فقدت الأندية اليمنية الأمل في عودة الدوري الكروي المتوقف منذ الخامس من فبراير الفائت، وعلى الرغم من إعلان اتحاد الكرة عن مدة شهر للتأجيل الأخير، إلا أنه تم تمديد الشهر دون إعلان رسمي، رغم اجتماعات متواصلة لاتحاد الكرة، طيلة الأسبوع الماضي.. وترك اتحاد الكرة الأندية معلقة بين السماء والأرض، فلا هم أعلنوها إلغاء ولا تأجيلاً مدروساً بمدة معينة وانطلاقة مؤكدة، وفي كلتا الحالتين يبدو أمر استئناف الدوري أمراً صعب المنال في الأيام القادمة، خصوصاً بعد البيات الطويل للفرق التي قامت بتسريح لاعبيها المحترفين ومدربيها، تخفيفاً للإنفاق على بطولة متعثرة.. «ماتش» بحثت عن ردة فعل الأندية حول التأجيل المبهم للدوري، وكيف ينظر مسئولوها للقرار الاتحادي، وكيف سيتعاطون مع أي قرار بتدويره من جديد في الأسابيع القادمة، وخرجت بالحصيلة التالية: الجابر: “ربشونا”.. تصريحاتهم أضرتنا * على طريق التأجيلات المتكررة الانتقادات تطال اتحاد الكرة، فبعد أن تم تأجيل الدوري لأسبوع واحد بداية المسابقة نظراً لمشاركة المنتخب الوطني تلا ذلك الإعلان عن تأجيله شهرا كاملا بدواعي الأحداث السياسية، كما تشير التصريحات إلى الدخول في تأجيل ثالث ولمدة شهر كامل.. تحت هذا الإطار عضو إدارة أهلي صنعاء عبدالله الجابر يتحدث قائلا: في الحقيقة اتحاد الكرة أربكنا وأربك الرياضة في البلد , تصريحاتهم المتكررة “ربشتنا لدرجة أننا ما عاد درينا أيش يشتوا” , وكلما أعلنوا عن تأجيل تأتي تأكيدات الأمين العام للاتحاد اليمني باستئناف الدوري وهذا الكلام يضطرنا إلى الالتزام به والتأهب لذلك بالإبقاء على المحترفين الأجانب. وقال الجابر: لا شك بأن الأندية لا تستطيع تحمل ذلك، في تقديري الشخصي فإن هذه التصريحات تصيب الأندية بضرر كبير على سبيل المثال نحن في الأهلي تقع علينا مسئولية التعامل مع هذه التصريحات وعلى إثرها ننزل إلى مستوى الواقع ونأخذ بجدية كل تصريح يرمي إلى عودة الدوري.. وأضاف: لهذا تجدنا نترجم هذه التصريحات إلى عمل وتتصاعد عندنا المسئولية ويصبح همنا الوصول بالفريق الكروي إلى حالة الأفضل خصوصاً وأن الأهلي هو المتصدر. وشدد: كثرة التصريحات وترت الجميع فلا هم الذين قدّروا الحالة الرياضية وقرروا بشكل نهائي مصير الدوري ولا أوضحوا لنا بشكل مفهوم ماهو الهدف من هذه التأجيلات بالرغم من أنهم قالوا بأنهم سوف يلتقون بمسئولي الأندية في عدن ليخرجوا بحل ناجح للدوري.. وتابع: الآن انتهى شهر التأجيل ولكن اتحاد الكرة لم ينهِ أمور ومسببات التأجيل والمفترض بأن يقولوا للناس والشارع الرياضي ماهو الحل..؟ هزاع: الأندية لم تتحرك لوقف التأجيلات ولم تتخذ موقفا موحدا وصريحا * من جانبه عضو إدارة نادي الصقر الكابتن علي هزاع حمّل أندية الدرجة الأولى المسئولية الكاملة، وقال: الأندية هي السبب والمسئول الأول عن تمديد التأجيلات وفرض هذه الحالة بصورة كبيرة.. وقال: حيال هذا الأمر الأندية لم تتحرك لوقف التأجيلات بل ولم تتخذ موقفاً موحداً وصريحاً، شخصياً أرى بأن الأندية وقعت في الخطأ عندما لم تطالب اتحاد الكرة بعقد اجتماع تحدد من خلاله ماذا تريد أو على الأقل حتى تعرف نتيجة هذه التأجيلات ورغبة مَن هي؟ علي هزاع يؤكد: نحن بنادي الصقر يهمنا بأن يقام الدوري في الأصل نحن كإدارة نقوم بدورنا ونتحمل كافة التكاليف وهذا يعني بأن العودة إلى تأجيل جديد يمثل أمامنا مزيداً من الأعباء المالية وفي الأخير إقامة الدوري من مصلحة البلد وبالفعل فإن استمرارية الدوري تمنح اللاعبين تحقيق الاستمرارية في التقدم بمعنى أن تقدم اللاعبين في المستوى الفني يعني تقدم المنتخب في تصنيف الفيفا وبالتالي حصول اليمن على مستوى متقدم في الاتحاد الآسيوي وهذا يؤدي إلى تجاوزنا الحصول على ربع مقعد خصوصاً وأن