تعد ظاهرة صعود الأطفال خلف المركبات “السيارات” وهي تسير من الظواهر السلبية التي انتشرت بين الأطفال صغار السن في الأحياء والحارات الشعبية، فبمجرد أن تسير مركبة “سيارة” في هذا الحي أو ذاك إلا وأعينهم نحوها وأرجلهم تركض وراءها للصعود خلفها غير مدركين خطورة ما يقومون به سوى الاستمتاع والمرح واللعب. تكاتف جميع الأفراد يشير الأخ سامي المغلس القدسي إلى أنها ظاهرة سلبية أخذت تنتشر في أوساط الأطفال صغار السن بشكل واسع ويرجع أسبابها إلى غياب وبُعد الآباء والأمهات عن أبنائهم وعدم توعيتهم وتحذيرهم وإنذارهم من خطورتها وما تسببه من أضرار قد تصل إلى الهلاك والموت أو تسبب لهم عاهة دائمة وهذه ظاهرة لا تحتاج إلى أن يقوم بالتوعية بها فقط الأبوان لكن على جميع أفراد المجتمع أن يقوموا بهذه التوعية للحد من انتشارها لأن الأطفال أصبحوا معرضين لها بشكل كبير ومخيف. تؤرق حياة السائقين محمد حيدر العامري “ولي أمر وسائق سيارة” يصف هذه الظاهرة بأنها خطيرة وسيئة في الوقت نفسه، وأضاف :أنا ولي أمر وسائق سيارة أصبحت أعاني منها لأنها تعرض حياة الأطفال إلى الموت وتعرض السائق أحياناً لتحمل مسؤوليتها وهو لا حول له ولا قوة ولا ذنب ارتكبه سوى صعود طفل خلف مركبته فأصبحت تؤرق حياة السائقين . وعلى جميع شرائح المجتمع توعية هؤلاء الأطفال منها وأولياء الأمور لأبنائهم وعلى السلطة المحلية أن تكثّف من هذه التوعية سواءً بالبرشورات أو الملصقات أو بإقامة الندوات التي تحذر من خطورة هذه الظاهرة. أمانة في أعناقنا أكرم يحي المطحني يقول: هذا نابع من عدم حرص ومتابعة الآباء لأطفالهم وما يقومون به من سلوك وتصرفات وضبطهم إذا أخلوا وأخطأوا فإذا وجد ذلك فلن يتصرف الأبناء بهذه التصرفات ولكن إذا ترك الحبل على الغارب فسيصدر ما لا يتحمله العقل، فأطفالنا أمانة في أعناقنا ومتابعتنا لهم والاهتمام بهم مسؤوليتنا وواجبنا لأن الله سيسألنا عنهم إذا حصل لهم مكروه. فهذه الظاهرة يتحمل الآباء تبعاتها أولاً وقبل أية جهة لأنه يكون قد أساء في تربية ابنه تربية خاطئة لعبة الموت الطفل رأفت أحمد محمد حسن 12عاماً يقول: لا أحب ما يقوم به بعض الأطفال من الصعود والتسلق خلف المركبات وهي تسير فهذا سلوك خاطئ ويقود إلى الموت. وهذا ليس لعباً كما يظنه بعض الأصدقاء في هذه الأحياء، وأقول لكل طفل أن يسارع بإخبار والد الطفل الذي يقوم بالتسلق خلف المركبة لينال جزاءه ويتم ردعه عن هذا الفعل الخطير وأدعو جميع الأطفال إلى عدم اللعب بهذه اللعبة فهذه لعبة الموت. تنافس وخسارة طفل رفض ذكر اسمه ما بين العاشرة والثانية عشرة من العمر قال: بكل براءة وعفوية مطلقة نجتمع أنا وأصدقائي في الحي ننتظر مرور مركبة “سيارة” من أمامنا وعند مرورها نعلن انطلاقنا نحوها ركضاً ثم نتسلق خلفها دون علم من سائقها فإذا علم بصعودنا خلفه فوراً يتوقف ويخرج من مركبته “سيارته” للركض خلفنا ويشتمنا أنا وأصدقائي ونحن نعلم بأن ذلك خطير علينا لكننا نجد متعتنا وتسليتنا فيه خصوصاً ونحن نتنافس فيما بيننا بذلك وهذا يحدث بعيداً عن والدي لأن والديّ إذا علما بذلك سيقومان بضربي لأنه عمل خطير جداً عليَّ وعلى أصدقائي أيضاً. تركيز أكثر علي قاسم مهدي “سائق سيارة” يقول: أعاني من هذه المشكلة وجميع السائقين أيضاً كونك تسير وأنت آمن ولا تشعر فجأة إلا وقد صعد هؤلاء الأطفال خلف سيارتك وإذا ما أصابهم مكروه لا قدر الله يقوم رب الأسرة أو الأب بتحميل السائق المسئولية الكاملة وحتى الجهات المعنية لا تقدر ذلك فتقوم أيضاً بتحميل سائق المركبة المسئولية ويصبح الضحية والمعني والمسئول الأول أمام المجتمع السائق وهُنا نتوجه لأولياء الأمور أن يتقوا الله في أبنائهم وأن يحذروهم من خطورة ما يقومون به خصوصاً في الأزقة والحارات الشعبية وعلى السائقين أن يزداد تركيزهم عند المرور من أمام الأطفال وهم يلعبون لأنهم حتماً سيصعدون إذا سنحت لهم الفرصة. عقاب صارم إسماعيل الزبيدي “سائق باص أجرة” يقول: ظاهرة نعاني كثيراً منها فجميع السائقين يشكون من شقاوة الأطفال لأنهم لا يعون ولا يدركون خطورة ما يقومون به والذي يقودهم إلى الهلاك والموت لا قدر الله، فسائق المركبة غالباً يسخر تركيزه وانشغاله بالجهة الأمامية ولا يشعر إلا عندما يلوح بعض المارة له أو بعض من أصدقاء هؤلاء الأطفال أن أحد الأطفال أو مجموعة منهم صعدوا خلف المركبة فيقوم بالتوقف والخروج من مركبته ساخطاً وشاتماً لهم لأنه يعلم بأنهم قد يتسببون له في مشكلة هو في غنى عنها، وأقول للآباء والأمهات أن يقوموا بتوعية أبنائهم بخطورة ما يقومون به وأن يعاقبوهم أشد العقاب عندما يعلمون بذلك. فهذا ليس للآباء والأمهات فقط فكل من وجد طفلاً يركض وراء مركبة ينهره ويزجره وإذا علم مَنْ أبواه أبلغهما بما يصنع طفلهما. عدم التساهل والتهاون عبده عبدالله الفلاحي “خريج جامعي” قال: يؤسفني ما يقوم به هؤلاء الأطفال دون إدراك منهم بخطورة هذا الفعل الذي يقودهم إلى الموت وعلى الآباء والأمهات تحذير أبنائهم وتنبيههم إلى خطورة هذا العمل وضرره عليهم ولا أنسى أيضاً أصحاب هذه المركبات أثناء قيادتها وخصوصاً في وسط الحارات والأحياء الشعبية أن يزداد تركيزهم جيداً، لأن هذه الظاهرة أخذت في الانتشار بين الأطفال الذين يسكنون في هذه الأحياء وإذا وقع طفل في قبضة سائق مركبة بعد أن يكون قد تسلق خلفها أن يسارع بتسليمه إلى ولي أمره وأن يقوم ولي أمره بتوبيخه فوراً ليكون عبرة للأطفال الآخرين ولا يتساهل في ذلك حتى يكون عبرة وعظة للأطفال الآخرين.