هي سبورة، عرضها العمر، تمتد دوني.. وصف صغير بمدرسة عند (باب المعظم) والوقت بين الصباح وبين الضحى لكأن المعلم يأتي إلى الصف محتمياً خلف نظارتيه ويكتب فوق طفولتنا بالطباشير بيتاً من الشعر: - من يقرأ البيت؟ قلت: أنا.. واعترتني، من الزهو في نبرتي رعْدةٌ ونهضت - على مهل قال لي: - تهجأْ على مهل.. إنها كلمة… ليس يخطئها القلب يا ولدي،، ففتحت فمي… وتنفست ثم تهجأتها دفعة واحدة - وطني وأجاب الصدى: (وطني … وطني) فمن أين تأتي القصيدة والوزن مختلف والزمان قديم؟ كان صوت المعلم، يسبقنا: - وطني لو شُغِلت… ونحن نردد: - بالخلد عنه فيصغي إلينا ويمسح دمعته، بارتباك فنضحك الله.. يبكي.. ونضحك.. حتى يضيق بنا.. فيهمس - ما بالكم تضحكون .. أيها الأشقياء الصغار سيأتي زمان.. وأشغل عنه وأنتم ستبكون