تواصلاً لمحطات البحث والتفتيش عن أولئك الأفذاذ والأعلام من نجوم الزمن الجميل في رياضتنا اليمنية ممن كان لهم قصب السبق في التأسيس لرياضة كرة القدم واتساع رقعة المشاركة فيها مع تعميق وتجذير العشق الخالد لها عبر تلكم الإبداعات الرائعة والمتميزة لأولئك النجوم التي مازالت راسخة ومحفورة في ذاكرة الجميع، خصوصاً في ذاكرة ذلكم الجيل الذي عايش تلكم الإبداعات عن كثب وأحبها وعشقها لأكثر من سبب مثل حب وإخلاص أولئك النجوم للعبة وحرصهم الشديد على ضرورة البذل والعطاء في سبيل إسعاد الجماهير المحبة والولهانة بإبداعاتهم وبكل مايتمتعون به من قيم رياضية ووطنية جعلتهم يمثلون أهم وأكبر المساحات في قلوب العشاق والمناصرين .. ونجم هذه الإطلالة الأسبوعية من رياضة «الجمهورية» هو واحد ممن تربعوا العروش والقلوب، إنه النجم الأسطوري الكبير عبدالمجيد ثابت محمد الملقب:(المجيدي)، نجم شباب التواهي وأهلي تعز في ستينيات وسبعينيات القرن المنصرم والمجيدي الذي لقبه الإعلامي الكبير الراحل محمد عبدالله فارع ب«الهارب» ووصفه نجم الحسيني والتلال لاحقاً النجم الكبير سعيد دعالة ب«المعجزة» هو أحد أبرز وأشهر عمالقة كرة القدم في اليمن ..وفيما كان يعرف سابقاً بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية فإلى تفاصيل الرحلة في أعماق ذكرياته وإبداعاته... المجيدي.. والبدايات الأولى قد تتشابه البدايات الأولى لنجمنا الأسطوري الكبير عبدالمجيد ثابت محمد المجيدي مع باقي أقرانه ممن حققوا الكثير من الشهرة والنجومية في ستينيات القرن المنصرم مثل اللعب على مستوى الساحات التابعة للحارة أو الحي أو اللعب في ساحات المدارس إلا أن المجيدي الذي عانق الشهرة والمجد في زمن قياسي استطاع أن يحقق لنفسه مكانة متميزة في قلوب الكثير من عشاق ومتابعي الساحرة المستديرة بتفرده اللافت للأنظار عن باقي زملائه حينما تجاوز كل الفئات العمرية ليلعب كأحد العناصر المهمة والأساسية لفريق كرة القدم الأولى في نادي شباب التواهي أحد أبرز الفرق الكروية في محافظة عدن إبان العصر الذهبي لكرة القدم في مدينة عدن كافة ، ولم يكن ارتداء المجيدي للشعار الخاص بنادي شباب التواهي ناجماً عن فراغ بل كان ناجماً عن مزايا ذهنية وفنية فريدة أهلته لأن يكون أحد الأعمدة الأساسية ضمن تشكيلة تعج بأفضل النجوم ليسطع نجمه مع تلك الكوكبة المتألقة منذ الوهلة الأولى لانخراطه بالفريق الأول وهو في مقتبل العمر وفي عمر الزهور 15 16 سنة.. كانت المحطة الأولى لنجمنا الكروي العملاق عبدالمجيد ثابت محمد المجيدي والتي ولج من خلالها إلى عالم الشهرة والنجومية عبر تلك المواجهة الكروية التي خاضها مع فريقه شباب التواهي أمام فريق شباب الحسيني حينما كان المدرب الكبير الراحل أنور غفوري مدرباً للفريق ،حيث منحه كل الثقة لخوض ذلك اللقاء رغم صغر سنه آنذاك ليسطع نجمه في تلك المباراة بطريقة مذهلة بعد أن قدم أجمل مالديه من فنون الكرة مع زملائه الآخرين عبده صالح يافعي أحمد اسماعيل يومها تولى المجيدي مهام الجناح الأيمن فيما كان زميله أحمد عمر في الجناح الإيسر وكانت تلك المباراة بمثابة التحدي للمدرب الوطني الراحل أنور غفوري ولكتيبته الشابة التي شهدت ميلاد نجم كبير في سماوات الألق والإبداع وفي ملاعب عدن المستطيلة بشكل عام لاسيما وأن فريق الحسيني (التلال) كان يضم كوكبة كبيرة من ألمع النجوم وهم على سبيل المثال حسين وسعيد دعالة سعيد اسماعيل ويومها دخل نجمنا الكبير المجيدي مع باقي زملائه تلك المباراة تحت شعار أما أن نكون أو لا أكون،وبالإضافة إلى أن المباراة كانت غاية في القوة والإثارة