2013-02-13T11:55:48.0000000+03:00 أخر تحديث للصفحة في بقلم/راسل عمر القرشي الأجواء السائدة اليوم في كل من مصر وتونس تكشف أن البلدين يتجهان نحو الأسوأ لاسيما بعد فتاوى التكفير والقتل التي يصدرها علماء الإخوان في مصر بحق معارضي النظام، وبعد عملية اغتيال المعارض التونسي شكري بلعيد التي أشعلت فتيل الاحتجاجات في الشارع التونسي وبصورة أكبر مما كانت عليه قبل عملية الاغتيال.. مصر وتونس تعكسان اليوم صورة للواقع العربي المؤلم بعد عامين من ربيع تغييري لم يسهم في ترجمة مطالب الشعبين في الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة وإشاعة روح المحبة والتسامح بين أبناء الوطن الواحد بعيداً عن التعصبات الدينية والطائفية والحزبية، بل زاد من الفرقة والانقسام في أوساط المجتمعين التونسي والمصري عوضاً عن المعاناة المعيشية التي أثقلت كواهلهم.. في مصر وتونس جاءت رياح التغيير مخيبة للآمال وبعيدة كل البعد عن أحلام وطموحات الشعبين اللذين وجدا نفسيهما محاطين بأسوار من واقع تتحكم بتفاصيله ومساراته فئة لا تؤمن بالشراكة ولا تؤمن أيضاً بالديمقراطية وحرية الاختلاف، ولها مشاريعها الخاصة التي لا تتوافق مع ما كان يتمناه الشعبان.. واقع مؤلم يهيمن على تفاصيل الحياة ويصبغها بألوان قاتمة تعكس حقيقة هذه الفئة التي وجدت في الفتاوى الدينية وسيلة لإسكات الآخر المختلف واستباحة دمه، والإشهار عن ذلك علناً دون أي اعتبارات أو حياء من الله ورسوله عليه أفضل الصلاة والسلام.. إن ما يجري اليوم في مصر وتونس هو تدمير حقيقي لكل القيم الأخلاقية والدينية ولمقومات الشعبين العريقين، وهدم ما تبقى من الروابط الاجتماعية والعلاقات الإنسانية في المجتمع العربي.. ما يجري في مصر وتونس اليوم يخدم بكل صوره وأشكاله السياسة الغربية، وعلى وجه التحديد إسرائيل التي لها طموحاتها ومشروعها التدميري الذي يهدف إلى تعزيز هيمنتها على المنطقة العربية.. وما قاله أحد النواب في مجلس العموم البريطاني من أن ما يحدث في المنطقة العربية هو إعادة تقسيم المنطقة، وأن العرب سيجدون أنفسهم أمام اتفاقية سايكس بيكو جديدة، يكشف عن المخطط الغربي القائم الذي يجري تنفيذه بأيادٍ عربية مع كل أسف تحت مسمى «الربيع العربي» وثورات الياسمين.. وهذا يدعونا إلى التأمل في الواقع العربي المؤلم والمخزي في آن، وفي المقدمة مصر وتونس حتى لا نجد أنفسنا في نقطة اللاعودة.. ما قاله النائب البريطاني تؤكده الوقائع والمشاهد السائدة في كل الدول العربية، التي تعيش صراعاً داخلياً ظاهره التغيير وباطنه الفوضى والاتجاه صوب مزيد من التشرذم والفرقة والتشتت الذي سيقودنا إلى ما يخططه ويريده الغرب لنا.. ولا أتجاوز الحقيقة عندما أقول بأننا اليوم نعيش تحت وصاية الدول الغربية التي تقودنا إلى حيث تريد.. فهل ستستطيع القيادات العربية المتصارعة فيما بينها وعلى مستوى البلد الواحد إيقاف هذا الاستنزاف لمقدرات الشعوب.. وتدرك أن صراعها ليس مع مواطنيها وإنما مع أعدائها الخارجيين، وأن ضرر ما يجري سيكون له عواقب وخيمة على المدى الطويل؟!.. والسؤال الآخر والأهم: هل تدرك جماعة الإخوان المسلمين في مصر وتونس وكل البلدان العربية أنها أصبحت أداة يتخذها الغرب لتنفيذ سياساته ومخططاته في المنطقة العربية؟!.. [email protected]