اللواء الركن صالح علي أحمد الضنين مستشار القائد الأعلى للقوات المسلحة والذي تقلد عدة مناصب قيادية .. قبل أن يكون مستشارا للقائد الأعلى هو شخصية عسكرية واجتماعية تحظى بتاريخها العسكري والاجتماعي والسياسي، وهذا ما جعله صاحب رؤى وتجارب مستوعبه لطبيعة الأحداث وتعقيداتها على نحو مكنه من التعامل بفهم وإدراك معها، ونظراً لما تشهده الساحة اليمنية من مستجدات وقضايا سياسية ...أجرت صحيفة «الجمهورية» الحوار التالي معه ناقش جملة من القضايا خاصة ما يتعلق بالمرحلة الراهنة ، وكذلك ما يتعلق في جانب العلاقات الاستراتيجية لليمن بدول الجوار، وغير هذه من القضايا في شتى الجوانب.. فإلى تفاصيل الحوار: .. كيف تقرؤون المشهد السياسي في اليمن خلال عام ونصف من التسوية السياسية؟ المشهد السياسي في اليمن وكثير من الدول العربية متقارب في التوجه السياسي للأحداث التي حصلت في بعض البلدان العربية، وقد تكون هذه الأحداث مفتعلة أو مبيت لها من وقت سابق طويل الأمد، وبالنسبة للتوجه السياسي في اليمن فهو في هذه الفترة يمر بمخاض شديد وبالغ الصعوبة، ولكن الأمل في الله سبحانه وتعالى ثم في الحكمة اليمانية التي قال عنها الرسول (صلى الله عليه وسلم) في اليمنيين . وسنخرج إن شاء الله من هذا المخاض أفضل من غيرنا من الشعوب، وذلك نتيجة لحكمة اليمنيين وصبرهم وتحملهم لكثير من المشاق خاصةً الجانب ألاقتصادي والذي انهار بعد مرور اليمن بمرحلة صعبة لا تحسد عليها .. فالشعب اليمني صبور وليس كغيره من الشعوب.. فاليمن قد خرجت من مشاكل كثيرة سواء بنجاح الثورة السلمية للشباب الذي قدموا فيها أرواحهم فداءً لهذا الوطن وكذلك من ساندهم وعاونهم وانضم اليهم من القوى والوحدات والقادة الذين انضموا للثورة، وكانوا من أساس نجاحها ولولا وجودهم كان سيحصل بالثوار مثل ما حصل في ليبيا وسوريا أو غيرها، ولكن انضمام الفرقة الأولى مدرع وقائدها اللواء علي محسن إلى الثورة وعدد من الوحدات العسكرية الأخرى جعل الثورة تخرج مخرجاً صحيحاً .. فالمرحلة في عام 2011م - 2012م مرت بصعوبة كبيرة، ولكن اليمن خرجت من الأزمة والحمد لله ونجحت هيكلة الجيش والقوات المسلحة بحكمة وحنكة فخامة الأخ الرئيس المشير عبد ربه منصور هادي حفظة الله حتى وصلنا إلى مرحلة هامة وهي «مرحلة الحوار الوطني» الذي يعلق الناس آمالهم بعد الله عز وجل على هذا الحوار لحل القضايا والمشاكل الوطنية العالقة اذا وجدت نفوس طيبة وصادقة ووطنية تريد خدمة الوطن لا خدمة المصالح الشخصية أو الحزبية أو المناطقية أو الأسرية الضيقة. .. هل تتوقع نجاح مؤتمر الحوار الوطني ؟ أنا كأي مواطن يمني نعلق آمالنا على الله عز وجل الذي هو سيتكفل بنجاحه إن شاء، وكذلك إذا وجدت عند الناس النية الصادقة والقناعة بإخراج اليمن إلى بر الأمان. .. هل انتم راضون عن ما تم الاتفاق عليه في المبادرة الخليجية وما يحصل إلى الآن؟ المبادرة الخليجية حقيقةً هي مخرج لليمن من ما كانت فيه ولم يحظ بمثلها أي شعب لأن التنافس كان شديد أو بالأصح التمسك بالسلطة كان شديداً وكانت القوى غير متكافئة في الميدان أو في الواقع السياسي العملي، فالثورة كانت زخم كبير لكن الجانب الآخر كان بيده القوة والمال والنفوذ ولكن المبادرة الخليجية جاءت كمخرج مناسب للجميع للشباب الثوار وكذلك أخرجت علي عبد الله صالح بماء وجهه . وأقول بصراحة إن علي عبد الله صالح رغم ما بيننا من خلاف لأجل الوطن وليس خلافاً شخصياً.. ورغم أنه عندما نذكر علي عبد الله صالح يجب أن لا نذكره إلا بالمساوئ التي حصلت منه .. إلا أنه استطاع الخروج بماء الوجه عندما وقع على تسليم السلطة للأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي.. وما حصل في أخر أيام حكمه من مشاكل كانت تقوم بها قوى متدخلة في الوسط لا تريد الإصلاح أو الخير للوطن .. والأمور إن شاء الله قريبة من المخرج بإذن الله وهذا يترتب على نجاح مؤتمر الحوار الوطني. .. نقلت بعض وسائل الإعلام عن حصول خلاف ومشادات كلامية بينك وبين وزير الدفاع ..