غضب واسع من إعلان الحوثيين إحباط محاولة انقلاب بصنعاء واتهام شخصية وطنية بذلك!    لملس يفاجئ الجميع: الانتقالي سيعيدنا إلى أحضان صنعاء    "مشرف حوثي يطرد المرضى من مستشفى ذمار ويفرض جباية لإعادة فتحه"    "القصاص" ينهي فاجعة قتل مواطن بإعدام قاتله رمياً بالرصاص    "قلوب تنبض بالأمل: جمعية "البلسم السعودية" تُنير دروب اليمن ب 113 عملية جراحية قلب مفتوح وقسطرة."    طقم ليفربول الجديد لموسم 2024-2025.. محمد صلاح باق مع النادي    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    أيهما أفضل: يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل؟    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    دربي مدينة سيئون ينتهي بالتعادل في بطولة كأس حضرموت الثامنة    تضامن حضرموت يحلق بجاره الشعب إلى نهائي البطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت بفوزه على سيئون    رعاية حوثية للغش في الامتحانات الثانوية لتجهيل المجتمع ومحاربة التعليم    مجلس وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل يناقش عدداً من القضايا المدرجة في جدول أعماله    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    المنخفض الجوي في اليمن يلحق الضرر ب5 آلاف أسرة نازحة جراء المنخفض الجوي باليمن    استشهاد أسيرين من غزة بسجون الاحتلال نتيجة التعذيب أحدهما الطبيب عدنان البرش    تشيلسي يسعى لتحقيق رقم مميز امام توتنهام    الصين تبدأ بافتتاح كليات لتعليم اللغة الصينية في اليمن    "مسام" ينتزع 797 لغماً خلال الأسبوع الرابع من شهر أبريل زرعتها المليشيات الحوثية    إعتراف أمريكا.. انفجار حرب يمنية جديدة "واقع يتبلور وسيطرق الأبواب"    شاب سعودي يقتل أخته لعدم رضاه عن قيادتها السيارة    الهلال يلتقي النصر بنهائي كأس ملك السعودية    تعز.. حملة أمنية تزيل 43 من المباني والاستحداثات المخالفة للقانون    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    توضيح من أمن عدن بشأن مطاردة ناشط موالٍ للانتقالي    صدام ودهس وارتطام.. مقتل وإصابة نحو 400 شخص في حوادث سير في عدد من المحافظات اليمنية خلال شهر    أهالي اللحوم الشرقية يناشدون مدير كهرباء المنطقة الثانية    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    قيادي حوثي يخاطب الشرعية: لو كنتم ورقة رابحة لكان ذلك مجدياً في 9 سنوات    الخميني والتصوف    نجل القاضي قطران: والدي يتعرض لضغوط للاعتراف بالتخطيط لانقلاب وحالته الصحية تتدهور ونقل الى المستشفى قبل ايام    انهيار كارثي.. الريال اليمني يتراجع إلى أدنى مستوى منذ أشهر (أسعار الصرف)    إنريكي: ليس لدينا ما نخسره في باريس    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    جريدة أمريكية: على امريكا دعم استقلال اليمن الجنوبي    محلل سياسي: لقاء الأحزاب اليمنية في عدن خبث ودهاء أمريكي    الرئيس الزُبيدي يُعزَّي الشيخ محمد بن زايد بوفاة عمه الشيخ طحنون آل نهيان    بن الوزير يدعم تولي أحد قادة التمرد الإخواني في منصب أمني كبير    أولاد "الزنداني وربعه" لهم الدنيا والآخرة وأولاد العامة لهم الآخرة فقط    15 دقيقة قبل النوم تنجيك من عذاب القبر.. داوم عليها ولا تتركها    سفاح يثير الرعب في عدن: جرائم مروعة ودعوات للقبض عليه    يمكنك ترك هاتفك ومحفظتك على الطاولة.. شقيقة كريستيانو رونالدو تصف مدى الأمن والأمان في السعودية    خطوة قوية للبنك المركزي في عدن.. بتعاون مع دولة عربية شقيقة    غارسيا يتحدث عن مستقبله    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مطالبة الرئيس بالكشف عن تدفق أموال خارجية للجماعة.. استهجان عدم السيطرة على الوضع في سيناء
