شبام نيوز . القاهرة، دمشق، عمان – «الحياة»، ا ف ب، رويترز - تسابق الحرب التي تزداد حدة يوماً بعد يوم في سورية المساعي السياسية. ومع استمرار «حرب المطارات» التي تخوضها المعارضة في مناطق حلب للسيطرة على مطاري النيرب وكويرس، كثف الطيران السوري غاراته على حلب وريفها وعلى احياء في ريف دمشق، وادى قصف صاروخي امس الى اصابة قائد «لواء الاسلام» الشيخ زهران علوش بجراح ذكر انها خطيرة. وتعقد الهيئة العامة ل «الائتلاف السوري» اجتماعاً في القاهرة اليوم وغداً لكامل هيئتها العامة لمناقشة المبادرة التي سبق ان اقرتها الهيئة السياسية في الاسبوع الماضي، والتي تتضمن مبادرة سياسية من «الائتلاف» لحل الازمة في سورية. ويترافق اجتماع «الائتلاف» مع تحذيرات اطلقها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن «الرهان على تسوية النزاع السوري باستخدام القوة سيؤدي إلى تدمير البلاد»، معلنا استعداد موسكو لاستضافة حوار بين السوريين إذا رغبوا ومن دون أن يفرض أي طرف شروطاً مسبقة عليهم. وقال هيثم المالح عضو «الائتلاف» السوري إن اجتماعات اليوم ستناقش الوجهة السياسية الكاملة لإسقاط النظام، والمبادرة حول مقترح لحل الأزمة. وأضاف أن المشروع المقترح سيتناول انتقال الدولة من أمنية إلى ديموقراطية، وإسقاط النظام، وتصوراً لهيئة عسكرية عليا من رموز وطنية معروفة انشقت عن النظام، وتشكيل هيئة للأمن الوطني، وهيئة قضائية في إطار العدالة الانتقالية. وقال ان من المتوقع أن تتم تسمية رئيس وزراء للحكومة الانتقالية، وليس تشكيل حكومة. واوضح المالح ان من بين الشروط التي سيشترط توافرها في رئيس الحكومة «ألا يكون قد سبق له العمل مع النظام، ولم تتلوث يداه بالدماء، وأن يكون مقبولا شعبيا، وله تاريخ نضالي ونزيه». وذكر المالح ان اسمه طرح في السابق لترؤس هذه الحكومة غير انه رفض لأن المرحلة تحتاج الى جهد كبير كما قال. اما في شأن ترشيح رياض حجاب رئيس الحكومة السورية السابق الذي انشق عن النظام في آب (اغسطس) الماضي فاعرب المالح عن اعتقاده ان حجاب لن يكون مقبولاً شعبياً، باعتباره كان محافظاً قبل ذلك ووزيراً وضليعاً في السلطة وبعثياً قديماً. وأجرى لافروف محادثات امس في موسكو، هي الأولى من نوعها على مستوى وزراء الخارجية، في إطار «المنتدى العربي – الروسي» حضرها بالإضافة إلى الامين العام للجامعة العربي نبيل العربي وزراء خارجية كل من مصر ولبنان والكويت والعراق. وحذر لافروف من ان استمرار النزاع العسكري يعتبر «طريقا مدمرا للطرفين»، وأعلن استعداد بلاده لاستضافة حوار بين السوريين «إذا رغبوا ومن دون أن يفرض أي طرف شروطاً مسبقة عليهم». ودعا العربي، من جهته، الرئيس بشار الأسد إلى تسليم صلاحياته لنائبه فاروق الشرع لتسهيل بدء الحوار. وقال ديبلوماسي عربي ل «الحياة» في موسكو إن هناك اتفاقاً على ضرورة إطلاق حوار يقود إلى حل سياسي لكن العقدة لا تزال تراوح عند الدور المفترض للأسد. واشار لافروف الى ان تطور النزاع في سورية أثبت أنه لا تمكن المراهنة على حسم عسكري للصراع وأن الرهان على القوة سيؤدي إلى تدمير سورية. واضاف أنه سيُجري لقاء مع وفد سوري برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم الاثنين المقبل كما ذكر انه يجري حالياً الاتفاق على موعد زيارة رئيس «الائتلاف» معاذ الخطيب الى موسكو التي يحتمل أن تكون في بداية آذار (مارس) المقبل. وعلى الصعيد الميداني، شن الطيران الحربي السوري غارة امس على بلدة حمورية في الغوطة الشرقية من ريف دمشق، قتل وجرح فيها العشرات. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان انه لم يعرف اذا كان القتلى من المقاتلين او من المدنيين. وبعد اقل من ساعة على هذه الغارة اسقط مقاتلو المعارضة طائرة حربية كانت تقصف مناطق في الغوطة الشرقية بنيران اسلحة رشاشة ثقيلة. وذكر متحدث باسم المعارضة ان قائد «لواء الاسلام» الشيخ زهران علوش اصيب نتيجة سقوط صاروخ على مركز لقيادة المعارضة قرب العاصمة دمشق، وقال نشطاء في المعارضة إن الهجوم وقع في الساعات الأولى من صباح امس قرب منطقة دوما في شمال دمشق. وأضافوا أن الصاروخ يحتمل أن يكون باليستيا من طراز «سكود» واحدث دماراً كبيراً في المنطقة وقتل او أصاب مقاتلين آخرين. ورفض اسلام علوش ابن عم زهران ذكر تفاصيل عن الاصابة او عن مدى خطورتها. وقال إنه لا يمكن الكشف عن حالة الشيخ. ويخوض «لواء الاسلام» حملة منذ ثلاثة اسابيع على مواقع الجيش السوري منحت مقاتلي المعارضة موطيء قدم داخل دمشق. وقال قائد للمعارضة يقاتل في صفوف «لواء الاسلام» انه «ستكون خسارة كبيرة اذا قتل الشيخ علوش. لان لواء الاسلام هو الأقوى على الارض والشيخ علوش هو وراء قوته.» وفي حلب، افاد المرصد بحصول غارات جوية على عدد من احياء المدينة. كما دارت اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية في محيط مطاري النيرب وكويرس العسكريين شرق المدينة، في اطار «حرب المطارات» التي اعلنتها المجموعات المقاتلة منذ اكثر من اسبوع في محافظة حلب.