع هذا ننام مع الفساد ونصبح عليه. وعن التطوع في التدريب يقول: العمل التطوعي كما تأثرت به في الخارج بالذات في أوربا، فالشخص يقاس بما يقدمه من عمل تطوعي والتطوع عندهم ثقافة - وإن كان هذا من ديننا - والحقيقة أن لدي أعمالا تطوعية تدريبية وغير تدريبية أتحفظ بذكر بعضها ولكني أحث الشباب وبالذات مبتدئي التدريب على العمل التطوعي في التدريب، وعن عدم تفاعل الناس، وتراجع التطوع، وعدم الاهتمام به من قبل المدربين اليوم يقول: حقيقة الأمر يرجع في تقديري لأمرين الأول أن حاجة الناس للأسف قد أقضت مضاجعهم فأثر هذا على تفكير الكثيرين ألف مرة في تفريغ شيء من وقته تطوعا في مجال التدريب، و الثاني مشكلة في الناس أنفسهم وهي أن الناس تعودت على الصدقة في كل شيء، أقول ذلك بألم فكثير من الشباب لا يريد أن يستثمر في نفسه ويريد كل شيء مجانيا وهذا حقيقة فيه نظر.. على المستوى الشخصي . أنا طالب الآن في جامعة مونارك الملكية وأدرس فيها على نفقتي الخاصة لتطوير نفسي - الشاهد - لا يمكن أن تنتظر دائما من يعطيك بدون أجر .. فأتمنى أن يكون طرحي مفهوماً للقارئ الكريم وأن يفرق بين الأمرين. وعن تقييمه لواقع التدريب والمدربين من خلال تجواله في أقطار وبلدان كثيرة وملامسته و تقييمه لحال التدريب كمفهوم جديد ووضع المدربين والمنهج التدريبي ومدى توفره في الداخل لدى مدربينا يقول: حقيقة سؤالك مهم وذو شقين الأول يتعلق بواقع التدريب في الوطن العربي عل وجه الخصوص والتدريب في بلادنا أقول باختصار شديد التدريب هو حاجة وظهر في العالم بشكله الحديث بالذات بعد الحرب العالمية الأولى وتعزز موقفه بعد الحرب العالمية الثانية، ولأن التدريب جاء عند ظهور أزمة التعليم بشقه النظري الذي طغى على شقه الآخر وهو العملي والمسألة تاريخية يمكن للقارئ أن يرجع لها، والذي أريد أنا أقوله أن واقع التدريب ينقسم الآن إلى قسمين الأول التدريب الاحترافي المبني على أصول تحويل المعارف إلى مهارات ليقوم بتضييق الفجوات في الأداء لدى شاغلي الوظائف بمنظمات العمل سواء كانت في القطاع العام أو الخاص والتدريب الاحترافي مبني على 3 دعامات أساسية الأولى أشخاص احترفوا المهن وأصبحوا شاغلين لها أعوام كثيرة وتمرسوا عليها وطوروا من أنفسهم وتم تأهيلهم ليصبحوا مدربين ينقلون تجاربهم من جيلهم للجيل الجديد، والثاني حقائب تدريبية مهنية قام بإعدادها هؤلاء المهنيين تقدم حلولاً لمشاكل المنظمات، والثالث بيئات تدريبية حاضنة يقوم على عاتقها أدار العملية التدريبية وتقييمها وتقويمها سواء كانت شركات تدريبي مستقل وبيوتات خبرة أو إدارات وأقسام تدريب بداخل الشركات والمؤسسات فهذا هو ما نقل الدول المتقدمة وبني عليه البحث والتطور ونقل الخبرات والبناء عليها لأجل ذلك هذا التدريب في الوطن العربي موجودا ولكن ليس على نطاق واسع وهذا يقودنا للحديث عن النوع الثاني من التدريب ما بين التعليم والتدريب أين تكمن الحاجة للتنمية البشرية اليوم في حياتنا كمفهوم تدريبي، وهو التدريب التسويقي وإن شئت قل السياحي العشوائي وبدون بنائه على تحليل وتحدي الاحتياجات التدريبية للأفراد ولكن مبني على العرض وهذا قد عم. وعن معوقات التدريب في اليمن اليوم وكيف يمكن تجاوزها يقول: حقيقة اليوم في اليمن معوقات أكبر بكثير من موضوع التدريب ولكن على افتراض أن الأوضاع طبيعية وحتى نتجاوز معوقات تطوير التدريب أولا إعادة النظر في بعض التشريعات المنظمة لكل ما يتعلق بالتدريب وتحديث بعضها فمثلاً 1 % من مرتبات الموظفين المستقطعة للتدريب حقيقة هي باب من أبواب الفساد لأنها تطبق بطريقة غريبة تطوير العمل في صندوق تنمية المهارات وتطوير آلية العمل واتخاذ القرارات فيه، ثالثاً فيما يتعلق بتحديث إجراءات منح التراخيص لشركات، ومراكز التدريب يعاد النظر فيها تماماً وتقوم ورشة كبيرة إذا لم يكن هناك مؤتمر يتداعى له المتخصصون من اليمنيين ممن ذاع صيتهم خارج اليمن ومن لهم بصمة واضحة حقيقية وقدموا حلولا لمنظمات العمل العربي وبالإضافة للخبراء لتقديم رؤية متكاملة عن حاجة اليمن وقطاعاتها ومؤسساتها وبناء نظام متكامل ينتهي بعدة مشاريع منها تشريعية قانونية ومنها إجرائية وإن كان الحديث من الصعب اختزاله في مقابلة ولكن لعلها خطوط عريضة .. فالماء الذي لا يروي يخفف الظمأ. [email protected]