نشر في الجنوب ميديا يوم 09 - 11 - 2012

مطالبة الرئيس بالكشف عن تدفق أموال خارجية للجماعة.. استهجان عدم السيطرة على الوضع في سيناءالقاهرة 'القدس العربي' بماذا أبدأ اليوم عن أبرز الأخبار والموضوعات في صحف امس الخميس بأخبار الفضيحة المدوية عن عدم معرفة ما يحدث في سيناء بالضبط، ومرور أشهر وعجزنا عن القبض على الإرهابيين الذين قتلوا العشرات من أبنائنا ضباط وجنود الجيش والشرطة، رغم قدرتهم على إنهاء العملية بمنتهى السهولة، فالمعلومات عندهم، والقوة في أيديهم وسيناء أرض صحراوية مكشوفة، وبعض مناطقها الجبلية لا تصلح للاختباء طويلا فيها، بالإضافة الى إمكانية الحصول على صور عن كل سنتيمتر فيها، من أقمار الأمريكان والإسرائيليين، ما دمنا عاجزين عن إرسال طائراتنا لتمشيطها، والعملية ليست بحاجة لدبابات ثقيلة ومدفعية وإنما لقوات صاعقة ومدرعات خفيفة سريعة الحركة، وإبرار جوي من طائرات هليكوبتر، أنا لست عسكريا لأفتي، لكن هناك معلومات بسيطة لو توفرت معرفتها لأي إنسان لتسرب الشك الى قلبه ويكاد ينهشه لأن شيئاً له رائحة كريهة تفوح منه، يعمل على شل يد الجيش، وفي هذا الكفاية الآن، وان كان زميلنا وصديقنا الرسام والفنان الموهوب حلمي التوني قد أخبرني يوم الأربعاء في 'التحرير'، بأنه رأى الرئيس مرسي محتارا وعلى يساره قنبلة ترمز للإرهاب، وثمرة فاكهة ترمز للمستقبل وهو يقول: حادي بادي، سيدي محمد البغدادي شاله وحطه كلو علادي.
وعقد الرئيس اجتماعا مع الدعاة في إطار سلسلة لقاءاته مع مختلف القوى والشخصيات. أيضاً نشرت كل الصحف نبأ حضور كل من الفريق أول عبدالفتاح السيسي قائد الجيش، والفريق صدقي صبحي رئيس الأركان حفل تخريج دفعة جديدة من الضباط الجامعيين، بينما عادت جريدة حزب الإخوان 'الحرية والعدالة' إلى عدم نشر أي أخبار عنها بعد ان كانت قد تنازلت وقررت تعريف الجيش والشعب بهما بأن نشرت خبرين عن السيسي، وإعلان الإخوان انهم لن يشاركوا في مليونية الدفاع عن الشريعة اليوم.
وإلى بعض مما عندنا:
بلاغات ضد اوباما ورومني
أما عن نجاح أوباما، فقد أفردت له الصحف مساحات كبيرة، لكن زميلنا ب'الأخبار' محمد عبدالحافظ، كان الوحيد الذي انفرد قبل الإعلام الأمريكي بالقرارات التي سيصدرها أوباما، وهي كما قال، لا كما اقول أنا: 'بمجرد فوز أوباما سارع بعض أعضاء الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه بتقديم عدة بلاغات للنائب العام الأمريكي ضد المرشح رومني الذي كان ينافس الرئيس الفائز يتهمونه فيها بالفساد والاستيلاء على المال العام والكسب غير المشروع واستغلال النفوذ وعلم رومني من مصادر له في القضاء بهذه البلاغات فسافر إلى دولة الإمارات العربية وصرح من دبي انه في طريقه لأداء مراسم الحج في القدس.
وأصدر أوباما فرماناً أمريكيا بأن يكون كل أعضاء الحزب الديمقراطي متحدثين رسميين باسم الرئاسة على اعتبار انهم أصبحوا من آل البيت الأبيض، ومن المنتظر خلال أيام أن يغير الحزب الديمقراطي اسمه ليصبح حزب الإخوان الأمريكيين'.
وهكذا لم نعد نحن ننفرد بوجود شفيق يا راجل، إنما اصبح للأمريكان رومني يا مان وبمناسبة تغيير اسم الحزب الديمقراطي.
