في كتابه «تحدّيات العنف» يقدّم الأستاذ والمفكر ماجد الغرباوي عرضاً تاريخياً موجزاً لتطور معنى وأساليب العنف في التاريخ المعاصر، ولاسيما بأهم أشكاله التي تسبّبت في انفجار الحرب العالمية الثانية، وهي النازية والفاشية، ويسارع إلى ربط ذلك بأصول العنف في المجتمع والأفراد، وهو يرى أن كل أشكال الأيديولوجيات الإسلامية «ومنها حركة الإخوان المسلمين والتحرير الإسلامي» تعبير أصيل عن المكبوت الذي تحوّل إلى سلوك دموي وانعزالي ومنغلق على نفسه، ويعتقد أن الفرق بين التعاريف المختلفة لمعنى «الجهاد» كما تفسّره الأحزاب هو مجرد استجابة موضوعية للظروف، من إعلان الحرب ضد الأنظمة الملكية التي ترى أنها من بقايا دولة الخلافة ووريثتها الشرعية، وحتى حرب الميليشيا السرية ضد الأنظمة العسكرية الشمولية التي رفعت شعار الأمة وتحرير الأرض. وانطلاقاً من هذه الرؤية للتاريخ يعيد الأستاذ الغرباوي تحديد العلاقة بين الإسلام والديمقراطية، الأمة، الدولة، الشعب.... إلخ، ويعيد النظر في أهمية المنظّرين للميليشيات الإسلامية، ويؤكد أنهم عبارة عن بيانات عاطفية جياشة ومتهوّرة أو متقاطعة أحياناً ولا تقدّم نافذة عملية للخلاص بقدر ما هي أسلوب نفسي لتطهير الأفراد في محنتهم المستمرة مع النظام.