المستشفى الجمهوري بتعز ورغم مرور عقود من الزمن على إنشائه إلا أنه لا يزال يقدم خدماته الطبية والصحية بكوادر أغلبها تحمل مؤهل طب عام، وأجهزة متواضعة والبعض منها أصبحت متهالكة، فيما المرضى الذين يستقبلهم المستشفى يومياً بالمئات.. في حوار مع الدكتور عبدالواحد سعيد المخلافي مدير عام المستشفى الجمهوري بتعز يسلط الأضواء على واقع المستشفى وجهود إدارته لإصلاح وترميم ما أفسده الدهر برغم الإمكانات المتواضعة والموازنة التشغيلية الضئيلة فإلى نص الحوار: نود من خلالكم أن نعرف لماذا ألغيت بعض الأقسام المتخصصة في المستشفى؟ وما هي الأسباب؟ إلغاء بعض الأقسام إشاعات لا أساس لها من الصحة. والذي حدث بالفعل هو نقل قسمي القلب والصدر إلى قسم الباطنية بسبب وجود الترميمات الكاملة التي تجرى للمستشفى حالياً..ونحن على وشك الانتهاء من بناء مركز القلب، وسيتم تجهيزه بالأجهزة والمعدات الطبية الحديثة، وتم إرسال عدد من أطباء القلب لتدريبهم على إجراء عمليات القسطرة القلبية، وجراحة القلب المفتوح على أيدي أطباء البعثة الفرنسية الموجودين في مستشفى الثورة بصنعاء، واستدعينا أيضاً أطباء من البعثة الفرنسية لتدريب أطباء في المستشفى على إجراء عملية القسطرة القلبية. كما سيتم استئناف الاستقبال لمرضى الصدر بعد الانتهاء من ترميمات القسم أما قسم الأطفال فقد تم نقله إلى المستشفى السويدي؛ كونه المستشفى المتخصص بعلاج الأطفال في المحافظة. وبالنسبة لقسم العيون فما زال موجوداً والعيادات التابعة له مفتوحة لاستقبال مرضى العيون، ولدينا حالياً مناقصة لشراء أجهزة، ومعدات طبية متطورة لجراحة العيون، وسيعمل في القسم أطباء استشاريون في طب العيون كما سيتم إضافة أقسام جديدة متخصصة كقسم الخدج وقسم العلاج الطبيعي. مركز القلب ماذا عن دعم المستشفى من قبل الأشقاء في الأردن؟ خلال زيارة وزير الصحة الأردني للمستشفى العام الماضي تم التباحث على رفد المستشفى بأطباء من الأردن للعمل في قسم القلب مقابل راتب لكل طبيب يقارب خمسة آلاف دولار في الشهر.. وظروف المستشفى لا تسمح بدفع الرواتب المطلوبة، وقد أبلغنا وزارة الصحة بذلك في رسالة بعثت بها للأخ الوزير، ووكيل وزارة الصحة. ونأمل من الوزارة اعتماد بند خاص لاستقدام الإخوة الأردنيين للعمل في مركز القلب، وإلى حد الآن ما زلنا نتواصل مع الوزارة في هذا الموضوع. تأهيل متخصصين ما سبب العجز في الأطباء بالمستشفى؟ ليس هناك عجز بالمعنى الصحيح كما يقال، وإنما ذهب عدد من أطباء المستشفى للدراسات العليا ..الأطباء الموجودون في المستشفى هم أطباء عموم، ومن الأفضل أن يدرس هؤلاء الأطباء الماجستير والدكتوراه، ويتخصصوا في الباطنية، والقلب، والجراحة العامة، وجراحة العظام، والمفاصل الصناعية، وجراحة الأوعية الدموية، وجراحة المناظير، وجراحة الكلى والمسالك البولية، وغيرها من التخصصات النوعية..والهدف من ذلك تحسين مستوى الخدمة في المستشفى. الموازنة التشغيلية هناك تقصير في الخدمات الطبية والتمريضية، فهل ذلك ناتج عن ضآلة الميزانية التشغيلية للمستشفى؟ بالتأكيد التقصير موجود في بعض الحالات، وهذا يرجع لتدني الميزانية التشغيلية المعتمدة..