والحقيقة أن الوضع داخل سوريا أصبح معقدا جدا, خاصة مع دخول الجماعات المحسوبة علي تنظيم القاعدة إلي هناك, واشتراكها في القتال, وهو ما سيؤثر علي الأوضاع في سوريا حتي بعد سقوط نظام الأسد, ولذلك طالب الكثيرون بضرورة الحفاظ علي الجيش السوري النظامي بعد تطهيره ليكون العمود الفقري لأي نظام جديد لتجنب الفوضي التي سادت في العراق بعد الغزو الأمريكي. ومن الضروري الاهتمام بما قاله العاهل الأردني في دافوس, من ضرورة وضع خطة انتقالية حقيقية وشاملة تضمن وحدة سوريا أرضا وشعبا, وتضمن لكل السوريين دورا ليكونوا شركاء في مستقبل بلادهم, لأن أي خيار عكس ذلك إنما هو دعوة للتشرذم وتنافس متطرف علي السلطة والاستئثار بها, والمزيد من الصراع وعدم الاستقرار وستكون له عواقب كارثية علي المنطقة والعالم. إننا بحاجة إلي رؤية عربية محددة للتعامل الاستراتيجي مع سوريا, وهذه الرؤية هي مسئولية جامعة الدول العربية التي تعاني من بعض الخلافات حول سبل التعامل مع الوضع السوري, وبعد وضع هذه الرؤية الاستراتيجية علينا التوحد حولها في المحافل الدولية, للوصول إلي توافق دولي حولها والبدء في تنفيذها فورا حفاظا علي سوريا. إن تداعيات الوضع في سوريا سيكون لها آثار عديدة علي منطقة الشرق الأوسط بأكملها, وهو ما يستدعي هذا التحرك العربي العاجل للوصول إلي استراتيجية عربية شاملة للتعامل مع الوضع السوري الآن ومستقبلا.