عقد اليوم في مدينة نيويوركالامريكية الاجتماع الوزاري السادس لمجموعة اصدقاء اليمن بمشاركة رفيعة المستوي لممثلي " 37 " دولة ومنظمة إقليمية ودولية مانحة . وناقش الاجتماع ثلاثة محاور رئيسية شملت السياسي والاقتصادي والامني، حيث تناول المحور السياسي آخر المستجدات المتصلة بتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، ولاسيما التقدم المحرز على صعيد مؤتمر الحوار الوطني، و كذا التحضيرات الجارية للانتخابات الرئاسة والنيابية المزمع تنظيمها في مطلع العام القادم 2014. في حين كرس النقاش في المحور الاقتصادي لتقييم مستوى تنفيذ التعهدات المقدمة لليمن في مؤتمر المانحين في الرياض واجتماع اصدقاء اليمن في نيويورك اللذين عقدا في العام الماضي، إلى جانب التقدم المحرز في تنفيذ الاصلاحات الاقتصادية المقرة في اطار المساءلة المشتركة . وتركز النقاش في المحور الأمني على آخر المستجدات المتصلة بإعادة هيكلة القوات المسلحة والامن، والجهود المبذولة في مجال مكافحة الارهاب وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار وكذا الإصلاحات القضائية وتعزيز استقلالية القضاء . والقى رئيس وفد اليمن المشارك في الاجتماع – وزير الخارجية الدكتور أبوبكر عبدالله القربي كلمة نقل في مستهلها تحيات الاخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية الى المشاركين .. موضحا أن الأخ الرئيس كان حريصاً على المشاركة في هذا الاجتماع غير ان المرحلة الدقيقة التي يمر بها مؤتمر الحوار الوطني حالت دون تمكنه من الحضور. وقال :" لقد حملني الأخ رئيس الجمهورية نقل شكر وتقدير الجمهورية اليمنية إلى خادم الحرمين الشريفين وإلى المملكة العربية السعودية الشقيقة و وزير خارجيتها سمو الأمير سعود الفيصل على اسهامها الفاعل في رعاية هذا الاجتماع والاعداد المتميز له، وإلى وزارة الخارجية البريطانية على المشاركة في التنسيق والاعداد لهذا الاجتماع، ولكل المشاركين في الاجتماع ". وخاطب الدكتور القربي المشاركين في الاجتماع قائلا :" إن مشاركتكم وحضوركم في هذا الاجتماع يعكس التزامكم كأصدقاء لليمن بدعم مسيرة التغيير التي يقودها الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي والقيادة السياسية في اليمن وحرصكم على ان يظل اليمن النموذج الذي يحتذى في المنطقة في تحقيق التغيير رغم التحديات الكبيرة التي يواجهها والتي كادت ان توصله إلى شفير حرب أهلية". وأستطرد وزير الخارجية قائلا:" لقد تعاقبت اجتماعات مجموعة أصدقاء اليمن على مدى اربع سنوات متنقلة بين لندنوالرياضونيويورك، وصمدت المجموعة رغم التغييرات والاجواء التي عصفت بالمنطقة والتي نراها في أسوأ صورها في سوريا، وصممت المجموعة على الوقوف مع الشعب اليمني وقيادته السياسية لضمان نجاح المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية من خلال الدفع بالحوار الوطني الشامل باعتباره نموذجاً فريداً اقليمياً وربما دولياً والذي بمخرجاته سيكون اليمن على اعتاب مرحلة جديدة يتحقق فيها بناء الدولة الحديثة المؤسسة على مبادئ الحكم الرشيد والديمقراطية والعدالة والمواطنة المتساوية وبما يضمن الحرية وحماية حقوق الانسان والتوزيع العادل للثروة لينعم كل ابناء اليمن بالعيش الكريم والمشاركة في الحكم ". وتطرق الوزير القربي في الكلمة إلى عدد من النقاط مؤملا من أصدقاء اليمن ان يولوها اهتمامهم حرصاً على نجاح التجربة اليمنية الفريدة في التغيير والانتقال السلمي للسلطة .. موضحا في هذا الصدد ان التجربة اليمنية ارتكزت على عملية ديمقراطية متميزة تمثلت في اجراء حوار وطني شامل يشارك فيه كافة فئات المجتمع السياسية والاجتماعية، وتُمثل فيه المرأة بنسبة 30% من المشاركين، فيما يمثل فيه الشباب بنسبة 20%، فضلاً عن تمثيل منظمات المجتمع المدني والمستقلين والفئات المهمشة. وقال :"إن هذا الحوار الوطني الشامل يحتاج إلى الدعم المستمر من المجتمع الدولي وبالذات مجلس الأمن والدول العشر الراعية له، والمكونة من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وذلك من خلال التمسك بمبادئ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ورفض أي مطالب تتعارض معها، والتأكيد ان على كافة الاطراف المشاركة في الحوار البحث عن الحلول من خلال مؤتمر الحوار، وعدم قبول أي حلول تأتي من خارجه او من خارج اليمن". وأضاف:" كما نأمل ان يكون موقف أصدقاء اليمن واضحاً في رفض أي تدخل خارجي في الشأن اليمني سواءً كان سياسياً او مادياً، وإدانة ومحاسبة كل من يسعى لإعاقة الحل السلمي او الانزلاق باليمن نحو العنف تحت اي مبرر كان". ومضى وزير الخارجية قائلا:" ولاشك انكم تشاطرونا الرأي في ان نجاح التجربة اليمنية يعزى لحكمة القادة السياسيين في اليمن من كافة الاحزاب والقوى الفاعلة في المجتمع ". وأردف:" ولذا، يتعين علينا العمل معاً على الحفاظ على تلك الروح، واحتواء أي محاولة تسعى إلى خلق الخلاف بين اليمنيين حفاظاً على وحدة اليمن وأمنه واستقراره، خاصة وان المنطقة لا تتحمل بؤرة جديدة للصراع في ظل اوضاع الاقليم المتفجرة بمختلف انواع الصراعات وذلك لان أي اختلال في أمن اليمن، ذو الموقع الجيواستراتيجي الهام، سيكون له آثاراً كبيرة على أمن الجزيرة وعلى أمن الممرات البحرية في بحر العرب وخليج عدن" . وعبر وزير الخارجية عن الثقة في أن أصدقاء اليمن يُدركون اوضاع اليمن والتحديات التي يواجهها في بعدها السياسي الاقتصادي والامني .. مؤملا في ان يعكس هذا التفهم في استمرار دعم الدول والمنظمات المانحة لليمن حتى يتمكن من مواجهة تلك التحديات. وتابع قائلا:" ونأمل ان نرى اليوم نشاطاً حثيثاً من قبلكم والمانحين في احداث التنمية والنمو الاقتصادي خاصة بعد ما تم انشاء الجهاز التنفيذي لتسريع استيعاب المساعدات واختيار رئيس له، لان الوضع لم يعد يحتمل المزيد من التأخير في صرف تعهدات المانحين وبمايسهم في تمويل مشاريع تحسن من اوضاع المواطنين في كافة مناحي الحياه، وتخلق فرص عمل، وتحد من مساحة الفقر".