حزب الشعراوي لن يرى النور
فقد صرح الفنان حسن يوسف بأنه تخلى عن خطته لتكوين حزب سياسي جديد يحمل اسم الشعراوي - نسبة إلى الداعية المرحوم الشيخ محمد متولي الشعراوي الذي أدى حسن دوره في مسلسل إمام الدعاة، وقال في حديث له نشرته 'المصري اليوم' يوم الأربعاء وأجرته معه زميلتنا الجميلة أميرة عاطف: 'السبب الأساسي الذي جعلني أفكر في بداية الأمر في إنشاء حزب الشعراوي هو انزعاجي الشديد من انهيار المستوى الأخلاقي في تعاملتنا اليومية سواء في البيع والشراء والحوار وحتى في سلوكيات الناس في الشارع مما أدى الى اختفاء قيم وتقاليد وعادات المواطن المصري الأصيل.
وحاولت التعرض لهذه القضية المهمة في مسلسل 'إمام الدعاة' خاصة ان الشيخ الشعراوي كان حريصاً على التمسك بالأخلاق الحميدة، ولكن للأسف لم أشعر بأي تغيير وظلت الأخلاق في انهيار حتى وصلنا الى درجة لا تحتمل، لذلك كنت أفكر في إنشاء حزب ليس له أي أهداف سياسية ولا يطمع في مناصب أو 'كراسي' حكومية بل يسعى الى تصحيح الأوضاع الأخلاقية والاجتماعية، نحن نتكلم كثيرا وليس لدينا وعي أو ثقافة بالديمقراطية ولابد أن نتقبل فوز الرئيس مرسي حتى لو اخترنا غيره في حالة تفكيرنا بمبدأ الدنيا نطيعه إذا كنا نفكر بمبدأ الدين الذي يقول 'وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم' وعلينا في هذه المرحلة أن نسانده حتى تستعيد مصر عافيتها، لأننا نسمع كلاما خطير عن أوضاع مصر الاقتصادية، وفي نهاية الأمر فالمسألة محددة بأربع سنوات وإذا لم يوفق سنقوم بتغييره'.
صحافي يغير رأيه بمرسي ويتوقع انقلابا عسكريا ضده
ونبدأ بمعارك الرئيس التي لا نهاية لها ولن تخمد نيرانها عما قريب وقد وقع يوم الثلاثاء حدث جلل إذ تحول زميلنا ب'الجمهورية'، وصاحب العمودين اليوميين فراج إسماعيل مائة وثمانون درجة من محرض للرئيس على اعتقال زملائه الصحافيين الذين يهاجمونه وكذلك السياسيين المعارضين حتى يحافظ على هيبته، وأن عليه تطبيق تحذيره اتقوا حلم الحليم إذا غضب، إلى مهاجم له، ومتوقع لانقلاب عسكري ضده، والعمودان اليوميان اللذان يكتبهما، هما خارج السرب في 'المصريون'، و- رأي آخر في الصباح، فيوم الثلاثاء قال في 'المصريون': 'القرارات التي يتم التراجع عنها جعلتنا نفقد الثقة في الحكومة وفي الرئيس المنتخب نفسه ولذلك نخشى من دخول مصر مرحلة صعبة للغاية تجعلها تصحو يوماً على حلول تمثل انتكاسة كبرى لتجربتها الديمقراطية أهونها الدعوة اى انتخابات رئاسية مبكرة قبل أن يتم الرئيس مرسي مدته وهو ما تسعى إليه قوى كبرى في المعارضة ومرشحون سابقون للرئاسة بعضهم جلس معهم مرسي مؤخرا كل على انفراد لمناقشة أزمة الدستور، لكن أبشع الحلول أن نستيقظ على انقلاب عسكري فالمؤسسة الحاكمة الضعيفة مغرية للغاية على التغيير الانقلابي ثورة 1952 نفسها قامت على ذلك الأساس، لا أتهم مرسي بأنه تعمد تعيين ضعفاء بجانبه سواء الحكومة أو المساعدين والمستشارين وصولا الى النائب لكنه ربما أحسن الظن بهم'.
ملامح صراع إسلامي إسلامي مصري
وفي 'الصباح' قال في نفس اليوم عن الصراعات بين الإسلاميين: 'نحن أمام ملامح صراع إسلامي، إسلامي من نوعية الذي حدث في أفغانستان بعد سقوط نظام نجيب الله وهذا أخطر ما في الموضوع، فهل هذه الرؤية وراء التقصير الحادث في شمال سيناء خشية إغضابهم لدرجة أن الحملة العسكرية التي شنت في أعقاب عملية رفح في رمضان الماضي تحت شعار 'إنا لمنتقمون' لم تؤد إلى نتائج ملموسة فقد أصبح قنص الشرطة أسهل من اصطياد العصافير! ثمة تشكيك في جدوى الحملة في أيامها الأولى سمعته من أكثر من صحفي بقنوات فضائية عربية تواجد في الميدان، الانفاق كنموذج لم يتم هدمها بل ظلت كما هي رغم أن أي دولة تحترم حدودها لها منافذها الشرعية فقط، لكن الانفاق تشكل 'بزنس' كبيرا ورءوس فساد مؤثرة من الجانبين المصري والفلسطيني بل لم يتم القبض على مسلح واحد رغم أن الإعلام السوداء تظهر وتختفي كأنها في نزاهة!'.