ما صحة هذه الشائعات؟ هذه إشاعة كاذبة ولم يحصل وليس له أساس من الصحة كل هذه الأقاويل والإشاعات تهدف إلى دس السم في العسل صحيح أنا استنكر بعض تصرفاته لكن لم يحصل ولن يحصل هذا.. نحن واقفون من أجل الوطن ومع المبادرة الخليجية واختيار معظم الشعب اليمني للرئيس عبد ربه منصور هادي رئيساً ..ولكن الشعب تحمل الكثير من المشاكل وخاصة في القوات المسلحة وكأن التصرف شخصياً وغير مسؤول ..وهناك قيادات بصراحة ضعيفة وما يحدث من قلاقل لم يأت من فراغ. .. بحكم معاصرتك للأحداث ومرورك بتجارب عديدة برأيك ما هي الحلول والمعالجات المناسبة لإخراج اليمن من بؤرة الصراعات إلى بر الأمان؟ أقول أنا إن 90 % من الحلول قد أنجزت بقيادة المشير عبد ربه منصور هادي حفظة الله بحكمته وتصرفه بعقلانية في حل الأمور.. وبقي 10 % يجب على الرئيس أن يضعها نصب عينيه ويختار الاختيار السليم في ما تبقى من هذه المرحلة في قيادة الجيش أو الدولة. .. كيف تنظرون إلى شكل الدولة المدنية الحديثة خاصة الحكم الفيدرالي؟ الدولة القادمة فيما سمعنا ستقسم إلى أقاليم وهذا شيء جيد يجنبنا التشطير ونرضى به . فكلمة شمال وجنوب يستغلها ضعفاء النفوس لبث السموم بين اليمنيين ..ويجب أن نتحمل أي شيء من أجل اليمن والوحدة سواء كانت أقاليماً أو فيدرالية اهم شيء أنها تكون تحت مظلة الدولة اليمنية الإسلامية الموحدة. .. ما رؤيتكم للقضية الجنوبية ؟ القضية الجنوبية قضية مهمة والجنوب غالي علينا وكذلك الشمال واليمن بأكمله فنريد أن نكون في بوتقة واحدة ونظرة واحدة فالوحدة هي تكريم لليمنيين جميعا في الداخل والخارج ولا يتضايق منها إلا إنسان ضعيف ورخيص فالوحدة تكريم لليمنيين والأمة العربية والإسلامية وواجبنا المحافظة عليها بحدقات عيوننا.. والأخطاء التي حصلت يتم معالجتها.. أما بالنسبة لقضايا المبعدين قسراً من أعمالهم والقضايا الحقوقية الأخرى فإنها ليست مقصورة على المحافظات الجنوبية فقط، بل هناك إقصاء وتهميش وقضايا حقوقية في المحافظات الشمالية أيضاً والمؤمل أن تخرج نتائج الحوار بحلول لكل قضايا الوطن شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً دون تفرقة أو تمييز لكي يكون الجميع راضون لما فيه المصلحة العليا للوطن. .. ماهي رسالتك لإخواننا أبناء الجنوب وخاصة الحراك الجنوبي؟ أنا أقول للإخوان الجنوبيين أنه عندما بدأ الحراك الجنوبي نحن أيدناه وشجعناه لمطالبته بحقوقهم وبعد قيام الثورة أيضاً ضمينا قضيتهم ليأخذوا حقوقهم سواء قبل أو بعد الوحدة، وإذا حصل بعد الوحدة أخطاء فليس المسئولية كلها على أبناء المحافظات الشمالية فالدولة كانت مندمجة من الشماليين والجنوبيين في القيادة والوزارات والمؤسسات بشكل عام ..فأنا أنصحهم بأن يقفوا بجانب الوحدة مع أخذ حقوقهم المشروعة وليس المزايدة أو التي فيها تدخل أيادي خارجية.. فالأراضي ثابتة وموجودة وما نهبت من أراضي وهي حق للمواطنين وأخذت بالقوة سواء من مسئولين كانوا شماليين أو جنوبيين فهذه يجب أن تعاد كاملة إلى أصحابها أو تعويضها. .. كيف تقيمون العلاقة اليمنية الخليجية ...وخاصة العلاقة اليمنية السعودية؟ - العلاقة اليمنية الخليجية هي على ما يرام في كل الجهات والجوانب وشعرنا بأخوة صادقة وخاصة المملكة العربية السعودية الشقيقة والتي وقفت مع اليمن ولا زالت واقفة إلى أن تخرج اليمن إلى بر الأمان..كما نشكر الأخوة بدول الخليج على وقوفهم بجانب اليمن ..وكذلك نقدر الجهود التي بذلتها الدول الصديقة في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية. .. كلمة أخيرة يود اللواء الركن صالح الضنين أن يقولها أو يوجهها؟ أوجه رسالة إلى كل أبناء اليمن بما فيهم من أحزاب وقوى سياسية وقبلية ووطنية وقوات مسلحة بأن يخلصوا نياتهم وأعمالهم من أجل الوطن، وتقديم التنازلات من أجل اليمن والتضحية لأجله وهذا هو المبدأ الذي يجب ترسيخه في نفوسنا ونفوس أبنائنا.