فكري قاسم لا توجد دولة في العلم كله تعمل جاهدة على تنغيص حياة مواطنيها كما تفعل الدولة في اليمن. بالتأكيد "يشترخ" رأس معالي وزير الداخلية إذا ما عرف –مثلاً- أن بضعة مواطنين ذهبوا إلى التنزه في مكان مخصص أصلاً للسياحة وارتفعت قهقهاتهم هناك، إذ ينبغي عليهم أن "يشتحطوا" ويبطلوا المسواقة احتراماً لمشاعر "الطقم" الواقف عند نقطة التفتيش؟! لا تسعى الدولة في اليمن لأن توجد حديقة في كل حارة، فهذا من وجهة نظرها ترف يمسخ الناس والأجيال، وبودها لو أن تخصص "طقم عسكر" في كل حارة ليشتحط المواطنون، لكن الإمكانيات المادية تعوزها للأسف! الطقم، هو الحبل السري الذي يربط الدولة بالمواطنين، حتى أن قمة الرفاهية بالنسبة إلى الموطنين في اليمن هي أن يشاهدوا في طريقهم طقماً جديداً أو سيارة نجدة جديدة، أما لو شاهدوا مدير الأمن وهو مبتسم فذلك هو عيد الحب بالنسبة لهم! في تعز مثلاً، المدينة مخنوقة وبلا متنزهات ما يجعل من الذهاب للتنزه في جبل صبر فكرة مناسبة، علماً بأنه لا يوجد في الجبل غير نزهة مداكي القات والشيشة، ومع هذا الناس تقول الحاصل، ولا ما فيش. لكن المضحك في الأمر، أن تجد في الطريق إلى الجبل نقطتي تفتيش تفحس أبو الزائر فحس بحثاً عن السلاح، كما لو أنك أمام منفذ رفح وليس في "الدمغة" كما يسمونها. أخي المحافظ الكريم.. عزيزي مدير الأمن المحترم .. تحيه عسكرية مشحوطة على الآخر، وبعد.. نحيطكم علماً بأن الأماكن الموبوءة بالسلاح في تعز معروفة للجميع، أما الطريق إلى جبل صبر فلا يوجد فيه غير مارة غالبيتهم يبحثون عن فرصة للاسترخاء، وإنه من المعيب عليكم أن ترتزكوا "ساع يوم الجن" أمام محاولة الناس لأن يتنفسوا من دون إذلال أو مهانة. تحية محبة واحترام لكل النقاط الأمنية المنتشرة في المحافظة بحثا عن السلاح، لكن نقطتي التفتيش القريبتين من بعض في الطريق المؤدي إلى جبل صبر لا تبحثان عن السلاح بل عن أشياء أخرى لامتهان الناس وإذلالهم. *صحيفة اليمن اليوم