فما الذي حدث حتى ينقلب في ظرف أربعة وعشرين ساعة على رئيسه ويهاجمه بهذا الشكل ويتهمه بمثل هذه الاتهامات، ويتوقع الإطاحة به؟
مصر تحولت إلى قرية مقطوعة
ولم يطق فراج صبرا لمدة أربع وعشرين ساعة على موقفه إذ قام في اليوم التالي - الأربعاء - بحركة كالبندول، وعاد في عموده - خارج السرب - في 'المصريون' ليطالب مرسي أن يقود ثورة ويعطي القانون اجازة، حتى لا يغضب مما كتبه عنه، قال عن اسلوب الالتزام بالقانون: 'اخترنا ما لا يتناسب مع الحالة الثورية، فتحولت مصر إلى قرية مقطوعة، لكن لا ينبغي التراجع الآن، إلا إذا قال مرسي ثورة جديدة تعطي اجازة للقانون والقضاء الطبيعي لفترة انتقالية يتم خلالها التطهير الفعلي وليس التطهير الاختياري بفتح حساب بنكي للمفسدين يتطهرون به، كما فعل، أدري أنه أشبه بقرار حرب، لكنني أتخيل أن ذلك ما قصده مرسي بالضبط حينما هدد بثورة جديدة'.
وأنا أتوجه بنداء حار الى المستشار السياسي للرئيس الدكتور سيف الدين عبدالفتاح بأن يستعين بصاحب العمودين ويضمه الى مكتبه للمساهمة في التفكير الاستراتيجي الجديد الذي بدأه عندما طالب بإرسال الجيش المصري لغزو سوريا عند بحث آلية تنفيذ الاقتراح القطري بتدخل قوات عربية بالإضافة طبعاً لزميلينا أحمد شاهين رئيس تحرير مجلة اكتوبر، وعبدالناصر سلامة رئيس تحرير 'الأهرام' اللذان مع الانعام على الجميع برتب عسكرية فخرية مثلما فعل الرئيس الراحل أنور السادات عندما منح موسيقار الأجيال والفنان محمد عبدالوهاب، رتبة اللواء، وجعله يرتدي البدلة العسكرية في أحد الجفلات، ولا عزاء لقائد الجيش ورئيس هيئة الأركان، مادامت المهازل وصلت إلى هذا الحد.
توقعات بان يلاقي مرسي مصير مبارك
وإلى مجلة 'آخر ساعة' وزميلتنا الجميلة وفاء الشيشيني، فلم تغير موقفها من الرئيس وتوعدته بمصير مبارك قائلة: 'كيف لا تدركون أن لا أحد سوف يتقبل نظام مبارك مرة أخرى، لا أحد يتعلم من أخطاء ومصائر الآخرين، ولم يتعلم مبارك من تونس ولم يتعلم القذافي منا، وهاهو بشار يقول أن سوريا ليست مثل مصر واليمن.
فهل يقول حاكم مصر الآن لست مثل مبارك؟، الأيام بيننا، عليه أن يختار أن يكون مختلفاً بالأعمال وحسب لا بالأقوال، فالشعب هو الذي أوصله إلى سدة الحكم وليس الجماعة التي احتاج إلى ثلاثين في المائة من التيار الشعبي حتى يتفوق على شفيق، أين مبارك ونديمه، فعليه أن يحمد لهؤلاء جميلهم وهو يعرف أن الأغلبية أعطته صوتها كرها في شفيق وليس حباً في الإخوان، احذروا طيور الظلام الذين يحاولون تغيير هوية مصر الحضارية وليحولونا مسخاً لمجتمعات كانت تنظر لنا وعلى طوال التاريخ على أننا النموذج والأمل والحضارة حتى حوجنا المخلوع لهم، فصبوا علينا نسائم أعرافهم التي تعادي العدل والمساواة وحرية المرأة وحرية العقيدة، أقول لمريديهم، نحن أقوى منكم نحن الجدار الذي سوف يحمي مصر من فتاواكم المريضة، فالمصريون بعد 25 يناير غير قبلها فاحذروا غضبة المصدوم'.
