الخميس 14 فبراير 2013 09:38 صباحاً يمكن أن نطلق عليهم أي وصف عدى صفة (ثوار) فالثائر يحمل من الصفات الايجابية ما يجعله يحترم ثائرا مثله حتى وان اختلف الأسلوب أو الهدف المثار عليه أو المثار لأجله. هناك وقائع كثيرة لعل اثنتين منها تكفي للاستشهاد، فما حدث في كريتر ليس سلوكا ثوريا، فلا يجوز لثائر يرى انه انتصر أن يعيق ثائرا سبقه بسنوات طويلة، لكنه لم يحقق أهدافه، أن يكمل ثورته، كما لا يمكن أن نطلق، جيش ثورة، أو امن ثورة، أو حكومة ثورة، أو وزراء ثورة، على من كانوا خلف الاعتداء على البرلماني اليمني الأشهر القاضي احمد سيف حاشد. القاسم المشترك بين الحراك الجنوبي والقاضي حاشد هو أولوية ثورتهم حين كان كثير من ثوار اليوم جزء من آلة الجلاد أو يمسحون الجوخ، في أحسن الأحوال. لم نكن نسمع صوتا في الشمال حين انطلق المارد الجنوبي سوى صوت البرلماني احمد سيف حاشد، وحين كانت آلة القتل تفعل فعلها في أجساد أبناء الجنوب لم نكن نسمع صوتا شماليا يستنكر إلا بعضا من أبناء تعز التي ، مثل احمد سيف حاشد، ما تزال ثائرة. علمناهم الثورة فسبقونا إلى الكرسي، ليس لتحقيق أهداف الثورة ولكن لممارسة أساليب من ثرنا عليه، وزادوا على ذلك أنهم لم يكتفوا بجيش وامن (من مختلف الأنواع)، ورثوه عن النظام السابق، بل زادوا عليه مليشيات. من حق الثائر أن يحتفل كما من حق الثائر أن يواصل المسيرة إذا كان زميلة قد اكتفى بكرسي ووظيفة وترك معاناة الناس. خلال الأسابيع الماضية شهدت عدن مليونيات ثلاث لم تسل فيها قطرة دم واحدة ولم تحدث فيها حتى مشاجرة واحدة ولم تقطع شجرة أو يخرب عمود إنارة، فلماذا فعالية يوم شهداء الجنوب التي شهدتها كل مدن الجنوب، لماذا يحدث ما حدث في كريتر؟ ولماذا هذا التواجد الأمني الكثيف؟ لماذا لا نثقف رجل الأمن بأن المواطن هدف لحمايته لا هدف لرصاصاته؟ (مش قلتوا إننا أصبحنا في عهد ثورة)؟ ما الذي تغير في أهم موضوع وهي حياة الإنسان، النفس البريئة؟. لقد كان زملاءنا من قيادات إصلاح عدن يشاركوننا خندق القضية الجنوبية، ولا أود ذكر أسماء فهم رموز يشار لها بالبنان، وإذا كانت أهدافهم قد تغيرت فهذا حقهم كما هو حق لغيرهم في الاستمرار على العهد، ولهم حق الاحتفال لكننا نرجوهم أن لا يسمحوا بتحويل أبناء عدن خاصة والجنوب عامة إلى قنابل تنفجر في بعضها وان لا يسمحوا بأن تتحول شوارعنا إلى ميادين استفزاز لتصفية حسابات لا تعني أبناء الجنوب في شيء بقدر ما هي إلا تشويش على أهداف ثورتهم. بجملة أخرى وأخيرة لا نريد أن يسري علينا قول سابق قلناه (الحجر من القاع والدم من رأس الجنوبي) تعزية حين كنت اكتب هذا الموضوع بلغنا نباء وفاة (الحبابة) أم مصطفى الجفري شقيقة الحبيب عبد الرحمن الجفري، تعازينا للحبيب أبو علي وللأخ مصطفي علوي ومن خلالهم إلى كافة آل الجفري ونرجو ربنا لها بالمغفرة والجنة ولنا ولهم حسن العزاء.