الاتحاد الآسيوي ينظر إلى قوة الدوريات والتزامها بالأجندة الآسيوية التي تحدد موعد انطلاق المسابقة ونهايتها في موعد معلوم مسبقاً. بعيداً عن ذلك هزاع راح يؤكد: أنا شخصياً تواصلت مع رئيس لجنة المسابقات وقد وعد بأنه خلال الأيام القادمة ستعقد اللجنة اجتماعاً وسيكون هناك حل، كما أشار رئيس اللجنة إلى أنه ستعطى للأندية فرصة تجهيز فرقها محددة ثلاثة أسابيع استعداداً للعودة إلى الدوري. وقبل أن يختم حديثه هزاع يلمح: إن كل تأجيل قد يتسبب بصعوبة عودة الجماهير.. لافتاً إلى أن إحساس الناس بالدوري لم يعد كما يجب. عبدالجبار: لم نعد نتعامل مع التصريحات الاتحادية بجدية * بدوره كشف الأمين العام بنادي شعب إب عادل عبدالجبار بأن الأندية أصبحت تستشعر جدية انطلاق الدوري العام، لكنها في الوقت ذاته تدرك تماماً بأنه لن تكون هناك عودة إلى البطولة ما لم تكن هناك عودة جدية في تسلم مستحقاتها المالية.. وقال: بالنسبة لنا في شعب إب لقد تعودنا على إطلاق هذه التصريحات وهي الآن لم تعد تصيبنا بأي توتر وبسبب كثرة التأجيلات اضطررنا إلى تسريح الجهاز الفني والمحترفين الأجانب بسبب الآثار السلبية التي تنجم من جراء التوقفات الطويلة التي تسببت بمضاعفة الأعباء المالية. وأكد الأمين العام لشعب إب: يأتي عدم إيجاد رؤية واضحة للاتحاد فيما يخص موعد انطلاق الدوري سبباً آخر في تسريح الجهاز الفني والأجانب.. وقال: كل إعلان أو تصريحات لمسئولي الكرة يتسبب بنزع الثقة بين الأندية والاتحاد وكذا بين الاتحاد والجماهير، لم تعد هناك جدية في إطلاق التصريحات المسئولة هانحن الآن بصدد تأجيل جديد لمدة ثلاثة أسابيع وربما أن الأندية لم تأخذ هذا الأمر بجدية، بل أظنها ستتعامل كما لو أنها قد علمت بالأمر مسبقاً كل الأندية لم يعد يهمها شيء وهي تستقبل هذه الأمور بشكل عادي كونها قابلة على العودة إلى الدوري بلاعبيها المحليين. وأشار: بسبب التأجيلات الكثيرة سينخفض المستوى الفني إلى أدنى مستوى لقد فقدنا روح الحماسة والمنافسة بقوة وهذا الوضع سببه الوضع العام الذي تمر به البلاد. وأكد عادل عبدالجبار: بصراحة يحسب للاتحاد العام بأنه منذ أزمة 2011م بأن الدوري لم يتوقف لكن الآن الوضع اختلف وتكررت التأجيلات نظراً للظروف السياسية التي تعيشها بلادنا.. وأضاف: نحن نتمنى من الأندية بأن تطالب بعودة مستحقاتها من صندوق رعاية النشء والشباب والرياضة مع عودتها مجددة للمشاركة في البطولة.. ولفت عادل إلى أن الأندية بدأت تتعامل مع هذه التصريحات بلا مبالاة ولم تعد تعطيها أهمية لا من حيث استنفار الأندية واستعدادها بالفرق الكروية ولا حتى بعقد اجتماعات مجالس الإدارة لمناقشة مستجدات التصريحات التي يطلقها اتحاد الكرة ولجنة المسابقات. الباشا: ليست لدينا رياضة * كثير من جمهور الفرجة تمنوا عودة الدوري اليمني والمتابعة المباشرة بالرغم ضعف المستوى العام مقارنة بالدوريات المتقدمة.. هذا فؤاد الباشا أحد مشجعي الكرة بتعز يقول: خلاص إلى متى بايبقى الدوري متوقفا هذه التأجيلات تساعد اللاعبين على الخمول والهرب من الرياضة الفعلية إلى متابعة رياضة الشاشة. وأضاف: الآن أصبح الأمر مملا فطول الانتظار يفقد المتابع للدوري اليمني جدية تتبع أخبار الرياضة الداخلية، علاوة على أن التوقفات الكثيرة تميت الصلة بين المشاهد والجهات المسئولة عن الرياضة وبخاصة كرة القدم، معيب جداً أن يمتلك المتابع المحلي ثقافة رياضية ليصبح الحديث عن نجوم دوريات كرة القدم أكثر متابعة من الداخل. وأشار: في بعض الأحيان نفقد أدنى معلومة عن البطولة المحلية وليست هناك مستجدات تفيد الجمهور إلى أين وصلت حكاية الدوري اليمني هذه الأحداث تؤثر على المستوى العام للكرة اليمنية وكل الأمور تشير إلى أنه ليس لدينا دوري وليست لدينا رياضة