2013/02/13 الساعة 00:17:32 التغيير – ( المحرر السياسي ) : لا نعرف إن كانت حكومة الوفاق الوطنية عمياء أم أنها تدعي العمى أم أنها قليلة خبرة في إدارة شؤون البلاد والعباد ، أو أن لديها أحقاد ليس لها أول أو آخر وكشف حسابات تريد تصفيته مع الخصوم السياسيين في الساحة اليمنية .. نحن كوسيلة إعلامية مستقلة ومحايدة نتساءل بصوت عال لماذا هذا العنف والصلف بحق مجموعة من المعتصمين سلميا أمام مجلس الوزراء واستخدام العنف بكل أشكاله ولا نحدد العنف المفرط أو غير المفرط بحقهم ، وهم لهم مطالب ولديهم أحكام قضائية يطالبون بتنفيذها ، وفي الأخير يتنصل الجاني ، بكل سخرية ، من الجريمة ، وهي حكومة الوفاق الوطني التي أدانت ما تعرض له المعتصمون أمام مجلس الوزراء وفي مقدمتهم المناضل القاضي احمد سيف حاشد ..! وبعد الجريمة نقرأ إدانات واسعة من الجلادين أنفسهم لما حدث ، فإذا كان ما حدث أمام بوابة رئاسة الوزراء ليس بعلم أو بمسؤولية رئيس الوزراء السيد محمد سالم باسندوة فتلك مصيبة ، وان كان حدث بعلمه فالمصيبة أعظم ، ونحن ، من خلال الوقائع السابقة ، نرجح أن كل ما حدث هو بعلمه وبعلم من يسيرون هذه الحكومة من الشركاء ، اللقاء المشترك وحزب المؤتمر الشعبي العام ، ولكل حلفائه وأصدقائه . إن حكومة باسندوة تتخبط منذ تم تشكيلها وأعلن عنها ويتصرف بعض وزرائها بطريقة وكأنهم أوصياء على الشعب وان الله خلقهم كمنقذين ويتجاوزون كل القوانين والأخلاق في التعامل مع القضايا وهناك طرق ( فهلوية ) لم نعهدها من قبل ، وكأن ما يحدث هو عبارة عن تخبط جراء تضارب وتعدد الجهات والمصالح بعيدا عن الواقع ، وبدليل بسيط أنهم لا يرغبون في معالجة قضية مجموعة من جرحى الثورة ويتعنتون لهم ويتصرفون في أموال الدولة وكأنها ملكية خاصة ، ففي السابق كان النظام دكتاتوريا واليوم نحن أمام ثوار ننتظر منهم كل ما فيه الخير لوطنهم وشعبهم ، وان لا يكونوا نسخة مطابقة لأسلافهم . ولكن إذا كانت هذه الحكومة عاجزة وهناك من يدير الأمور من الخفاء ومحاولة إفشالها ، فعليها إعلان ذلك وإعلان فشلها والسلام عليكم ورحمة الله ، والشعب اليمني قادر على تحمل مسؤوليته . ولعلنا جميعا نعرف أن حكومة الوفاق التي استعرضت عضلاتها على حاشد ومن معه من المعتصمين المطالبين بحقوقهم ، هي ، حتى الآن ، عاجزة تماما عن تأمين المصالح الحيوية التي تتعرض للضرب ، كأبراج الكهرباء وأنابيب النفط والطرق الطويلة التي ينهب فيها الناس ، ومازالت تسترضي فئات معينة بصرف مليارات الريالات في الموازنة العامة بدون وجه حق وتقطع على الآخرين المستحقين ! كما أنها تعجز ، كل العجز ، عن تقديم شخص واحد إلى القضاء في إحدى القضايا والجرائم المشار إليها ، ولكنها تشغل نفسها بشراء الخواتم الفضة النفيسة وغالية الثمن ، للاستعراض أمام كاميرات التلفزيون ، إضافة إلى ما يتوفر من معلومات عن شراء الشقق في عواصم عربية عديدة ، ولعل ابرز مثال وأقوى مثال على حال الحكومة ، غير المطمئن ، موقفها تجاه هيئة مكافحة الفساد وإقصاء الهيئة بطريقة مريبة ، رغم أن هناك طرقا معقولة يمكن اتخاذها ! وبالتالي أي حوار وطني سيعقد في مثل هذه التصرفات ؟؟!! ورغم كل ذلك لايزال موقف الراعيين للمبادرة الخليجية غامضا من هذه التصرفات ، واستمرار موقفهم السلبي له مخاطر كبيرة .