ومنذ فجر ذلك التاريخ وأمتنا وشعبنا يتباهي بهذه الثورة العظيمة والتي بدأت بعد عامها الأول تفقد بريقها ولم نحسن في تطويعها حتي الآن لصالح هذا الشعب العريق, وشهد لها منذ أيام دون رياء أو تفضل علي مصر وأهلها الداعية السعودي الدكتور محمد العريفي استاذ العقيدة ومقارنة الأديان بجامعة الإمام محمد بن سعود وقبله الداعية السعودي عائض القرني في خطبته بمسجد الحصري بمدينة6 أكتوبر وكلاهما خصص خطبته علي فضائل أهل مصر ومازالت أصداؤهما مبشرة في الشارع السياسي. لذلك جاءت مبادرة فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ليتوج فضيلة الداعية السعودي بزيارة للقاهرة وإلقاء نفس الخطبة علي منبر الأزهر الشريف, ولكن فضيلته إختار أن تكون الخطبة علي منبر فاتح مصر عمرو بن العاص ليسير علي نهجه ثائرا وفاتحا لقلوب المصريين جميعا لنبذ الخلاف بيننا والتوحد علي قلب رجل واحد لتعود مصر الجديدة في لحمة واحدة والبعد عن المهاترات والتخوين التي لا طائل منها سوي وقف عجلة الانتاج. لقد أعادت خطبة العريفي أمجاد المصريين وأيقظت الهمم وأضاءت الطريق وذلك بالدعوة للاستثمار في هذا البلد الآمن والذي ذكره الله في كتابه الكريم. وهذه الشهادة تجسد أروع المثل والقيم وتستحق منا أن تهتز لها قلوبنا ومشاعرنا لتروي ظمأنا في مثل هذه الأيام التي نحن في أشد الحاجة إلي إعادة ثقتنا بأنفسنا بعد أن مزقت قلوبنا وأدمعت عيوننا علي شهدائنا الذين تساقطوا أمام أعيننا في مشاهد لم نعتد عليها علي مر الزمان, فكفانا فرقة وانقساما, ولنعد إلي رشدنا وتغليب مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.