هي مراحل منفصلة التي نعيشها وفي كل مرحلة نجد ما يمتعنا وما يخيفنا, كلنا نعيش تلك المراحل، فمنا من يسعده حظه ويستمتع في كل لحظة يعيشها ومنا من تعيشه كل اللحظات التي مرّ بها , هي كثيرة الصور التي أحاكها القدر لأنفس أرادت فتحقق مرادها وأخرى حلمت فتكسّرت أحلامها, فلماذا إذاً نضيّع أوقاتنا في محاسبة القدر وننسى أن تقرير كل شيء مرجوع إلى إرادة متمسكة بتوكل على الله ومقاومة يمدها طموح وخوف يطمسه الإيمان بأبدية الآخرة؟ إن الأمر في غاية السهولة ولا يحتاج إلى الكثير المندفع ولكنه يعتمد على السكون اللازم والاندفاع المضطر. إن التدبير المرتب لخطط الاستمرار, والتعقل المصنوع من إيمان موثق بوجود من سيحملنا بقدر أفعالنا في هذه الأرض، بالإضافة إلى خلاء مكونات النفس من أساليب اللامقبولية عند الآخر حسب شخصية كل فرد نحتاج إليه في تحقيق الذاتية التي ستكبر وتنمو بالآخر ومن أجل الآخر سيفتح أمامنا طرقاً أغلقت في أوجه من أساء فهم إثبات الذاتية المعقول. إن ركيزة النجاح لا تعتمد على ظروفك أو على واقعك أو حتى على الناس التي ستغيّر من توجهاتك و مبادئك, النجاح يعني التمكن بالسيطرة على النفس لا السيطرة على الناس, وبمجرد أن نتذكّر عدد تلك الأحلام التي قطنت عقولنا منذ أن بدأنا نحاول التعرّف على أنفسنا إلى اللحظة الراهنة, ونتخيّل لو أن كل تلك الأحلام أصبحت حقيقة, لكرهنا الواقع الذي نعيشه ولتمنينا أن نكون في مكان آخر, فالغني يريد أن يكون الأغنى والفقير يتمنى الغنى, ولأن هذه هي حقيقة النفس التي تعيش في دواخلنا رغم اختلاف طبائعنا وأفكارنا إلا أن أبانا سيظل آدم . هكذا هي الحياة فلن تستطيع أن تأخذ كل شيء وأن تكون كل شيء لأن هذا هو النقص الذي لم نستطع فهمه لنستطيع فهم كمال الذات الإلهية ونظل بحاجة إليه في كل عمل نخطط له وهو جلّ في علاه يقرّر, ليس إذلالاً ولكن حباً من الله لنا, من أجل أن نعرف من نحن وألا نغتر بما (منّ) هو علينا به، فطبيعة الإنسان النسيان وإن أعطاه الله كل ما يريد دون أن يعقب عطاءه بالتأكد من إقراريته بتوحيد الله لظن انه هو المسيطر وأن بيده كل شيء. فالحمد لله على ما علّمنا من تدابيره وما لم نعلم, والحمد لله على ما عشناه في واقعنا وفي أخيلتنا. القليل من كل شيء جميل كفيل لحياة مُرضية والقليل من كل شيء قبيح ضمين لحياة كئيبة.