حادث التفجير الإرهابي الذي استهدف تجمعا للمواطنين أثناء خروجهم من قاعة زهرة المدائن في حي الجراف بأمانة العاصمة ونتج عنه مقتل ثلاثة مواطنين وإصابة 13 آخرين، استنكره وأدانه الشعب اليمني بكل أطيافه وتوجهاته وايديولوجياته السياسية والفكرية والدينية لكونها جريمة شنعاء ترفضها القيم والمبادئ والأخلاق والمثل الدينية والانسانية سواء في ديننا الإسلامي الحنيف أو في غيره من الأديان السماوية الأخرى، لم يكن الهدف من ورائها سوى زعزعة الأمن والاستقرار وتوظيف القضية في سبيل تغذية الصراعات الطائفية والمناطقية والمذهبية والحيلولة دون نجاح التسوية السياسية وإيصال البلاد إلى بر الأمان.. الجمهورية استطلعت آراء عدد من السياسيين والأكاديميين حول هذه القضية وخرجت بالحصيلة التالية: مرام سياسية الأخ خالد ابراهيم الوزير وزير النقل السابق والقيادي في تنظيم العدالة والبناء يقول: بداية أعزي أسر الشهداء وكل شهداء اليمن الحبيب ولا حول ولا قوة إلا بالله، ونسأل الله العزيز القدير أن يمن بالشفاء لجرحى هذا الحادث وكل جرحى الوطن، الحقيقة.. إنه لا يمكن قراءة هذا الحادث الإجرامي إلا أنه محاولة من أطراف تريد الفتنه بين أبناء اليمن وتصويره بشكل طائفي مقيت، لا يقبل به أي يمني علماً أن الطائفية غير موجودة في بلادنا؛ وفي رأيي أن غياب الأمن سبب رئيس في ذلك، كما لا يمكن لأحد أن يحدد من وراء هذا الحادث إلا بنتائج التحقيق، لكن من المؤكد أن سبب ذلك هو محاولة بث الفتنة بين الحوثيين والاصلاح. - واضاف خالد الوزير: بالتأكيد هناك مرام سياسية يجب أن يتنبه لها المقصودون بها ويفوتوا الفرصة عليهم من خلال تحكيم صوت العقل والحكمة والإصرار على تقوية الدولة اليمنية الحديثة لتصبح دولة قانون وسيادة تستطيع فرض الأمن والأمان والعدل في كل ربوع البلاد، وبالتالي سيضمن الجميع العيش بأمان فأوكار الشر والحقد لا تنشط في هذه البيئة بينما تجدها نشطة الآن، والغرض من هذه الجريمة الشنعاء هو إثارة الفتن في اليمن ونشر الفوضى إلا أنها في اعتقادي محاوله مكشوفة، أما مستقبل اليمن والحوار القادم فلا أعتقد أنه سيتأثر نهائياً طالما حّكم الجميع العقل والحكمة وتنبهنا للمخططات الاجرامية التي يراد منها إفشال نهضة البلد، فالسير نحو الحوار وبناء الدولة اليمنية هو أفضل رد لمن يريد خراب اليمن. حقد مدفوع الاخ حسن زيد أمين عام حزب الحق أوضح بقوله: يكاد من ارتكبه معروف إلا أنه مجرد أداة والمحرك هو الحقد المدفوع ثمن وقوده في المقررات الدراسية والخطاب الإعلامي التحريضي التكفيري، ان من نشر اي معلومة أو منشور أو صورة ضد إحياء مناسبة عاشورا شريك في الجريمة وسيتحمل وزرها يوم القيامة ونحن لا يعنينا المباشر؛ لأنه مجرد أداة كالقذيفة، ولكن من حرض على الكراهية ويرفضون التعايش وحق الاختلاف هم القتلة ويجب إدانتهم ومحاصرتهم معرفيا.. - الدكتور علي مهيوب العسلي يقول: أولاً أنا ليس عندي خلفية عن الدوافع ومن هي الجهة التي نفذت؛ وماهي الاجراءات التي قامت بها اجهزة الامن، وهل توصلت إلى شيء أم لا! ثانيا أنا أدين بشكل جازم كل وسائل العنف المتبعة ومن كافة الجهات التي تمارس هذه الأعمال الشريرة، سواء القاعدة أو عناصر محسوبة على النظام السابق أو حتى المليشيات المحسوبة على الإصلاح، وأدين كل