إلا أنها كانت استعراضية بامتياز ،حيث استطاع المجيدي ورفقاء دربه في شباب التواهي تقليد فريق المورده السوداني الذي سبق له أن خاض بعض المباريات الودية في عدن استعرض خلالها عديد المهارات وأهمها الوقوف على الكرة ومن ثم التمرير قبل أن يأتي اللاعب الخصم ليصبح شباب التواهي أول فريق رياضي يقف لاعبوه على الكرة في مباراة رسمية بكل كفاءة واقتدار ولم يكتف المجيدي في تلك المواجهة باستعراض مهاراته الفردية بل سجل هدفاً من أجمل الأهداف 3/ 1 بعد أن أهدرت التشكيلة الشابة لشباب التواهي قرابة ال15 فرصة يومها راهن أحد المشجعين واسمه الجرادي من يرشح شباب التواهي للفوز بخمسمائة شلن مقابل 100 شلن. المجيدي.. وأجمل المباريات ورغم أن المجيدي العملاق خاض عديد المباريات المفصلية والتاريخية والتي لاتقل شأناً عن مباراة فريقه أمام الحسيني مثل المباريات التي جمعت فريقه شباب التواهي مع فريق الأحرار الواي الجزيرة الهلال الفيحاء الشباب الرياضي إلا أن المباراة الأهم والأكثر شهرة هي تلك المباراة التي جمعت فريقه مع شباب البريقة (الشعلة) يومها تمكن نجمنا الأسطوري والعملاق عبدالمجيد ثابت المجيدي من تسجيل اسمه بأحرف من ذهب في مسجلات الرياضة العدنية حينما أحرز 5 أهداف ملعوبة في مرمى شباب البريقة هي حصيلة اللقاء 5/صفر.. وفي اليوم التالي لتلك المباراة كتب شيخ الإعلاميين الرياضيين محمد عبدالله فارع تحليلاً عن المباراة تحت عنوان الهارب يحرز 5 أهداف والهارب هو لقب لبطل مسلسل أجنبي كان حينها يعرض في تلفزيون عدن وكان يحظى بمتابعة واسعة من المشاهدين لينطبق عليه ذلك اللقب إلى جانب اللقب الأساس (المجيدي) وهو المفضل لديه وخلال تلك الفترة من 67 73م.. كان نجمنا المجيدي الذي ملأت شهرته كل الآفاق قد أحرز مع فريقه شباب التواهي عديد الإنجازات الكروية مثل بطولة الدوري والكأس (كأس فلسطين) وكأس السوبر وفي زمن كان يعج بكوكبة من ألمع نجوم كرة القدم في أندية عدن كافة وهم على سبيل المثال لا الحصر محمد شرف محمود العبادي عزام خليفة عوض غازي جميل حربش اسماعيل كوكني أحمد عمر علي فارع نصر صياد أولاد خوباني (أنيس عادل عبدالله معتوق) سعيد دعالة أحمد محسن المشدلي عادل جاوي .. وبالإضافة إلى الكوكبة المذكورة من النجوم الذين عايشهم نجمنا الكروي الأسبق فإن المجيدي كان قد حظي باللعب لفترات محدودة مع أبرز النجوم في فريقه شباب التواهي مثل: المرحوم بوجي خان المرحوم نجيب راجح عبدالكريم الهتاري يوم أن كان النجم الأسبق عبدالجليل الرعدي رئيساً للنادي ومحمد عبده الشطفة أميناً عاماً للنادي. وخلال المواجهات الكروية التي خاضها الأسطوري والعملاق عبدالمجيد ثابت المجيدي في محافظة حضرموت أمام الأهلي الوحدة غيل باوزير الأهلي والذي كان يضم أحد أبرز نجوم المنتخب الوطني لكرة القدم (عبدالله باعامر)..قدم المجيدي العملاق وفريقه شباب التواهي أجمل المباريات كانت إحداها بحضور الرئيس الأسبق قحطان الشعبي الذي تفاعل مع إبداعات المجيدي الكروية كثيراً وكان الرئيس الشعبي قد أوضح إعجابه الشديد بالمجيدي خلال اللقاء الذي جمعه بالفريق في القصر الرئاسي عقب المباراة يومها خاطب المجيدي بالقول: لازم نشوفك لما ترجع عدن ربما كان يفكر حينها أن يكافئ المجيدي بعمل يد صناعية. المجيدي في أهلي تعز في العام 69م كان المجيدي قد أمضى إجازته الدراسية في تعز (الضبوعة) ويوم أن تزامن ذلك مع بطولة كروية بين منتخبات المحافظات فجاء به نجم الصحة والرئيس الأسبق ليلعب مع منتخب تعز في مواجهة عصيبة مع منتخب صنعاء قادها أحد الحكام من الجمهورية العراقية وسادتها حالة من