الإبداع كحالة فطرية تقتضي الاهتمام بها والرعاية لترى النور وتحاكي المجتمع إلى مرتبة النجاح.. وكم من المبدعين قتلت إبداعاتهم ولم يستفد منهم ليصلوا إلى مرحلة الإحباط واليأس ويدخلون ضمن قائمة منسيين هنا فكل إنسان يحمل في داخله طاقة من النشاط والإبداع تنقصها عوامل خارجية لتجعلها دفعة نحو النجاح. «إبداع» زارت ثانوية الشهيد محمد على عثمان الثانوية مديرية باجل لتبحث عن قرب الصدى الذي قدم من أوساط المجتمع وأولياء أمور الطلبة عن نضج هذه المدرسة من التعليم النموذجي. لسان حال النجاح يقول مدير المدرسة التربوي يحيى الشميري الذي وجد نفسه في التربية والتعليم بعد أن كان تخصصه إعلام وخريج الأردن: تأسست هذه المدرسة عام 1992 وتعاقب عليها 3 مدراء بمن فيهم هو للمرة الثانية خلال السنتين الأخيرتين، وطلابها يصل إلى أكثر من 1300 طالب تخصص علمي وهي الوحيدة في المديرية، ورغم شحة الإمكانيات فيها إلا أن إدارة المدرسة بنجاحها وثقت الصلة بين المدرسة والمجتمع المحلي والتي هي جزء منه.. ويضيف الشميري: جعلت أهالي الخير يدفعون بقلوب كريمة لإنجاح العمل في المدرسة من مستلزمات لم تسطع أن توفرها التربية، ووصل الأمر إلى تبني أحد فاعلي الخير شراء مولدات كهربائية للإنارة والتكييف في فصل الصيف، وليعيش الطلاب في جو يساعدهم على تنمية قدراتهم وغير ذلك من كوابيس انطفاء الكهرباء، ويؤكد مدير المدرسة أن مدرسته لسان حال من يريد أن يقدم نفسه كموهبة وطالب علم يسمو إلى النجاح والتألق حازت على المرتب الثاني بالمسابقة المنهجية والعلمية والثقافية في محافظة الحديدة وحصد طلابها الجوائز الإبداعية في مجال الإنشاد باللغة العربية والإنجليزية والمواهب الخاصة لطلاب في المسابقات المختلفة بينهم من ثقافية وعلمية في تنافس يعتبر هو الثاني للمدرسة. إنجازات وكشف التربوي الشميري عن إنجازات المدرسة، كالتتوج بفيلم «لحظة ندم» والذي أنتجته المدرسة بمواهب طلابها من الممثلين وكاتبي الفكرة والسيناريو والذي يحكي واقع اجتماعيا لما يعيشه الطلاب من تسرب مدرسي من حالة فقر وعدم مقدرتهم في مواصلة التعليم وما يلاقوه الحدود من الضياع المجهول للبحث عن المال وترك التعليم جسد منه انطلاقه لعمل المسرح والتمثيل لبعض طلابها وكانت التجربة الأولى للمدرسة بإمكانيات متواضعة تم تدشين الفيلم بصورة رسمية في حفل آخر العام السنه الماضية. تجربة نوعية يقول يحيى الشميري: تم تعيين مدير مدرسة ووكيلين ومشرف للمدرسة من الطلاب أنفسهم كتجربة جديدة للتأسيس لطلاب قياديين وإداريين ليوم واحد بعد أن تم اختيارهم من إدارة المدرسة بعناية وكان لهم السبق في هذا المجال بمدرسة حكومية، وقد سبقتهم مدرسة خاصة في صنعاء، والهدف من ذلك إنشاء الشخصية القيادية والإداري الناجح وتحمل المسؤولية. الطالب المدير منتصر محمد الصوفي الحائز على المركز الأول في الإنشاد والتفوق العلمي مديرا ليوم واحد يقول: أن الإحساس كان مختلف في إدارة المدرسة ليوم واحد بحضور رسمي من مكتب التربية والتعليم وجعله يوم يجب أن يستغل لمعالجة نقص المدرسين مثلاً، أو وازدحام الفصول الدراسية بالإضافة إلى تزويدنا بمعمل علمي.. ومن أبرز قرارات المدراء الطلاب في يومهم استدعاء ولي امر احد الطلاب وتوقيف طالب لأسباب تربوية لصالح الطالب وكم كان اجمل عندما وجدنا مدرسينا يتقبلون توجيهاتنا الإدارية برحابة صدر وبكل تناغم وتقدير، وهي تجربة ليوم واحد ستكون في أذهاننا تراودنا كلما صقلوا إمكانياتهم ومواهبهم وخطوا إلى المستقبل واثقي الخطى يرسمون ملامح الاستشراق والأمل القادم.