الجهات التي تعتمد الحوار بالبنادق بدلا من الافكار والحجج، وفي هذا الصدد أطالب الحوثيين أن يتخلوا عن التخندق وراء السلاح ويعودوا لما لحقوا به الثوار من اتباع السلمية، ويمارسون السلمية قولا وعملا التي اختارها شعبنا نهجا وسلوكا وممارسة وسيكون الشعب في صفهم في أخذ حقوقهم، والأمر ذاته ينطبق على الحراكيين؛ لأن ما يعملونه سيفتح الشهية لمجتمعات مظلومة ربما أكثر منهم ظلما وهذا ما لا نرغب فيه ولا نحبذه، حيث هو قانون الغاب الذي لا نتمنى أن تصل اليه يمننا العزيز، ثالثا : في اعتقادي ان الاهداف الرامية لمثل هكذا عمل هو إذكاء الصراع الطائفي التي تخطط له الدوائر الغربية منذ بعيد، وبخاصة بعد النصر العظيم الذي تجلى بغزة الاباء، فهو خلط للأوراق لأنه لا سبيل للغرب من هزيمتنا الا اذا تحولنا نتقاتل فيما بيننا سني وشيعي وهلم جر...وفي اليمن لا خروج مما يعيشه ، الا في الحوار ولكن أي حوار نقصد ، الحوار النابع من الرغبة اليمنية الصادقة المتسامحة، وليس حوار الاستقواء والاستفراد الذي نراه ماثلا امامنا والذي يخدم بالضرورة اجندات ليست من جلدتنا وليست من قيم شعبنا ففي هذا الحوار الحاصل تنتهك السيادة وتكثر المشاكل والاغتيالات والتفجيرات وهذا الذي يجري هو من تداعيات الحوار حيث ترسل الرسائل من كل طرف للطرف الآخر بالقتل والتنكيل، فإذا كانت هذه مدخلاتنا فإن المستقبل لا يبشر بخير، أما اذا كيَّفنا اهتمام العالم بنا لصالحنا فسنخرج من هذه الازمة وهذا ما نتمناه وندعو كافة القوى القبول بالأخر وندعو الرئيس ان يمارس صلاحياته وان يكون على مسافة واحدة من الجميع لكي يتكلل عمله بالنجاح الذي ينشده وننشده جميعا. سلوكيات مرفوضة الدكتورة سعاد السبع أوضحت بقولها: حادث زهرة المدائن مثله مثل حادث السبعين وكلية الشرطة ورئاسة الوزراء، وكل أحداث التفجيرات وقتل الأبرياء سلوكيات مرفوضة من كل مسلم بغض النظر عن اتجاهه السياسي، هناك من يسعون إلى تدمير الوحدة الوطنية بزرع الفتن بين أبنائها، هناك من يشعلون النار بين أبناء الوطن الواحد ليَتَّهم كل طرف الطرف الآخر والهدف من كل هذه الحوادث هو إبقاء الوضع اليمني غير مستقر حتى لا تقدر الدولة على التمهيد لبناء الدولة المدنية واليمن الحديث مطلب الشباب. الأشرار كثر ولهم وسائل قذرة للإثراء (سرقات، مخدرات، فساد) وفريق منهم اتجه إلى الاسترزاق بتنفيذ مثل هذه الحوادث وقتل الأبرياء، أما المستقبل فهو بيد الله ومجهول بالنسبة للشعب كله ولاسيما أن الحوار لم تتضح معالمه بعد، إذا كان لم يتفق أعضاء لجنة الإعداد للحوار فكيف سيتفق أقطاب الأزمات ويجتمعون ؟ سنظل نعيش في دائرة مغلقة إذا لم يوضع حد لانتشار السلاح وتفرض الداخلية هيبتها على الجميع لكنني واثقة بأن الله لن يتخلى عن اليمنيين في محنتهم لأنهم طيبون وما يختاره الله هو الخير كيفما كان تقديرنا له.. لا يمكن تبريرها الدكتور احمد محمد الدغشي أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة صنعاء والخبير في شؤون الجماعة الحوثية تحدث بالقول: بداية لا مجال سوى إدانة الجريمة التي حدثت بقاعة المدائن بصنعاء بكل مفردات الإدانة، وهي كأي جريمة لا يمكن تبريرها بحال، أما من يمكن أن يكون وراءها فهناك تحليلات عدة ولكن تظل كلمة القضاء هي الفيصل، وقد ساءني - إن صحت