الحركة الاسلامية اليمنية تعيش مرحلة النمو المتسارع كما لكنها تعاني من مرحلة النمو تكيف النوعية الموجودة التي تم تأطيرها فيها نوعية رديئة من نا حية الوعي تشكل حالة من الكثرة الغثائية المنزوعة من دسم العقل وعمق النظرة... السمع والطاعة تحولت الى مفاهيم ترويض وتسكين وتكريس للاستبداد وتغييب للوعي المنفتح على احتمالات اكثر رحابة وعقلانية في التعاطي مع المتغيرات والمستجدات والتحديات ، يتم أغلاق منافذ الوعي من خلال اسمنت التنظيم الذي تتعاظم فيه اشكاليات عدة ليس أقلها انتقال الوعي الحركي من مرحلة تقديس الفكرة والدوران حولها وانتهال اسس التجديد من منابعها الى تقديس الاشخاص والقيادات وتصنيمها لتصبح هي المرجعية التي تستمد منها اشارات الطريق والتعامل مع المرحلة وفق رؤى ذاتية لاتستند الى مرجعية عليا كالقرآن الكريم كمنهجية معرفية مستوعبة ومتجاوزة.. إذن نحن أمام اشكالات عدة تحتاج مواجهتها الى طليعة نخبوية فكرية مقتحمة حاملة لهم التغيير من الداخل وتفكيك أطر التصنيم والتصليب من خلال ضخ فكر اسلامي يتعامل مع الواقع وفق ثلاثية جدلية مترابطة الغيب الانسان الطبيعة ، يؤمن بالتوسطات الجدلية والتحولات القائمة على فهم معنى الفعل الالهي في حركة الانسان والطبيعة والتاريخ ، كلما اغرق الاسلاميون أنفسهم في التربية المحافظة كلما ساهمت التربية المنغلقة في توسيع دائرة الخلل في الوعي الحركي وسدت إمكانية الفهم الواعي للمعنى القرآني ، وأنتجت لنا صيغا من التحولات التكرارية المتماثلة التي لن تغادر بالحركة مربع المراوحة في المكان الى تحقيق الانتقلات والتحولات النوعية التي تنشد تحقيق نهضة في الدنيا قبل بناء جنة في الاخرة. ثم ماذا ؟ يمارس الاسلاميون السياسية بأساليب الآخر ويستعيرون ادواته التي قد تكون هدامة وكيدية وميكافللية وبالتالي فإنهم يتنكبون الطريق الذي يؤدي الى تحقيق الرؤى الاستراتيجية التي ينشدونها لتؤدي بهم الاداة والوسيلة السياسية الى التماثل مع الاخر والبقاء في مربعاته التي لم يغادرها نتيجة انه لم يخترع الوسائل النابعة من واقع اجتماعي فكر في منهجية علمية ذاتية تعمل على تغييره .. وحين يريد الاسلامي السياسي ان يحافظ على كيانه السياسي من التآكل والتفكك يلجأ الى ضخ مفاهيم تربوية عتيقة لا تنسجم مع حركة التحديات والتغيرات لأن عدم ثقته بوعي العنصر التابع يلجاه الى البحث عن أسباب تؤدي الى تثبيته غير مدرك ان التحديات لا تقبل القديم وأن الرؤى المنهجية التربوية في ظل المتغيرات العاصفة تحتاج الى التغيير والفهم الجديد الذي يؤدي الى الحفاظ على الثوابت ويتجاوز العواصف العاتية التي تنفخها حركة الزمن وتطوراته العاتية المزلزلة .