شدّد رئيس مجلس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة على أهمية الحاجة لتقييم التجربة الديمقراطية في اليمن وتنقيتها من كافة الشوائب، بما من شأنه الوصول إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة عام 2014م بنزاهة وحيادية، مؤكداً الحرص على إيجاد وترسيخ الديمقراطية في اليمن فعلاّ وليس اسماً.. ودعا الأخ رئيس الوزراء لدى حضوره أمس في صنعاء حفل إشهار تنظيم العدالة والبناء جميع الأحزاب والتنظيمات السياسية إلى التعايش والتقارب والعمل سوياً من أجل مصلحة الوطن، مؤكداً ضرورة أن يكون التنافس فيما بينها للفوز في الانتخابات شريفاً وقائماً على الاحترام المتبادل وعدم تبادل الإساءات، والحرص على احترام الآخرين.. وقال: “الأحزاب والتنظيمات السياسية مطالبة جميعاً بأن تمارس في الدرجة الأولى الديمقراطية داخل صفوفها، وإذا لم تعمل ذلك فلا يمكنها أن تمارس هذه الديمقراطية خارجها، لأن فاقد الشيء لا يعطيه”.. لافتاً إلى الانتخابات التي شهدتها اليمن في الفترة الماضية وما شابتها من شوائب.. ونوّه في نفس الوقت بالانتخابات الرئاسية المبكّرة التي جرت في 21 فبراير الماضي وإقبال الناس الكبير عليها طواعية رغبة منهم في التغيير، معبّراً عن تطلُّعه في أن تعمل الأحزاب والتنظيمات السياسية في المستقبل على تشكيل لجنة من حكماء اليمن تكون مرجعاً لرئيس الجمهورية والحكومة لتجنيب البلاد الويلات والمشاكل، ويكفي ما عاناه الوطن حتى الآن.. وعبّر الأخ باسندوة عن سعادته بحضور حفل إشهار تنظيم العدالة والبناء الذي يضم تحت لوائه كوكبة من خيرة رجال اليمن، معرباً عن تمنياته من هذا التنظيم الوليد تفعيل الحياة السياسية وأن تستفيد منه الساحة الوطنية, مؤكداً ثقته في أن هذا الحزب سيكون إضافة جيدة ورائعة إلى الأحزاب القائمة بالفعل.. وقال: “مؤسسو الحزب ليسوا غرباء علينا وأدوارهم معروفة، ونحن نكن لهم كل التقدير والاحترام”.. لافتاً إلى أهمية تعزيز قيم التسامح والتصالح بين الجميع، وحرصه الشديد على التمسُّك بهذه الفضيلة التي يعتبرها البعض ضعفاً، لكنهم مخطئون, فالتسامح قوة, ونحن أحوج ما نكون إليه في هذه المرحلة.. وأشار رئيس الوزراء إلى أن اليمن دخلت مرحلة جديدة ستفرض نفسها شاء من شاء, وأبى من أبى، وعلى الجميع أن يدرك ذلك.. وقال: “بالنسبة لي سأظل إن شاء الله أتحلّى بالحكمة والصبر والتسامح من أجل الوطن، ولن أحمل في قلبي ضغينة أو حقداً حتى على من يوجّهون لي انتقادات غير موضوعية وشتائم مبتذلة، ويكفيني عزاء أن تاريخي النضالي والوطني يشهد لي، فقد ناضلت واعتقلت ودافعت عن الوحدة”. وأضاف: “سأظل أدافع عن الوحدة من موقعي هذا، لكن على أن تكون وحدة بالاقتناع، وتعزيزها يتطلب بالضرورة حل كافة القضايا والمشكلات التي تعكّر صفوها”.. مؤكداً تفاؤله وثقته بقدرة اليمن على تجاوز الأوضاع الراهنة.. ولفت إلى نتائج الاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء اليمن المنعقد مؤخراً في الرياض والذي تبعث مؤشراته على الارتياح بجدية الأشقاء والأصدقاء في دعم ومساعدة اليمن, معرباً عن تفاؤله بمؤتمر المانحين لليمن المقرّر عقده نهاية الشهر القادم.. وقال: “لكن يجب علينا في المقام الأول أن نعين أنفسنا, وألا نكون فقط عالة على الآخرين”.. مستعرضاً في سياق كلمته التحضيرات الجارية لمؤتمر الحوار الوطني الشامل، مؤكداً في هذا الشأن أهمية الحوار باعتباره الأداة والوسيلة المثلى ودونه لن نصل إلى شيء.. ولفت الأخ باسندوة إلى ضرورة القبول بالحوار غير المشروط, وأن يتحلّى الجميع بالموضوعية في الحوار, مضيفاً: “أتمنى لإخواني وزملائي في لجنة الاتصال النجاح والتوفيق، وهم خير من يقوم بهذه المهمة، ومستعد للتعاون الكامل معهم”. من جانبه