السبت 16 فبراير 2013 09:19 صباحاً الكل يعرف جيدا مدى القناعة التي وصل إليها أغلب أبناء الجنوب في تحديد خيارهم وموقفهم من وحدة القوة . ولم يكن خافي على العالم ذلك الموقف وتلك القناعة الراسخة ، التي جاءت بمبررتها ، ناتجة عن وعي ناضج يستند إلى حجم وعمق تلك المعانات والمظالم والقهر والاستبداد الذي يمارسه نظام الاحتلال ،ضد أبناء الجنوب طوال الثمانية عشر عاماً الماضية ، ولم تكن هذه الممارسات والمظالم هي وحدها سبباً لموقفهم هذا ، بل تمتد ايضاً إلى ما توصلوا إليه من قناعات من ان بقائهم في احتلال باسم الوحدة ما هو الا موتاً لوجودهم الإنساني عاجلاً ام آجلاً ، فالموت يحلق فوق رقابهم ، لقد سئموا تماماً من هذا الوضع وهم يواجهون الموت كل يوم ، وانتهت الفرضية التي يروج لها البعض في الشمال من ان هذا الوضع هو من إنتاج نظام صالح. ليدرك العالم إننا في الجنوب نواجه اليوم أعتا نظام استعماري همجي في التاريخ بل ونواجه ثقافة عامة وان اختلفوا في مواقفهم وتفسيراتهم او تعاطفهم تجاه الجنوب، ولقد كانت تجربة مرور عام كامل على ما يسمى بحكومة "الروفاق" بعد مغادرة الرئيس السابق السلطة وانتصار الثورة كما يقالون ؛ إلا ان الوضع تجاه الجنوب لم يتغير فقد سفك نظام صنعاء الحالي دماء المئات من شباب ونساء الجنوب ، على الأقل كان نظام صالح لم يسفك دماء النساء كما تفعله حكومة (الروفاق) اليوم. ربما ان خروج الملايين في الجنوب قد أثارهم وإرباكهم لأنهم كانوا يكذبون ويصدقون كذبهم ، وباتوا يختلقون الأعمال التي تحاول الانقضاض على حركة الشارع المليونية، ولقد جربوا مواجهة هذه الجموع بالرصاص طوال السنين الماضية ، ومارسوا التظليل الإعلامي وشراء الذمم وحاولوا الاختراقات وزرعوا التشكيك ، إلا أنهم لم ولن ينجحوا ، لهذا عادوا إلى الترويج عبر نشر الشائعات التي يبدوا أنها أعدت بعد دراسة سيكولوجية الشارع الجنوبي وهم يحاولون استشارة شباب الجنوب الأبطال الذي لا يملكون الا أرواحهم ، ولا يحملون إلا ستر أجسادهم وقوت يومهم بالكاد ان يجدوه . وهم يعلمون بأنهم قد جردوا شعب الجنوب من كل عناصر القوة العسكرية والاقتصادية والإعلامية ، لهذا يلجأ النظام إلى الترويج لتلك الشائعات وتسويقها في الجنوب من أن الاصلاح يحضر مسيرات كبيرة تؤيد الوحدة في عدن ، وسوف يحضّرون لها ناس من الشمال وبدوا بإنزال البعض من محافظات الشمال القريبة إلى عدن لإظهار صحة ما يروجون له , وهم مدركين جيدا بأنهم غير قادرين على جمع الناس المؤيدين لهم في الجنوب , ولا في الشمال كما قد يعتقدون سيخرج الملايين تؤيد الوحدة . بل الهدف هو التهيئة النفسية للدخول في المواجهات بين ما يسمى الاصلاح وقوى النظام المأجورين الذين قد يحضروهم لذلك من جهة ، ومن ثم احتكاكهم مع شباب الحراك في الجنوب من جهة أخرى. وهذا يوفر مدخلاً لتدخل الأمن والجيش ليمنع أي مسيرات من قبل الطرفيين في عدن ويغلق ساحات الاحتجاجات في العاصمة عدن تحت حجة الحفاظ على الأمن , وحينها سوف تتم إعادة فعاليات الحراك إلى المحافظات لتظهر للعالم بأنها مظاهرات جزئية لقلة من الناس . لكن هيهات ان يتحقق ما يطمحون إليه ، صحيح سوف يقتلون الكثير لكن أنهم لا يستطيعون إبادة كل أبناء الجنوب برقيات سريعة : 1. إلى إخواننا الجنوبيين في حزب الاصلاح عليكم تحديد موقفكم من كل ما يجري اليوم فالأمر اخطر من قناعات إيديولوجية وموقف حزبية ؟ 2. إلى إخواننا في المحافظات الشمالية القريبة من عدن (تحديداً) عليكم ان تدركوا ان عدن والجنوب لم يسمح بإعادة إنتاج مشاريع لخدمة الآخرين من عدن ؟ فالأجدر ان تصنعوا مشاريعكم من محافظاتكم ، وسنكون مناصرين وداعمين لكم . فصونوا دماء أبنائنا وأبنائكم وحافظوا على العلاقات والروابط الاجتماعية بيننا ؟ 3. إلى إخواننا الجنوبيين في القوات المسلحة والأمن كونوا مع أبناء جلدتكم كما يقف كل الناس في المعمورة وصونوا دمائكم ودماء إخوانكم ؟ 4.إلى كل الجنود من أبناء الشمال في الأمن المركزي والجيش ، إنكم اليوم لا تتبعون الإمام كما كان إبائكم ، ولا تخدعون باسم الفتاوى والوحدة الزائفة ، كما خدعوا غيركم في الأمس ، عودوا لبناء وطنكم وحرروه من قيود التخلف والاستبداد. والله الموفق