الهرج والمرج تم الاتفاق بعدها على أن تحسم نتيجة المباراة بالقرعة وتمت القرعة في مأدبة عشاء بحضور رئيس الوزراء لصالح منتخب صنعاء ،وبعدها توالت زيارات النجم الكبير عبدالمجيد ثابت المجيدي لمدينة تعز.. ليستقر به المقام في القلعة الحمراء أهلي تعز وفي الأهلي برزت كل الطاقات والإمكانات الخلاقة في أعماق المجيدي ليسهم مع باقي زملائه عبدالعزيز القاضي يحيى فارع محمد يوسف الراحل عبدالله العسولي السماوي جميل الحمامي وأخيراً عبدالله المرتضى في إحراز بطولة الدوري لثلاثة مواسم متتالية يوم أن كانت البطولات تجري بين أبطال المحافظات وفي واحدة من أهم مواجهات البطولة كان أهلي تعز وشعب صنعاء قد وصلا إلى النهائي في الموسم الرياضي 75م يومها لعب الأهلي أمام الشعب على ملعب الظرافي ليكسب الأهلي ذلك اللقاء بنتيجة 2/ 1 بعد أن أحرز المجيدي هدفاً لايصد ولايرد ليحصل المجيدي عقب اللقاء على ساعة «ايد يكوس» و5 آلاف ريال.. يومها كان مقرراً أن تقام المباراة الفاصلة في العاصمة صنعاء إلا أن شعب صنعاء الذي كان يرأسه قائد العمالقة الشهيد عبدالله الحمدي آثر أن تُجرى المباراة في ملعب الشهداء في تعز يومها كان الأستاذ عبدالرحمن عبدالله عثمان محافظاً لتعز وقد جاء ذلك المقترح من قبل نادي الشعب بعد أن شاهدوا الجماهير تحمل لاعبي الأهلي على الأعناق من ملعب الظرافي إلى الفندق.. هوامش: في المواجهة الكروية التي جمعت أهلي تعز شعب صنعاء كان مدافع الشعب قد كلف بالحد من خطورة المجيدي وفي سبيل ذلك لجأ المدافع الشعباوي واسمه المدرعات لكل الوسائل غير المشروعة لكن المجيدي تمكن من التهديف ليجبر الجماهير على النزول إلى الملعب. حينما رأت إدارة الأهلي تكليف المجيدي بتدريب الفريق الكروي قبل المهمة وخاض أهم اللقاءات أمام أهلي صنعاء بغياب أبرز النجوم بعد أن استبدلهم بمجموعة من الشباب مثل محمد طه عبدالملك ثابت عصام عبدالصمد محمد الآنسي فخاض اللقاء لاعباً، مدرباً ليفوز أهلي تعز 2/ 1. في اللقاء الكروي الذي جمع أهلي تعز وحدة صنعاء كان أحد المولدين من مشجعي أهلي تعز قد حذر المجيدي قبيل اللقاء وخاطبه بالقول:« انتبه لنفسك» وكرر «انتبه لحالك». وخلال المباراة تذكر المجيدي ذلك المشجع بعد أن عرّضه لاعب الوحدة العذري لإصابة أحرمته اللعب إلى الأبد لتتركه الإدارة الأهلاوية وتتنكر لمجهوداته وعطاءاته. في العام 74م وخلال الدراسة في جامعة الاسكندرية كان فريقه خاسراً أمام إحدى الكليات وكانت إحدى الأكاديميات مسئولة النشاط في الجامعة فقيل لها جربي لاعب الاحتياط (المجيدي) ففعلت ذلك وأدهشها المجيدي الذي خطف الأنظار بتحويل الخسارة إلى فوز وعلى ضوء ذلك عرض عليه الاسماعيلي اللعب في صفوفه لكنه لم يوافق لظروف الدراسة.. في العام 78م حصل نجمنا الكبير عبدالمجيد ثابت المجيدي على كأس أحسن لاعب من حيث الأداء والأخلاق واستلم الكأس من الشهيد عبدالسلام مقبل. قالوا عن المجيدي: النجم الكبير في الحسيني، التلال، المنتخبات سعيد دعالة وصفه باللاعب «المعجزة» وقال المجيدي عاشق كبير للكرة وأخلاقه عالية. رفيق دربه النجم الكبير يحيى فارع سلام قال المجيدي لاعب كبير تحدى وتجاوز الإعاقة. نجم الجزيرة وطليعة تعز عبدالقادر حسن القادري قال المجيدي نجم فنان ومتميز. أما نجم الجزيرة أحمد المشدلي فقال عن المجيدي إنه عملاق ويتحلى بإرادة قوية. بطاقة تعريف: الأسم: عبدالمجيد ثابت محمد المجيدي من مواليد 53م متزوج ولديه ولدان وخمس بنات يطرب كثيراً لسماع أحمد قاسم المرشدي محمد عبده الزيدي أبوبكر سالم أيوب طارش. أما أغنيته المفضلة فهي أنت عمري لكوكب الشرق أم كلثوم.