استعرض رئيس اللجنة التحضيرية لتنظيم العدالة والبناء محمد علي أبولحوم جهود التحضير لتأسيس هذا الحزب بالتزامن مع حركة التغيير التي يشهدها الوطن والتي تؤسس لواقع جديد لبناء الدولة المدنية الحديثة, دولة المؤسسات والنظام والقانون.. وقال: “إن الرؤية الفكرية التي انطلقنا منها في التنظيم لمشروع بناء الدولة المدنية الحديثة تنطلق من مبادئ أساسية قوامها الأنظمة والقوانين المستمدة من ديننا الإسلامي والقيم الإنسانية التي تُحترَمُ فيها الأفكار والثقافات والتوجهات، فلا انتقاص للانتماء المذهبي أو الطائفي أو الفئوي لأي مواطن، بل شراكة وتكامل وفق قيم ترتكز على المشاركة في صنع القرار السياسي، من خلال الاعتماد على الشباب كقوة أساسية مؤثرة وفاعلة ومحرّكة للتغيير، وبما يُحقق الحياة الكريمة لكل أبناء الوطن ويضمن التقدم والاستقرار لليمن الجديد”. وأضاف: “إن رؤية تنظيم العدالة والبناء في أن المدخل لبناء الدولة المدنية الحديثة.. ينطلق من إعادة هيكلة مختلف المؤسسات وفي مقدمتها هيكلة القوات المسلحة والأمن، ومحاربة الفساد بما يضمن تحقيق المعيشة الكريمة للمواطن”.. مؤكداً ضرورة تضافر جهود الجميع للخروج بالوطن من الأزمة وتجاوز كافة التحديات التي يواجهها في شتى الجوانب.. وأكد أبولحوم ضرورة أن تدرك كافة الأطراف السياسية الموقعة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المسؤولية التي تقع على عاتقها، لافتاً إلى أن الجميع اليوم مطالبونَ بوضع رؤى وتصورات لتقديمها في عملية الحوار الوطني الشامل.. وثمّن جهود الأشقاء والأصدقاء وحرصهم على تنفيذ المبادرة الخليجية التي جنّبت اليمن الصراع, وأعانته على الانتقال السلمي للسلطة بانتخابات رئاسية مبكّرة في ال 21 فبراير التي تعتبر نقطة التحوُّل نحو اليمن الجديد، الذي خرج فيه اليمنيون جميعاً منتصرين. بدوره اعتبر مستشار رئيس الجمهورية عبدالوهاب الآنسي في كلمته عن الأحزاب والتنظيمات السياسية إشهار تنظيم العدالة والبناء في هذه المرحلة إحدى الثمار والنتائج الوطنية التي انتجتها عملية التغيير في اليمن. من جانبها أشارت انتصار العلوي في كلمتها عن الشباب إلى ضرورة التفاف الشباب في كيانات تكفل لهم ترتيب أفكارهم وتطلُّعاتهم عبر تنظيمات سياسية يكونون فيها مؤسسين وأعضاء فاعلين, مؤكدة أهمية تفاعل الشباب مع المكونات السياسية بما يخدم المصالح الوطنية وتحقيق تطلُّعاتهم نحو بناء اليمن الجديد. وقالت: “على الأحزاب السياسية أن تراعي إشراك الشباب في العملية السياسية والتنموية لما يتمتعون به من طاقات يمكن توظيفها لخدمة الوطن”. جباري: سنتعاون مع شركاء العمل السياسي دون استثناء وفي تصريح خاص ل “الجمهورية” قال عبدالعزيز جباري، عضو مجلس النواب, الناطق الرسمي باسم تنظيم العدالة والبناء إن التنظيم سيسهم في ترجمة أهداف ومبادئ الشباب والذين خرجوا إلى ساحات الحرية والتغيير في كل الوطن من خلال المساهمة في إنشاء دولة مدنية حديثة قائمة على المساواة تستند إلى دستور وقانون يحترم ويطبّق على جميع اليمنيين, مبيّناً استعداد التنظيم إلى التعامل والتعاون والالتقاء مع كل شركاء العمل السياسي دون استثناء, وأنه ليس هناك مشكلة مع أية جهة حزبية أو سياسية في هذا الوطن الذي يجب أن تحكمه المصلحة العامة, وأن التنظيم على استعداد أن يشارك كل الأحزاب السياسية في الحكم وخارج الحكم, متمنياً في خلال المرحلة القادمة ترجمة معاني الديمقراطية وإبراز دور المرأة والشباب داخل تنظيم العدالة والبناء وتطبيق أهدافه على الواقع, مؤكداً أن تنظيم العدالة والبناء والذي سيبدأ تكوين مكوناته في باقي محافظات الجمهورية أنه تنظيم مختلف عن بقية الأحزاب الموجودة داخل الوطن وسيقوم بترسيخ مبدأ المصداقية في القول والعمل.