فالميزانية المعتمدة حالياً لا تزيد عن 8 ملايين ريال لمستشفى كبير سعته السريرية 550سريرا، والذي زاد الطين بلة إنزال أربعة ملايين وستمائة ألف ريال من الميزانية بسبب وجود عجز على ميزانية مكتب الصحة والسكان بالمحافظة، تم توزيع المبلغ المنزل على المرافق الصحية الأخرى؛ وهذا سبب لنا كارثة من الصعب معالجتها بسهولة في الوقت الذي لا يوجد للمستشفى مصادر أخرى لتغطية هذا العجز الأمر الذي دفعنا إلى أن نلجأ إلى التجار، والخيرين لدعم المستشفى، والحمدلله تجاوب معنا بعض الخيرين، ودعموا المستشفى ببعض الحاجات، والعمل في المستشفى على ما يرام. قسم النساء والولادة يشكو البعض تقصيرا في قسم النساء والولادة بالمستشفى، ما حقيقة ذلك؟ حقيقة يقدم قسم النساء والولادة عملا أكاديميا ..ويضم متخصصين من حملة الماجستير في مجال النساء والولادة؛ ولكي تكون في الصورة استقبل قسم الولادة 35حالة ولادة خلال يوم واحد، 30 منها ولادة طبيعية، وخمس حالات ولادة قيصرية بسبب ضيق أحواضهن..والطبيب يتمنى أن تضع المرأة وليدها بشكل طبيعي؛ ولذلك أؤكد لكم أن قسم الولادة في المستشفى من أنشط وأكفأ الأقسام على مستوى المستشفيات العامة والخاصة. لا توجد إشكالات علمنا أن هناك إرباكات في إدارة المستشفى وازدواجية في العمل، ما صحة ذلك؟ حقيقة لا يوجد إرباكات في إدارة المستشفى كما يشاع، وقد يكون هناك إشكالات مع بعض الأطباء، أو الممرضين، وأي إدارة لا تخلو من الإشكالات, ولكن دائماً ما يتم حلها, وتنتهي, والحمد لله العمل يسير بشكل طبيعي, وإن كنا نعاني المشاكل المالية التي لا نستطيع حلها بسبب عدم وجود استقلالية مالية للوحدات الحسابية للمرافق الصحية في المحافظة. أما بالنسبة للازدواجية في العمل فلا يوجد تداخل في العمل, وكل مدراء ورؤساء الأقسام يمارسون مهامهم بحسب الأنظمة المرسومة وأي مخالفات, أو تقصير يتحملون مسئولية ذلك بدلاً من أن تتحمل إدارة المستشفى المسئولية بمفردها. جهاز المحور الطبقي جهاز المحور الطبقي معطل منذ شهر, فلماذا لا يتم إصلاحه؟ فعلاً طرحت محورا مهما، وهذا ما كنت أود أن أتطرق له، والجهاز فعلاً انتهى عمره الافتراضي، ومعطل منذ شهر، ولا يوجد سوى مهندس واحد مشغول باستمرار، ولم نستطع أن نجد مهندسا متخصصا في مجال الجهاز المحوري، وقد طالبت وزارة الصحة، ومحافظ المحافظة بشراء جهاز بأقرب وقت ممكن. إجراءات عقابية يشاع في الشارع أن بعض الأطباء الجراحين في العمليات يطلبون مبالغ مالية من أهالي المرضى غير الرسوم والتكاليف المقررة لإجراء العمليات، فما تعليقكم؟ في الواقع مثل هذه المواضع تحدث أحياناً في كثير من المستشفيات، وأنا لا أستطيع أن أنكرها..والذي يحصل أن بعض من أهالي المرضى هم أنفسهم يعطون الأطباء مبالغ نقدية، ويتقربون لهم، وليست مفروضة إجبارياً، ونحن لم نقصر في اتخاذ الإجراءات القانونية إذا تقدم أي مواطن بشكوى ضد أي طبيب. سماسرة بيع الدم من الملاحظ أن بعض سماسرة بيع الدم يقفون على مدخل بوابة المستشفى يعرضون دمهم للبيع فهل يتم فحصها للتأكد من خلوها من الأمراض؟ أود أن أؤكد لكم أن لدى المستشفى بنكا لنقل الدم، وأي متبرع للدم تجرى له الفحوصات اللازمة للتأكد من خلوها من التهابات الكبد الوبائي، ومرض الإيدز، والأمراض الوبائية الأخرى. أما موضوع السماسرة فهم خارج المستشفى، وأي مريض يشتري فصيلة دم نادرة من خارج بنك الدم فهذا شأن لا يخصنا. نقص الأجهزة المخبرية يعاني المختبر الفرنسي نقصا في الأجهزة، ما تعليقكم؟ فعلاً نعاني عجزا في الأجهزة التابعة للمختبر الفرنسي، وهناك فحوصات لا تجرى في المختبر. وقد أجرينا مناقصة لشراء الأجهزة المطلوبة والحديثة، ونرجو من الله أن يرفد المستشفى خلال العام الجاري بالكوادر المتخصصية، والأجهزة المتطورة.