أحمد الحسني المدنية.. الدستور.. القانون.. الأخلاق.. الآدمية قيم كلها ديست أمس تحت الأقدام الهمجية أمام مجلس الوزراء، وارتفع عالياً أحمد سيف حاشد وشبابه مضمخين بدماء الشرفاء. بضعة جرحى، ونائب نبيل في الرمق الأخير، يطالبون الحكومة بتنفيذ حكم قضائي،لم يقطعوا طريقاً، لم يعيقوا حركة، لم يزعجوا مواطناً، لم يعتدوا على ملكية خاصة أو عامة، لم يخالفوا القانون بوجه من الوجوه، مضربون عن الطعام منذ خمسة عشر يوماً، يقتاتون عزةً وإباءً، وكل يوم يزيدهم الوهن تموسقاً، وتزداد بهم الحكومة ولصوص ثورتهم انحطاطاً وضعة. وجه باسندوة اللجنة الأمنية بإزالة المعتصمات، شكلت اللجنة لجنة خاصة، اجتمع اللواء واللواء والعميد، أعدوا الخطة، تحركت جحافل الأشاوس وكتائب المغاوير، وتزاحموا على الفتك بنائب محترم، وبضعة شباب جرحى، جريمتهم أنهم أصحاب حق يطالبون بتنفيذ القانون، تعاورتهم الهراوات والأيادي والأقدام ضرباً وركلاً وجراً، سالت دماؤهم على الأرض التي عشقوها، وحلمهم المسروق،. وسائل الإعلام جميعها في المؤتمر الصحفي لمنظمة هيومن رايتس ووتش (حقوق الإنسان) في فندق تاج سبأ تتحدث مع لصوص الثورة عن انتهاكات حقوق الإنسان أثناء الأزمة. هذا الرجل الذي سال دمه اليوم هو قاضٍ وعضو في لجنة الحقوق والحريات في البرلمان، وهو أول من نصب خيمة في ساحة الجامعة، والشباب الذين ديسوا بالأقدام اليوم هم جرحى هذه الثورة التي تتحدثون عنها، أما الذين أتت هيومن رايتس اليوم لخدمتهم، فهم لصوص الغنائم الحقيرون، والأوغاد في الصفوف الخلفية وهم الذين يقتلون كل ما هو إنسان، ويدوسون على كل القيم. استبداد الهمجية الداخلي أمام مجلس الوزراء والوضاعة الدولية في تاج سبأ. تضافروا جميعاً على السقوط تحت حذاء القاضي أحمد سيف حاشد، وثلة الشباب المؤمنين بالمدنية، وقوة الحق.. والخسة كالكفر ملة واحدة.. *صحيفة اليمن اليوم