وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في افتتاحيتها إعادة انتخاب أوباما بالانتصار الدرامي، وترجمت الصحيفة فوز أوباما يعد تأييدا قويا للسياسات الاقتصادية التي تؤكد على نمو فرص العمل، وإصلاح نظام الرعاية الصحية، وزيادة الضرائب لخفض عجز الموازنة، إضافة إلى السياسات المعتادة بشأن الإجهاض والهجرة والزواج من نفس الجنس. وفي رصدها لفوز أوباما ذكرت الصحيفة الأمريكية أنه اعتمد بشكل كبير على ولايات الوسط الغربي مثل أوهايو، والتي أنقذت بها صناعة السيارات، وهو ما زاد من شعبية أوباما بها، ولذلك أيد الناخبون حجة الرئيس أوباما بأن الحكومة لها دور كبير في خلق وظائف القطاع الخاص وتعزيز الاقتصاد، ورفضوا موقف رومني أن واشنطن يجب أن تترك السوق الحر بلا تتدخل .. أما في ولاية بنسلفانيا كان الجمهوريون يحاولون التأثير على الناخبين بقولهم إن البطالة في كل مكان، لكن الناخبون رأوا أن البطالة قضية رئيسية لأوباما.. وانتقدت الصحيفة السياسات التي روج لها رومني ووصفتها ب"المتشددة" في وقوفه ضد الهجرة، والتي جعلته يخسر أصوات اللاتينيين، وكذلك موقفه القاسي في دعوته لإكراه المهاجرين غير الشرعيين على ترك البلاد، وأضافت الصحيفة أنه إن لم يغير الحزب الجمهوري من نهجه فسيكلفهم ذلك غاليا في المستقبل. ومما أظهره انتصار أوباما وفقا لرصد افتتاحية "نيويورك تايمز" أن الدولة ليست موحدة ولكنها منقسمة، فالأكثر ثراء في أمريكا أيد رومني، والأشد فقرا مال إلى التصويت لصالح أوباما، فالانقسامات ظهرت واضحة بين الناخبين حسب الجنس والعمر والعرق والدين.فالأمريكيون من أصل إفريقي ولاتيني أيدوا أوباما بشكل كبير، وصوت الرجال البيض لرومني وكذلك من يعارض زواج المثليين ورأى أن الإجهاض غير قانوني، أو يفضل الترحيل الجماعي للمهاجرين غير الشرعيين، وأضافت الصحيفة أن الانتخابات أكدت أن هذه المواقف ليست أغلبية في المجتمع الأمريكي..وذكرت الصحيفة أن أغلبية كبيرة من الناخبين في أمريكا يرون أن المسئول عن حالة الاقتصاد جورج بوش وليس أوباما، وقالت الصحيفة إن الناخبين أظهروا تحليلا اقتصاديا أكثر دقة مما هو متوقع من رومني،عندما رأوا أن السكن والبطالة هي أكبر مشاكل أمريكا، بينما صوتت أقلية لمن يرون أن الضرائب هي أهم ما يواجه أمريكا..