الرئيس لم يخبرنا متى سيقوم بثورته بالضبط
أما في 'الشروق' فان زميلنا محمد عصمت أراد يوم الثلاثاء إحراج الرئيس بقوله له: 'الرئيس لم يخبرنا متى سيقوم بثورته بالضبط؟ وهل هناك مبلغ معين إذا دفعه الفاسدون سيتراجع الرئيس عن شن ثورته؟
وما هي قيمة هذا المبلغ بالتحديد؟ وهل سيكون بالجنيه أم بالعملة الصعبة؟، إذا كان الرئيس جادا في الثورة على الفساد وقيادته للشعب في هذه الثورة فإن عليه بداية أن يكشف عن الحسابات السرية للإخوان المسلمين التي تتراوح طبقا لتقديرات غربية ما بين خمسة إلى عشرة مليارات دولار مودعة في بنوك بجزر البهاما وأن يكشف عن حقيقة المائة وخمسون مليون دولار التي قيل ان احدى الدول أهدتها للإخوان خلال الدعاية الانتخابية للبرلمان المنحل بالإضافة الى السبعين مليون دولار التي حصل عليها السلفيون، وعشرات الملايين الأخرى التي حصلت عليها أحزاب وشخصيات ليبرالية وساعتها يمكن التفاعل مع ثورة الرئيس ضد الفساد أو على الأقل حتى لا تكون ثورة الرئيس دخاناًً في الهواء!'.
الإخوان ومعركة الكلاب والفئران
وإلى نوعية غريبة من المعارك، بدأت تظهر في مصر، عرفنا مثل موقعة الجمل الأولى أيام مبارك، ثم موقعة الجمل الثانية منذ حوالي شهر وشنها الإخوان المسلمون، في ميدان التحرير ضد الذين تظاهروا في جمعة كشف حساب المائة يوم الأولى من حكم الرئيس، ثم حدث تخلي عن معارك الجمل الى حيوانات أخرى، فحدثت معركة الكلب كما أطلقت عليها الصحف، ثم معركة الفئران.
ومعركة الكلب حدثت أثناء زيارة محافظ كفر الشيخ الإخواني سعد الحسيني، منطقة البرلس حيث تظاهر الصيادون للمطالبة بحقوق لهم، فأطلقوا عليهم نوعاً جديدا من الكلاب، مما دفع زميلنا عادل السنهوري أحد مديري تحرير 'اليوم السابع' ليقول يوم الثلاثاء: 'المهندس سعد الحسيني محافظ كفر الشيخ عجز عن الحوار والاستماع الى مطالب الصيادين الغلابة في منطقة البرلس فقرر إطلاق كلابه البوليسية المتوحشة عليهم لتعليمهم أدب الحوار مع المسؤول الأول في المحافظة، ويكون بذلك صاحب تجربة فريدة وغير مسبوقة في إرساء قاعدة جديدة للتعامل مع البشر في زمن حكم الإخوان من منطلق إن الكلاب أكثر قدرة وشجاعة وتحملا من المحافظ وجماعته، في التعامل مع غضب مجموعة من الصيادين لديهم مشاكل ومطالب حقيقية حاولوا عرضها على سيادته دون أن يعرفوا مسبقاً بقاعدة التعامل الجديدة للمحافظ وحاشيته، هذه الواقعة نهديها للسيد رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي لنرى ماذا سيقرر بشأنها، فهل سيتم تحقيق واستدعاء المحافظ بصفته المسؤول السياسي الأول الذي بيده قرار استخدام الكلاب مع الشعب أم أن الواقعة ستمر مرور الكرام لأن الحسيني 'واحد منهم' وينتمي لنفس جماعة الدكتور مرسي ولا يصح مساءلته أو التحقيق معه وبالتالي تقع المسؤولية كاملة على الكلاب؟'.
