يُحرق في المطابخ القروية لإعداد الوجبات.. ويمزّق عبثاً إهمالاً، ولإعداد وجبات الغش “دائماً” وتجده في السوق مكدّساً إجمالاً وبكل العناوين والطبعات القديمة و«الحديثة» قبل أن يصل إلى أي مدرسة أو مخازن مكاتب التربية بالمحافظات.. إنه الكتاب المدرسي، حيث يعمد ضعاف النفوس إلى إخفاء مجموعة من الكتب مثل القرآن اللغة العربية الرياضيات.. إلخ. للصفوف الأولية وفق “دراية” نفسية مسبقة و«حذاقة» تجارية بحتة لاهتمامات أولياء الأمور.. خاصة بمتابعة تعليم أبنائهم في الصفوف الأولية كونها مسألة أساسية بالنسبة لهم.. فيستغل هؤلاء الباعة الموقف ومن ورائهم في متاجرتهم بالكتب والمنهج المدرسي بينما الغالبية العظمى من المدارس تعاني من عجز قائم في توفر كافة عناوين المناهج الدراسية.. فيضطر أولياء أمور الطلاب إلى شراء هذه الكتب من “السوق” تصل قيمة الكتاب الواحد من “500 1000” فمن المسئول عن تسرّب هذه الكتب إلى السوق إذاً؟.. وبدورنا أجرينا هذا التحقيق. معاناة البداية كانت من مدرسة الثلايا بمديرية المظفر، تحدث إلينا مدير المدرسة عبدالغني مهيوب محمد.. قائلاً: الكتاب مفقود وندعو الجهات الرسمية المعنية إلى التعاون معنا في هذا الجانب.. والعمل على عدم تسرّب الكتاب المدرسي إلى الأسواق حتى لا يحدث عجز لدينا في المدارس مثل كل عام. من جانبه عبدالقادر عباس الحاج مدير مدرسة 7يوليو الأساسيةقال: الذي يُصرف لنا من الكتاب هو بنسبة(75%) فقط سنوياً.. ويضطر الآباء إلى شراء البقية من السوق كونها متوفرة. افتقار أ.إلهام الأكحلي مُدرّسة بالمدرسة: ناشدت المسئولين بالقول: أياً ومن كان ذلك المسئول فإنه قد سهى أو نسي أو تناسى مسئولياته عنا فنحن مدرسو ومدرسات مدرسة 7يوليو الأساسية نفتقر إلى أدنى الحقوق الأساسية قبل الحقوق التربوية، وكذلك طلابنا يفتقرون إلى أبسط حقهم في التعلم في عصر صعدت فيه الدول إلى أعلى مراتب العلم والتكنولوجيا، ونحن في المدرسة لم نصل بعد إلى مستوى المبنى والمنهج وأبسط الوسائل التعليمية كمدرسة حكومية، وطلابنا مفترشون الأرض تحت الغبار والشمس والبرد والصقيع. كتب ممزّقة أما هدى شمسان.. مُدرّسة رياضيات في مدرسة نعمة رسام فقالت: لدينا عجز في كتب الرياضيات والقرآن الكريم واللغة العربية للصف السادس.. هذا بالنسبة للفصل الذي أدرّسه، أما بالنسبة للفصول الأخرى فالعجز كبير جداً.. وبالنسبة للكتب التي يتم استعادتها من الطلاب والطالبات.. عادة تأتي ممزقة من داخل الكتاب وناقصة دروس بسبب تمزيقها.. والمسؤولية هنا تقع على الأسرة أولاً. الكتب.. الأكثر مبيعاً اتجهنا إلى السوق وتحدث إلينا علي بحري الوصابي (13) عاماً، بائع كتب.. وبادر بالقول: أنتم صحافة.. لم استفتح اليوم إلى حد الآن بعد العصر.. ففي الأيام العادية نبيع بالمصروف.. أما الشغل في أيام “الموسم” يقصد بداية العام الدراسي وفي نصف العام حيث يصل البيع في اليوم