صدى عدن / متابعات : شن الحزب الاشتراكي اليمني هجوماً كاسحاً ومفتوحاً على شريكه الأكبر في تكتل المشترك حزب التجمع اليمني للإصلاح، متهماً إياه بالسعي نحو "تصفية حساب مع مرحلة كاملة" والتهرب من الحوار وإعادة إنتاج خطاب الصراع والمواجهة والتكفير والعنف وقمع الحياة السياسية. وفي افتتاحية صحيفة "الثوري" الناطقة باسم الحزب الاشتراكي في عددها الصادر الخميس 21/2/2013م سخرت الصحيفة من وصف محافظ عدن الإخواني وحيد علي رشيد لقيادات الاشتراكي في الجنوب ب"الوجوه القبيحة"، متهمة إياه وحزبه "الإصلاح" بممارسة القمع والقهر والفساد لسنين طويلة، معتبرة حديث وحيد رشيد تعبيراً واضحاً للخطاب الرسمي لما أسمتها "سلطة ما بعد الثورة" في إشارة إلى حزب الإصلاح والذي يعني "تصفية حساب مع مرحلة كاملة" في الجنوب. ووجهت الصحيفة في افتتاحيتها انتقادات لاذعة لمجلس الأمن الذي قالت بأنه حشر اسم البيض في بيانه وحاصر القضية الجنوبية داخل "وهم الحل القائم على كسر عظم الآخر أو استجدائه أحياناً بلغة ملتوية لا يبرز فيها إلا رفض خوض المعركة السياسية الحقيقية". معتبرة أن قيادات حزب الإصلاح التي تتهرب من العملية السياسية والحوار واستحقاقاتها إلى الوحدة بإعادة إنتاج خطاب الصراع والمواجهة والتكفير والعنف الذي شهدته البلاد عام 1994م، لا يختلفون عمن يهربون من استحقاقات العملية السياسية والحوار إلى مشاريع مجهولة كالانفصال. واستشهدت "الثوري" بحديث باسندوه لقناة "الجزيرة"، معتبرة إياه تأكيداً على "أن الوضع لا زال مغتصباً بيد القوى نفسها التي توزعت السلاح والثروة والدعم الخارجي"، وذلك في إشارة من الصحيفة إلى الأسلحة التركية التي تم تهريبها إلى اليمن لصالح حزب الإصلاح، واستئثار قياداته بالدعم المالي القطري المخصص للاعتصامات في الساحات خلال أحداث 2011م. وواصلت "الثوري" هجومها على حزب الإصلاح بالقول: "ربما إن هذه القوى نظرت إلى العملية السياسية وإلى الحوار باعتبارهما محطة لإعادة ترتيب الأوراق واستعداداً لجولات أخرى من الصراع والهيمنة واقتسام النفوذ وقمع الحياة السياسية. وبصورة غير مباشرة هاجمت صحيفة الثورية وبشدة اللواء علي محسن وحميد الأحمر وإخوانه والزنداني وقيادات حزب الإصلاح، مؤكدة حقيقة "أن معظم الغارقين في الفساد هم الذين تتم ترقيتهم وإعادة تعيينهم في المراكز الحساسة للجهاز الإداري والاقتصادي للدولة، وكأن البلاد قد فرغت إلا من أصحاب صفقة وشركاء غسيل الأموال و (بلوكات) النفط الموهوبة للمحاسيب والموالين وغيرهم ممن صاروا يتصرفون كمبشرين بنعيم الدولة المدنية الحديث بعد أن تقلبوا طويلاً في رغد العائلة". ودعت الصحيفة المشير هادي رئيس الجمهورية إلى الحذر من مساعي حزب الإصلاح وآلياته التي تعمل بشكل مستمر على إضعاف وتجميد شراكة الرئيس هادي بالقوى السياسية والوطنية في البلاد. داعية المشير هادي إلى دعم الحياة السياسية والقوى المدنية لإعادة بناء المعادلة مع قوى حزب الإصلاح التي وصفتها ب"قوى النفوذ والسلاح"، ما لم فإنه سيجد نفسه وحيداً في مواجهة مباشرة مع هذه القوى التي ستندفع فيما بعد لتصفية حسابات قديمة جديدة، وذلك في إشارة من الصحيفة إلى الخطر الداهم على الرئيس هادي من حزب الإصلاح الذي يسعى إلى عزله عن بقية القوى السياسية والمدنية، ثم تصفية حساباته معه باعتباره واحداً من