واجهنا مبارك بعصى الأمن المركزي فقلنا انه مستبد
وهل هذا سؤال يسأله عادل؟ طبعا الكلاب هي المسؤولة، وهي نجسة، والأسود منها شيطان، والإخوان والسلفيون يحرمون تربيتها في البيوت، إلا في حراسة الغنم من الذئاب، وصيادو البرلس اعتبرهم المحافظ ذئاب والعياذ بالله، وطبعاً لم يكن ممكنا أن تفوت هذه الفرصة على زميله وائل السمري الذي قال في نفس العدد انطلاقا من هوايته في تربية الكلاب: 'حينما واجهنا مبارك بعصى الأمن المركزي قلنا انه مستبد، وظالم، فماذا نقول الآن في واقعة إطلاق الكلاب البوليسية على صيادي البرلس، تحت مسمع ومرأى من السيد المحافظ الإخواني سعد الحسيني، لا يختلف الحسيني عن الكتالوج الإخواني في شيء، غير أنه دائماً ما يفعل ما يستوجب الانتباه، فسيرا على العرف الإخواني حرص السيد المحافظ في أول عهده على اتباع سير الخلفاء الراشدين بتفقد الرعية ليلا، فحمل السيد المحافظ سكرتاريته وأعضاء مكتبه الإعلامي المدججين بالكاميرات ليلتقطوا له صورة بالجلابية - شوف البساطة يا أخي - وهو يتفقد أحد المستشفيات، ثم طلع السيد المحافظ علينا بتصريح نوراني يقول فيه انه لم يأت محافظا إلا لنشر الدعوة إلى الله - شوف الإيمان يا أخي - ثم طلع السعد علينا من ثنيات الكلاب فلم يجد السيد المحافظ إلا الكلاب ليفرق جموع الصيادين الذين يطالبون بحقوقهم متحججاً بأنه قال، انتخبوا خمسة ليحدثوني ثم لم يتفقوا، وأن الكلاب التي فرقتهم كانت دون علمه وأنه أمر بالتحقيق في تلك الواقعة'.
محاولات الاخوان اضعاف مكانة حمدين صباحي
هذا بعض مما كتبه وائل، الذي ظلم سعد طلع علينا من ثنيات الكلاب، لأن هذه الواقعة لا تحتاج الى تحقيق ولا يحزنون، فالمؤامرة عليه وعلى الإخوان واضحة، فهذه الكلاب من أنصار الفلول وأصحاب الفضائيات والصحف التي تهاجم الإخوان، أو من عملاء الليبراليين واليساريين، وأنصار الدولة المدنية، وهم أنجاس يستخدمون حيوانات نجسة، ولو أن المحافظ أراد ترويع الصيادين لاستخدام القطط في الهجوم عليهم لأنها طاهرة.
لكن الجانب الهام في هذه القضية هو الدور الذي تلعبه المقادير، ويبدو أن زميلنا وصديقنا والمرشح السابق للرئاسة وصاحب الترتيب الثالث حمدين صباحي، هو رجل بركة فعلا ذلك ان الإخوان عندما عينوا سعد محافظا كان هدفهم التأثير على شعبية حمدين هناك، لأنه من أبناء المنطقة ومثلها عدة دورات في انتخابات مجلس الشعب، ولكن ربك أوقع الحسيني في شر أعماله، فبينما يرسل حمدين الى الناس الابتسامات يرسل إليهم سعد الكلاب لتعضهم، ومع كل عضة يلزم أخذ واحد وعشرين حقنة في مستشفى الكلب للنجاة من مرض السعار.
فئران بالمجلس االإسلامي دون مقاومة ووزير الأوقاف
يوفر له آلاف الدولارات
ونترك الكلاب إلى الفئران وحكايتهم مع الإخوان، فقد نشرت 'الأهرام' في نفس اليوم الثلاثاء حديثا أجراه زميلنا نادر أبو الفتوح مع الإخواني والذي تم تعيينه رئيساً للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بقرار من وزير الأوقاف الدكتور الشيخ طلعت عفيفي، إذ اتحفنا سلطان بأسرار جديدة عن المصائب التي وجدها في المجلس، وعن برنامجه القريب، قال: 'السلبيات داخل المجلس لم تقتصر فقط على إهمال الجانب الدعوي والبحثي، لكن هناك الكثير من السلبيات الأخرى منها إهمال مقر المجلس لدرجة ان العاملين أكدوا ان هناك فئرانا وحشرات تعيش داخل مكتبة المجلس وبين الملفات نتيجة للإهمال وعدم الاهتمام بالكتب والوثائق التاريخية التي توجد في مكتبة المجلس، وسيتم ارسال لجنة من المجلس الاسبوع المقبل الى ميانمار لوضع رؤية لحل المشكلة ومعرفة المعوقات التي تعرقل التواصل معهم وسيتم ارسال قافلة غدا - الأربعاء - الى غزة، وذلك بالتعاون مع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ووزارة الأوقاف في غزة وتضم تلك القافلة عددا من العلماء والدعاة'.
