أحرز فريق طبي ألماني تقدّماً كبيراً في علاج خلايا المخ التالفة، التي تسبّبها جلطات الدماغ، باستخدام الخلايا الجذعية. أعلن الطبيب توماس برينكر، مدير قسم الأبحاث في المعهد الدولي الألماني، نجاح فريق طبي في إجراء أبحاث بالخلايا الجذعية على إحدى حالات الجلطة الدماغية، ما يعطي أملاً كبيراً في انتهاج العلاج باستخدام الخلايا الجذعية في المستقبل القريب. أول شفاء وقال بريمكر: «قام الأطباء بزرع خلايا جذعية لأحد المرضى، وقد تعرّض لسكتة دماغية بسيطة، وكانت النتيجة الإيجابية التي حصل عليها الأطباء من عملية الزرع هذه، أحدثت التغيرات الجينية في الخلايا العصبية، وقامت بتحفيزها على إفراز البروتين اللازم، بدلاً من الخلايا التالفة في الدماغ. وبعد هذا النجاح، من المقرر أن يخضع عدد آخر من المرضى الذين تم اختيارهم بعناية من أجل إجراء عمليات من نفس النوع، وبعده سيتقرر مدى النجاح المأمول من العلاج بالخلايا الجذعية. شفاء من الشلل ترجع قصة المريض الذي خضع للتجربة إلى قرار الفريق البحثي باختياره، لأن حالته لم يكن ميؤوساً منها. ويبلغ المريض 49 عاماً، وهو من مدينة بريمن الألمانية، تعرّض قبل عدة أشهر لسكتة دماغية أصابته بالشلل وبصعوبة في الكلام. ومنذ ذلك الوقت، وهو يخضع للعلاج، ويقول: «بعد الأبحاث التي أجريت علي بالخلايا الجذعية، بدأت أشعر بتحسن كبير، وبدأت آثار الشلل تزول تدريجياً». وعن ميكانيكية العملية الجراحية، يقول بازت: «قام الفريق العلمي في البداية بإزالة التجمعات الدموية من رأس المريض، وتمت زراعة كيس فيه خلايا جذعية لا يزيد حجمه عن سنتيمتر ونصف، لإحداث التغيرات الجيينة لإفراز البروتين بدلاً من الخلايا التالفة، وبعد أسبوعين قام الجراحون مرة أخرى بإزالة الكيس من الدماغ، الذي يفترض أن يكون النشاط قد عاد إليه بعد عملية تحفيز الخلايا، التي قامت بها الخلايا الجذعية». ومن المقرر أن يفتح هذا النجاح الأبواب أمام شفاء الكثير من الأمراض الأخرى، من دون تعرض المرضى لأية آثار جانبية من العلاج. النساء أكثر إصابة من الرجال تتعرّض النساء لخطر الإصابة بجلطات دماغية أكثر من الرجال، وفق الجمعية الأميركية للقلب، التي نصحت النساء بمراقبة ضغط الدم بانتظام، وعدم التردد في إجراء الفحص الدوري. وقال التقرير السنوي الذي تصدره الجمعية: إن النساء يتعرضن أيضاً لعوامل من شأنها أن تعزز مخاطر الجلطات الدماغية، مثل الصداع النصفي والاكتئاب ومرض السكري وعدم انتظام ضربات القلب. وتعد الجلطات الدماغية ثالث سبب لوفاة النساء، بعد أمراض القلب والسرطان، وخامس سبب لوفاة الرجال. من جهة أخرى، تقول أستاذة علم الأعصاب شيريل باشنل، المشرفة على الدراسة المنشورة في مجلة ستروك الطبية: «تتعرض النساء لأخطار إضافية ناجمة عن الحمل واستخدام الهورمونات مثل حبوب منع الحمل». وأضافت: إن أعراض الجلطة الدماغية لدى النساء مشابهة لها لدى الرجال، من خدر مفاجئ، وضعف في اليد، وصعوبة في الكلام أو الفهم. لكن الأعراض لدى النساء قد تكون خفية، وتقع الجلطة الدماغية عادة عندما ينسد شريان يغذي الدماغ أو ينفجر، فيؤدي إلى تلف أنسجة المخ. عامل السن أما جمعية القلب الألمانية فقد أصدرت هي الأخرى دراسة جديدة تقول: إن الرجال الذين يتعرضون للإصابة بالسكتة الدماغية هم أصغر عمراً من نظرائهم من النساء. وقال و. ل. أندرسون، صاحب الدراسة، أمام المنتدى العلمي السابع لجمعية القلب الأميركية الذي عقد في واشنطن وهو من مستشفى ميديكال سيتي في تكساس: إن متوسط سن الإصابة بالسكتة الدماغية عند النساء كان 73 عاماً، وعند الرجال 67 عاماً. وأشار أندرسون إلى أن استخدام العلاج بمذيبات الجلطات قليل بشكل عام، واستخدم مع نسبة 1.28 بالمئة من النساء و1.70 بالمئة من الرجال. وقال: «بالرغم من صغر سن الرجال الذين أصيبوا بالسكتة الدماغية عن نظرائهم من النساء، إلا أن احتمالات أصابتهم بالتهاب الرئة أو الوفاة بعدها كانت أكبر، لكن إذا نجوا من السكتة فإن احتمالات خروجهم من المستشفى وعودتهم إلى البيت زكبر من احتمالات النساء». وقال:«نفتقر إلى تفسير لذلك، فإرجاع قلة عدد النساء اللاتي يعدن إلى البيت سريعاً إلى أسباب بيولوجية أو اقتصادية اجتماعية ليس سوى تكهنات». وقال أندرسون: إن بيانات هذه الدراسة لم تفسر كذلك لماذا تكون مضاعفات إصابة الرجال بالسكتة الدماغية أخطر، مبيناً أن هذه الإجابات «يمكن التماسها من خلال دراسات إضافية أكثر تركيزاً، تحوي تفاصيل إكلينيكية أكثر مما أتاحته البيانات الإدارية التي شملتها دراستنا».