الرواية الإعلامية المتداولة - أنه قد تم منع قوات الأمن من الوصول إلى مكان الجريمة من قبل أطراف الضحايا وأخذ التحريات اللازمة المساعدة على التوصل وجمع طرق الاستدلال لمعرفة من يقف وراء الجريمة، وتلك - إن صحت- واحدة من أسباب الفوضى وعدم الاعتراف بمشروعية الدولة في الفصل بين المتنازعين بل دعوة ضمنية للفوضى وجعل كل طرف يحتكم إلى قوته وجماعته وهذا مالا نريد أن يتكرر، أما من قد يقف وراء الجريمة فمن غير المستبعد أن يكون أبرز أهداف الجريمة إعاقة مسار العملية السياسية وخلط الأوراق أمام متطلباتها وأبرزها الحوار الوطني المرتقب، ولكن أعتقد أن ذلك لن يستطيع أن يؤثر عمليا على المسار السياسي وإن شغب إعلاميا، لإدراكنا بمدى تصميم الدولة وأطراف العملية السياسية الفاعلة في أغلبها على المضي في ذلك أيا كانت المعوقات، وحاصل القول تأكيد الإدانة مع التأكيد كذلك أنه مما لا يتعارض مع الإدانة البحث العميق عن أسباب حدوث مثل هذه المسالك من كل جوانبها، كي لا تتكرر، سواء في هذه الجريمة أم غيرها سابقا أو لاحقا - لا قدر الله- والله نسأل أن يبصرنا ويهدينا جميعا سبيل الرشاد. حادث ارهابي مقيت الأخ عباس الضالعي كاتب وناشط سياسي أشار بالقول: الحادث إجرامي وإرهابي بكل ما تعنيه الكلمة ومنفذه والذي يقف وراءه أيضا إرهابي، الهدف من الحادث من وجهة نظري ليس قتل عدد من أتباع المذهب الشيعي ولا يهدف إلى معاقبتهم ولا إلى الحد من نشاطهم، الهدف أبعد من هذا بكثير والذي خطط للحادث يدرك مدى حساسية هذا الموضوع ونتائجه، الهدف من الحادث هو تفجير صراع طائفي بين السنة والشيعة من ناحية ويهدف إلى تعكير مسار التسوية السياسية من ناحية أخرى، إضافة إلى أنه يهدف إلى تحقيق مآرب أخرى ضمن الأجندة التي يسير عليها المخططون لهذا الحادث، الحادث بالطبع مدان على كل المستويات وهي سابقة خطيرة أن يواجه أصحاب الرأي والفكر حين يمارسون شعاراتهم بالقتل والتفجير خاصة أن الجميع يدعون جماعة الحوثي وأنصاره ان يسلكوا مسلكا سلميا وحضاريا في كل أنشطتهم السياسية والفكرية، والذي خطط للحادث تسلل من النقطة السلبية المتعلقة باستخدام الحوثي وأتباعه للسلاح في نشر حركتهم وهذا ما يجب ان يتنبه له الإخوة الحوثيون. كما أعتقد أن الجهات التي تسعى لإرباك المشهد الحالي ومسار التسوية السياسية هي التي تقف مباشرة أو ضمنا وراء الحادث، أشير هنا إلى أن هناك استغلالا واضحا للتوتر الإعلامي والميداني بين جماعة الحوثي وبين بعض الأحزاب الموجودة ضمن تكتل المشترك وتحديدا التجمع اليمني للإصلاح، وقد رتب أمر هذا التفجير ليتزامن مع المناسبة بيوم عاشوراء بهدف ضمان اتهام الإصلاح، وهو ما أستبعده كليا؛ لأن هذا الحزب لا يسعى لمثل هذه الأعمال واستند في ذلك على مسيرته الزمنية التي تخلوا فيها عن مثل هذه التصرفات، إضافة إلى أنه حزب موجود في كل مكان وله وسائل قوية لإقامة الحجة ومواجهة الحرب الفكرية، لكن الذي خطط للحادث كان يسعى لضرب خيط التعايش المتوفر بين التيارين (الحوثي والإصلاح وربما أطراف سنية أخرى) وأنا على يقين أن الإخوة الحوثيين يعرفون الجهة التي تقف وراء الحادث وهي غير الجهة التي يوجهون لها الاتهام، علما أن كل الأطراف أدانت الحادث وأصدرت بيانات الإدانة وهذا لا ينفي ضلوع بعض من أدانوا الحادث..