جريمة هذا الأسبوع لاتختلف عن سابقاتها إلا بالأسباب نوعاً ما حينما سقط فتى في الربيع ال 14 من العمر أرضاً والدماء مضرجة من حوله وفيه، سقط مقتولاً جراء طلق ناري اغتاله من الخلف. الفتى أصيب بعيار ناري في الظهر من سلاح آلي وفق ما تمّ تحريزه من المكان الذي شهد وقوع الجريمة، التي ارتكبت في وقت كان المكان والمتمثل بطريق عام خاص بالقرية والقرى المجاورة لها في مديرية حبيش محافظة إب وكان خالياً تماماً من الحركة والناس والمتواجدين من الأهالي والمارة والمسافرين على حد سواء. باستثناء فتى آخر في عمر الفتى الذي لقي حتفه ومصرعه، فمن خلال هذا الفتى عرف الكل خبر مقتل صديقه ورفيق دربه ووصل الخبر لمسامع أسرتهما وأقارب الصديقين الذين جميعاً وبمعية رجال الشرطة والأمن هرعوا للمكان، ووجدوا الفتى مرمياً على الأرض والفتى الآخر بجواره لا حول له ولا قوة لم يتمكن نهائياً من إسعاف صديقه فلا قوة له أن يحمله ولم تمر وقتها أي سيارة أومركبة في المكان كي تساعده على نقل صديقه الذي توفي متأثراً بإصابته. قام الأهالي وأقارب القتيل بنقل الجثة بعد الانتهاء من عملية تصويرها ومعاينتها وذلك للقرية وأصرت الأسرة وقتها على عمليه إجراء مراسيم الدفن وانه لا داعي لنقلها للمدينة وإيداعها ثلاجة الموتى. إصرار الأسرة على عملية الدفن بالعادة ما يكون إلا لقناعة منها في تفاصيل القتل وأسبابه أو لضبط الشرطة للقاتل والمتهم فيها وإيمانها بأن إكرام الميت دفنه لا تأخيره وزجه بين عشرات الجثث التي تتكدس في ثلاجات الموتى التي هي الأخرى تعاني إهمالاً فنياً كبيراً ما يجعلها عاجزة عن الحفاظ على ما تحويه من جثث عفى عليها الدهر وشكى من وجودها المكان والزمان دون أن يتم التصرف بشأنها وإجراء دفنها فالمشكلة هنا واحدة والأسباب عديدة وتحتاج لشرح كامل وليس هذا موضوع جريمة الأسبوع ولكن وجب التطرق لذلك كي يعي ويفهم المختصون صواب ما قام به أولياء دم الفتى من دفن جثمانه والنفاذ بجلده من مآسي ثلاجة الموتى في مستشفيات محافظة إب. مع عودتنا لذكر الفتى وحكاية الفتى القتيل الذي كان وقتها صديقه قد تم القبض عليه واصطحابه من قبل الشرطة في المديرية التي وقتها تم مباشرة التحقيقات معه واخذ أقواله، حيث تضمن محضر الأقوال اعترافات مهمة وسهلة لعلها أحد أسباب اقتناع أسرة القتيل وقيامها بالدفن، فكما أوضحت في السطور السابقة أن المكان كان خالياً وقت سقوط القتيل أرضاً ولكني لم أوضح ما سبب هذا السقوط وكيف قتل أصلاً لاسيما وان هناك دماء كانت من حوله ومضرجاً بها. فحسب اعتراف صديقه أن السبب هو عيار ناري إصابه في الظهر وهذا ما تبين عند معاينة الجثة ولكن من أي مصدر العيار الناري وكيف أصابه فيقول الفتى هو من اطلقه وضغط على زناد سلاحه الآلي الذي كان يحمله وقت الحادثة حيث كانا عائدين للقرية من مهمة جلب مادة الديزل وأثناء ترجلهم ومشيهم في الطريق، تقدم عليه صديقه في المشي وسبقه وهو يعبث بالسلاح بيده وضغط على زناده بدون قصد وانطلق عيار ناري أصاب صديقه الذي يسبقه ببضع امتار قليلة. العيار الناري أصابه في الظهر وسقط على اثره أرضاً وسط ذهول منه وخوف وهلع أصابه مما رأته عيناه وارتكبته يداه وجرى صوب صديقه وعجز عن فعل أي شيء له فلم يستطع إسعافه كي ينقذ صديقه.. ارتبك جن جنونه، لم يدر ماذا يفعله لا سيارة أتت ولا دراجة مرت ولا ناس أتوا أو تواجدوا، تذكر انه يحمل تلفوناً محمولاً بصعوبة انتشله من جيبه وأخرجه وأجرى مكالمة تلفونية لا يعلم لمن كانت المهم أن شخصاً رد عليه وأخبره بأن يأتي للمكان الذي أشار له باسمه وأن هناك مصيبة ومقتولاً وأن صديقه فلاناً قتل، منهياً مكالمته.. انتظر حتى وصل الأهالي وأسرته وأسرة صديقه وحدث ما حدث وتم أخذه للشرطة التي باشرت في الإجراءات وتحفظت عليه وأحالت المتهم والأوليات للنيابة ليتم إيداع الفتى دار رعاية الأحداث بنظر القضاء ممثلاً بالنيابة. وهذه هي التفاصيل فتى يقتل صديقه الفتى عن طريق الخطأ حد قوله وحسب الواقع والأحداث والسبب العبث بالسلاح وعدم الوعي من أولياء الأمور والأسر بمخاطر حمل السلاح من قبل الأطفال والعبث فيه وهذه واحدة من عشرات الجرائم والحوادث المماثلة التي تسجلها الأجهزة الأمنية في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية والمؤسف أنها في تزايد وانتشار مخيف دون أن يدرك الجميع مخاطرها والاتعاظ مما سبق وحدث.