وطبعا لم يقم سلطان بالتأكد بنفسه من وجود الفئران، ولا رسم خطة للقضاء عليها، وتخصيص ميزانية لذلك لشراء مصايد وجبنة رومي، لكنه أكد توافر ميزانية هائلة للصرف على أعضاء لجنة سيقوم المجلس بارسالها الى ميانمار، لدراسة مشكلة المسلمين فيها ووضع رؤية لحل المشكلة، وخد عندك، مصاريف طيران لمسافات طويلة وإقامة، وبدلات، وكله بالدولار الذي نستدينه بالربا - والعياذ بالله - بينما كان منذ فترة في القاهرة رئيس منظمة التعاون الإسلامي اكمل إحسان الدين وتحدث عن المشكلة ولديهم تقارير.
وكذلك لدى وزارة الخارجية المصرية ولدى منظمات إسلامية خليجية، كويتية وسعودية وإماراتية، تقارير عن المشكلة لأنها تعاصرها من البداية وتقدم مساعدات للاجئين، والدراسات والقرارات موجودة ايضا لدى الأمم المتحدة، أي مش ناقصة قيام رئيس المجلس الإخواني برئاسة لجنة تكتشف ما لم يكتشفه كل هؤلاء لتضع حلا للمشكلة لتقدمه لمن؟ لوزير الأوقاف الإخواني الشيخ طلعت عفيفي، ليقدمه بدوره لمن؟ ثم هل حركة حماس وهم إخوان مسلمون في حاجة الى دعاة من مصر في صحبة الاتحاد العالمي للمسلمين الذين يترأسه الإخواني الشيخ يوسف القرضاوي حتى يعلمونهم الإسلام وكأنهم من كفار قريش أيضاً رغم وجود فرع في غزة لجامعة الأزهر؟
حركات مكشوفة وساذجة، ولكن كله كوم، والاستيلاء على مئات الآلاف من الدولارات لبعثة ميانمار كوم آخر.
الإخوان والجمعية الشرعية
لا يريد الرئيس العام للجمعية الشرعية للعاملين بتعاون الكتاب والسنة والاستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور الشيخ محمد المختار المهدي ان يتوقف عن اندفاعه الشديد للعمل السياسي لحساب الإخوان المسلمين، آخذا الجمعية التي أنشأها منذ أكثر من مائة سنة المرحوم الشيخ السبكي، عليه رحمة الله، لتكون جمعية دينية وتعمل للخير بعيدا عن السياسة، أو التورط في أي خصومات، حتى أصبحت بفضل هذه السياسة أكبر وأهم الجمعيات في مصر التي تقوم بأعمال ممتازة ومطلوبة وتوسعت انشطتها لتصل إلى إنشاء المستشفيات والأقسام المتخصصة، والمدارس بجميع مراحلها وأنواعها، وتربية جيل ملتزم دينيا وأخلاقيا، مما جعلها بعيدة عن ضربات أي سلطة، بل نالت تشجيع جميع الأنظمة الملكية والجمهورية، والآن يحولها رئيسها العام الى احد أذرع جماعة الإخوان المسلمين، بل ويقوم بنفسه بالترويج لسياساتها، صحيح أنه لا يستخدم تعبير الإخوان، لكنه يستخدم إشارات دالة على سياساتها ويحاول تطويع آيات الله عز وجل وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لخدمتها وشرحها، بطريقة فيها تعسف وعدم معقولية.
مشروع النهضة لن يؤخره لا الغرب ولا الشرق
ففي مقاله بجريدة 'عقيدتي' يوم الثلاثاء الماضي قال: 'العداء لشعب مصر عداء متأصل إذ يملك هذا الشعب من الخصائص والمميزات ما يجعله دائما مناط العزة والنخوة والشجاعة والدفاع عن القيم وإذا نهض من كبوته نهض العالم الإسلامي كله، وإذا نهض فلا مجال لسيطرة الغرب أو الشرق، ومن هنا تتركز الضربات على مصر بالحرب الاقتصادية تارة وبالحرب الإعلامية تارة وبتحجيم القوة العسكرية تارة أخرى، وفي إطار الحرب الاقتصادية تأتي الدعوة إلى الإضراب العام أو العصيان المدني، فبدل أن نتعاون في القضاء على هذا الحصار وذلك التحدث بمضاعفة العمل كما فعلت دول كثيرة أثناء محنتها كاليابان والمانيا يطالبوننا بأن نسهم في إسقاط دولتنا، إن القرآن الكريم يحكي لنا عن نملة رأت خطرا يهدد شعبها فصاحت 'يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون' 'النمل: 18'.
