آراء واتجاهات محمد باحميش السبت 23 فبراير 2013 12:10 صباحاً ابدأ مقالي هذا بطرح هذا التساؤل الذي شغل الناس طيلة الأيام الماضية [الدماء التي سالت من يُسأل عنها يوم القيامة ؟ ] ( بأي ذنب قتلت ) ... أرجوا من السادة القراء عدم التعليق إلا بعد قراءة المقال بكامله ، لقد شغلني هذا التساؤل كما شغل الناس من حولي طيلة الأيام الماضية وعشت صراعاً داخلياً قوياً ، فقلتُ في نفسي : عندما يُبعث الشهيد فتحي يوم القيامة ويسأله الله عمن قتله وأزهق روحه يا تٌرى بم سيجيب: أيقول قتلني الإصلاحيون ... أم يقول قتلني الحراكيون ... أم سيقول قتلني الأمنيون . وأنت أخي القارئ الكريم ضع نفسك مكان هذا القتيل ... فستجيب بماذا ؟ لا شك أني لو كنت مكان القتيل لأجبت بكل بساطة وسهولة قتلني الإصلاحيون .. لماذا ؟ لأنهم هم المتسببون في ذلك ولأنهم أصحاب القرار الخاطئ في إقامة تلك الفعالية .. وكل ما ترتب عليها من أحداث دامية يتحمل آثارها صاحب المبادرة والفكرة وهذا شيء بدهي لا يخفى على بادئ في تعلم الشريعة . وإني أجدها فرصة سانحة لأقدم تساؤلاً للساسة في حزب الإصلاح في عدن ... ما هي المصلحة المرجوة من إقامة مثل هذه الفعاليات وما هي المفاسد المترتبة على إقامتها . فقهاؤنا الأكارم الفضلاء يقولون : [ إذا كان العمل يترتب عليه مفسدة أكبر فالشروع في ذلك العمل حرامٌ شرعاً؛ لأنه يترتب عليه عواقبة وخيمة ، وذلك إذا غلب على الظن فكيف إن تأكد أن ذلك العمل له مفاسد جمة فالتحريم آكد ] . ولقد عجبتُ كل العجب من فتوى قائد كبير في إصلاح عدن بل ولشيخ من مشايخه وهو يتحدث عن فعالية الغد قائلاً : لا بد من إقامتها وإن أزهقت الأنفس لإثبات قوتنا ووجودنا ... أقول لذلك الشيخ الجليل قوة من تثبتها وضد من ، أتثبت قوتك ضد أعداء الإسلام من اليهود والنصارى ... أم تثبتها للبوذيين .. . أم ستثبت تلك القوة ضد إخوان لك في الإسلام يصلون ويصومون ويعبدون إلهك الذي تعبده .... ولا أدري إلى ماذا استند ذلك الشيخ في فتواه هذه !!!! وإني في هذا المقام أذكر كل من نسي تلك القاعدة العظيمة السابقة النابعة من الإسلام بهذه القصة ، قصة حذيفة بن اليمان في معركة الأحزاب عندما أرسله الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ليستعلم أخبار المشركين فقال له الرسول ( لا تحدث أمراً) فقال حذيفة: فكنت أرى أبا سفيان ولقد هممت أن آخذ حربتي وأضربه بها ولكني تذكرت قول الرسول ( لا تحدث أمراً) ... أقول لأولئك [ أليس قتل أبي سفيان مصلحة] .... لا شك أن الإجابة نعم .... ولكن المفاسد المترتبة على تلك المصلحة أكبر من المصلحة ذاتها لذلك منع رسول الله حذيفة من تحقيق تلك المصلحة . أقول [ أليس إقامة فعالية الغد مصلحة ] ..... لاشك أن الإجابة نعم .. ولكن المفاسد المترتبة عليها من سيل الدماء وإزهاق الأرواح أكبر من المصحلة المرجوة فلذلك نقول بأن إقامة تلك الفعالية حرامٌ شرعاً ولا تجوز لاسيما وأنكم تعرفون عواقبها سلفاً ومسبقاً ... ضربت مثلاً بقصة حذيفة قياساً مع الفارق فأبا سفيان رجل مشرك ، وإخوانكم في الحراك وفي عدن عموماً مسلمون موحدون ، فإذا كان قتل الكافر لا يصح فمن باب أولى المفاسد المترتبة على الفعالية لا تصح . أقول أخيراً لماذا العجلة يا أيها الساسة ... أوليس مؤتمر الحوار الوطني على الأبواب .... أوليس قضية الوحدة لها تأييد دولي متمثل بمجلس الأمن والاتحاد الأوروبي ...ولها تأييد إقليمي متمثل بالدول الراعية للمبادرة الخليجية... ولها تأييد داخلي متمثل بالحكومة الحالية بقيادة عبد ربه هادي . فيا أيها القيادات المبجلة دعوا عنكم القرارات الطائشة المتسرعة ، حتى لا تندمون في يوم من الأيام عليها ولكن يوم لا ينفع الندم . والله من وراء القصد ..... كتب هذا المقال في ال الأربعاء، الساعة 12:42 مساءً .