رموز المرحلة السياسية في الجنوب التي أعلن الإصلاح أنه سيصفي حساباته معها. وكان أدان الحزب الاشتراكي اليمني أعمال العنف المستمرة في محافظة عدن منذ الأربعاء. وفي بيان صادر عن أمانته العامة الخميس أدان الاشتراكي اليمني "بشدة أعمال القتل والعنف المطلق الذي ووجهت به فعاليات الحراك السلمي في محافظة عدن وما أسفر عنه من ضحايا بالعشرات بين قتلى وجرحى". ودعا بيان الاشتراكي" الى الوقف الفوري لهذه الأعمال غير المسئولة"، مطالبا" الاجهزة المعنية في الدولة بالتحقيق العلني والشفاف مع المتورطين في أعمال القتل والعنف أيا كانوا واحالتهم الى القضاء . " وقال البيان "إن الأمانة العامة للحزب الاشتراكي وهي تدين مظاهر العنف والتطرف من أي طرف كان فإنها تؤكد في الوقت نفسه على الحق المشروع للحراك السلمي وأي طرف سياسي كان في التعبير عن رأيه بحرية وحقه في التظاهر السلمي الحضاري وعلى الأجهزة الرسمية للدولة حماية هذا الحق وتيسيره بحيادية تامة" . ودعت الأمانة العامة للحزب الاشتراكي " الى الوقف الفوري للملاحقات والاعتقالات السياسية والافراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين بمن فيهم أنصار وقيادات الحراك السلمي في محافظة عدن " . وشهدت مدينة عدن منذ أمس (الأول) الأربعاء حالة من التوتر الامني غير المسبوق وانتشار كثيب للقوات الامنية والعسكرية مصحوبة بالمدرعات والآليات العسكرية المختلف، إثر دعوة قوى في الحراك الجنوبي لفعالية في عدن ودعوة أخرى من قبل قوى سياسية لاحتفال بمناسبة الذكرى الاولى لانتخاب عبدربه منصور هادي رئيساً توافقياً للبلاد. كما شهدت مدينة عدن منذ ليل أمس (الأول) حملة إعتقالات واسعة لعدد من القيادات والشباب الناشطين الذين تم إعتقالهم من مقاهي الانترنت وشوارع المدينة . وارتفع عدد قتلى المصادمات بين أنصار الحراك الجنوبي وقوى الأمن والجيش في محافظتي عدن والضالع إلى ثمانية أشخاص، إضافة إلى أكثر من 30 جريحا في أوساط الحراك الجنوبي . نص البيان: بيان صادر عن الامانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني بشأن أعمال العنف في محافظة عدن تابعت الأمانة العامة للحزب الاشتراكي بقلق بالغ أعمال العنف المتصاعدة في محافظة عدن منذ أمس الأربعاء وحتى الساعة. وإذ تدين الامانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني بشدة أعمال القتل والعنف المطلق الذي ووجهت به فعاليات الحراك السلمي في محافظة عدن وما أسفر عنه من ضحايا بالعشرات بين قتلى وجرحى، فإنها تدعو الى الوقف الفوري لهذه الأعمال غير المسئولة وتطالب في ذات الوقت الاجهزة المعنية في الدولة بالتحقيق العلني والشفاف مع المتورطين في أعمال القتل والعنف أيا كانوا واحالتهم الى القضاء. إن الأمانة العامة للحزب الاشتراكي وهي تدين مظاهر العنف والتطرف من أي طرف كان فإنها تؤكد في الوقت نفسه على الحق المشروع للحراك السلمي وأي طرف سياسي كان في التعبير عن رأيه بحرية وحقه في التظاهر السلمي الحضاري وعلى الأجهزة الرسمية للدولة حماية هذا الحق وتيسيره بحيادية تامة. وتدعو الأمانة العامة للحزب الاشتراكي الى الوقف الفوري للملاحقات والاعتقالات السياسية والافراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين بمن فيهم أنصار وقيادات الحراك السلمي في محافظة عدن. صنعاء -12-2-2013