والملاحظ هنا استخدامه بشكل متعمد، كلمة - نهض، ثلاث مرات بشكل متتالي، لربطها بمشروع النهضة، في الأذهان، وأنه يبرر فشله، أو لأنه لا يوجد مشروع أصلا كما اعترف خيرت الشاطر، وأراد الرئيس إحياؤه من جديد بحكاية فتح حساب باسم النهضة يضع فيه اللصوص الذين يريدون التوبة ما سرقوه، وبالتالي يستخدم الشيخ المهدي فعل نهض، ولا يتورع عن الإلقاء بوقائع غير حقيقية لأن الرئيس والنظام والحكومة تكذبهاو فأين هي الحرب الاقتصادية التي نتعرض لها، والقروض ذات الربا - والعياذ بالله - والتي فر من مناقشتها تنهال علينا، والاستثمارات تنهمر فوق أمهات رؤوسنا كالمطر كما تقول الحكومة، فمن يحاربنا اقتصادياً، وما دخله هو بقضايا لا يعلم عنها أو لا يقرأ عنها شيئاً؟.
لكن الذي يلفت الانتباه، استعانته بحديث النمل، وجنود سيدنا سليمان، أي انه علينا الاختباء من بني إسرائيل، ثم فوجئت به يقول بالنص: 'وما كان لسيدنا يوسف ان يدعو أهله لدخول مصر آمنين إلا بعد أن اصلح الدورة الزراعية في خمسة عشر عاما وحينذاك قال لهم: 'ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين' يوف 99،
لقد فجر طاقات المصريين واستخراج ما أودعه الله في أرضهم من خيرات تكفي العالم كله، حيث كان طلبه من الملك ان يجعله على خزائن الأرض بتمكينه من ثروات مصر، وكان له ما أراد'.
محاولة إقناع الشعب بالانتظار خمسة عشر سنة
على سيدنا يوسف لإصلاح الوضع الاقتصادي بمصر
وهكذا، حتى حسن التقدير للظروف لا يلحظه بسببه رغبته في مجاملة الإخوان، فهل من الحكمة أن يستخدم جنود سليمان والنمل بينما سيناء مهددة بالانفصال، أو باقتحام جنود إسرائيل لها بحجة مهاجمة الإرهابيين؟ وهل من الحكمة الاستعانة بحكاية سيدنا يوسف وسيطرته على مالية مصر واقتصادها، ودعوته أهله للمجيء إلى مصر، وتكاثرهم عندنا وما حدث منهم وادعائهم فيما بعد انهم بناة 'الأهرام'، هذا في الوقت الذي لا يزال رئيسه محمد مرسي يتعرض للهجمات بسبب رسالته الى الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، التي تمنى فيها لإسرائيل حياة الرغد ووصف نفسه بأنه الصديق الوفي له؟
ماذا يقصد بالضبط وإلى ماذا يروج؟ إذا كان يريد من حكاية إصلاح سيدنا يوسف أوضاع مصر في خمسة عشر سنة وإذا كان الإخوان قد وصفوا في البداية خيرت الشاطر بأنه سيدنا يوسف، وإذا كان خيرت قال انه لا مشروع نهضة جاهز، فلماذا لا يقولها صريحة بتسليم الوزارة لخيرت لمدة خمسة عشر سنة، وان كانت سوف تبقى مشكلة اخواته وأهله، هل سيدعوهم من الخارج للمجيء، أم انهم الذين في الداخل، وبشرط هو منع الإضرابات؟
ان الشيخ المختار يأخذ هو ونائبه وزير الأوقاف الدكتور الشيخ طلعت عفيفي، مفخرة الجمعيات الدينية الخيرية الى طريق بعيد تماما عن الأهداف التي أنشئت من أجلها وسارت عليها ولابد لأعضائها من ايقاهما عند حدودهما، ويطلبان منهما تركها والانتقال لعضوية مكتب الإرشاد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.