الواحد من (2000ريال إلى 5000ريال) وهذه هي شغلتنا الوحيدة، بيع الكتب هذه وعن السعر قال: قيمة الكتاب نبيعه من (100150) هذا في الأيام العادية.. وأضاف: درست إلى الصف الخامس أساسي وبعدها توقفت عن الدراسة.. وأخي هناك “تحت” نعمان وعلي وناصر البحري يبيعون كتباً.. أما الكتب الأكثر مبيعاً وطلباً فهي كل الكتب والأهم منها التي عليها “حظى” طلب قرآن ولغة عربية وغيرها للصفين رابع وخامس وغيرها في الصفوف الأولية، وتابع: نعاني من “المتهبشين حد وصفه حيث أيام الموسم يأخذون منا “ألف ريال” كل يوم.. ونحن نشتري الكتب من (50100) ريال ممن يصفهم ب«اللصوص» يأتي أحدهم إلى هنا “بعلاقيات” أو شوالات مملوءة بالكتب.. ونحن نشتريها ونبيعها. تصل تباعاً إلى المخازن وفي هذا السياق تحدث إلينا عبدالله الناظر مدير إدارة التجهيزات المدرسية قائلاً: بالنسبة للمنهج المدرسي للفصل الدراسي الثاني يصل تباعاً إلى مخازن مكتب التربية وسيتم صرف الموجود والمتأخر أولاً فأولاً، ونحن نوجه إدارات المدارس بإلزام الطلاب والطالبات عبر إذاعاتهم في طابور الصباح بالحفاظ على الكتاب المدرسي.. وعدم العبث به، وتابع: تم صرف الكتاب المدرسي لجميع مديريات المحافظة بكافة العناوين ما عدا “7” عناوين هي “قرآن سابع لغة عربية سادس جغرافيا ثامن الإيمان والفقه والحديث وقرآن وعربية رابع نصف الكمية من المعتمد للمحافظة” وبالنسبة للكتاب الموجود في الشارع فقد تم إبلاغ الجهات الأمنية، وتم ضبط بعض البائعين من قبل إدارة البحث الجنائي والتحقيق لا يزال مستمراً معهم حول معرفة طريقة تسرّب الكتاب المدرسي إليهم. مطابع الكتاب.. والنيابة تعترض العقيد. محمد القردعي، ضابط أمن التربية.. كان له حديث آخر معنا حيث قال: قمنا بعدة حملات خلال السنوات الماضية وتم ضبط كميات كبيرة من الكتب مع أصحابها وتم التحقيق معهم والاعترافات من قبلهم ومن مصدرها والذي كان من خارج مكتب التربية وخارج المحافظة “أي من مطابع الكتاب المدرسي” حيث أن كتباً وعناوين لم تصلنا ولم تخرج من المطابع أصلاً ونجدها في “السوق” وتم التحقيق معهم وتصويرهم وإحالتهم إلى النيابة العامة هذا في العام 2009م/ 2010م وكان رد نيابة الأموال العامة هو رفض قبولهم وقبول القضية.. وكان ردهم بالعربي.. “أتركوهم يطلبوا الله” وعادوا مع الكتب إلى الشارع. تعميم تربوي وبدورها وزارة التربية والتعليم أصدرت تعميماًبرقم (565) وتاريخ 18/12/2014 مفاده التزام مكاتب التربية بالمحافظات باتخاذ اجراءات عملية لعدم الإهدار والعبث بالكتاب المدرسي، والذي يكلّف مليارات لطباعته وتوفيره، والعمل على تبويب واستلام أصناف الكتب المدرسية، وعمل الاستلامات والتعهدات بها وأخذ استلامات من إدارات المدارس بالكتب التي يتم استلامها بالصنف والعدد والعناوين واعتبار تلك الكتب عُهداً لدى المدارس.. والتي بدورها تعمل بنفس الاجراءات والنمط مع طلابها.