السبت 23 فبراير 2013 09:38 صباحاً نعم أنها جرائم بحق الإنسانية يرتكبها نظام صنعاء ومليشيات الإرهاب والتكفير في عدن أمام مراء ومسمع العالم . لقد كشر نظام صنعاء عن أنيابه الوقحة وعزم على استئناف الحرب القذرة ضد أبناء عدن والجنوب عامة في استهداف نشطاء الحراك السلمي وقمع مسيراتهم الاحتجاجية السلمية تلك التي أرهبت نظام الاحتلال وأعوانه ، وخططوا لها كأنهم يواجهون اكبر جيوش العالم حيث نشروا القوات المسلحة والأمن بكل عتادها الثقيل والخفيف في مداخل وأحياء مدينة عدن وهم يعرفون جيدا أنهم يواجهون شباب بعمر الزهور شباب لا يمتلكون إلا سترة أجسادهم وأقلامهم وأحيانا كاميرات التصوير وحناجرهم التي تطلق الكلمات والأناشيد الوطنية والتي تدعوا إلى حريتهم وإستعادة بناء دولتهم المدنية وكرامتهم الإنسانية. وقد تم محاصرة مدينة عدن بالمدرعات والأطقم العسكرية وإغلاق منافذها منذ يوم الأربعاء 20 فبراير ، لمنع قيام الحراك فعاليته السلمية التي يقيمها كل خميس ، حيث كان قد دعا الحراك إلى قيام هذه الفعالية للتضامن مع الرئيس البيض . بينما النظام قد اختار هذا اليوم ليحتفل بيوم شهداء جمعة الكرامة الذين سقطوا في صنعاء وتعز في العام قبل الماضي ، وكان إصرار النظام وحزب الاصلاح تحديدا على هذا الحفل في عدن هو استفزاز واضح لمسيرات وقناعات شعب الجنوب الذي يطالب باستعادة دولته الوطنية كما عبرت عنها المسيرات المليونية التي أقيمت في عدن خلال الأشهر الماضية ، والتي أرعبتهم . يبدوا ان نظام الاحتلال قد اعدّ خطته في محاولة إظهار ان الصراع في الجنوب بأنه صراع بين قوى تريد استعادة الدولة الجنوبية وأخرى " الاصلاح " معارضه لها وهذه محاولة لخلق صراع في الساحة الجنوبية هذا من ناحية؛ وتظليل الري العام العربي والعالمي والتشويش على ثورة الجنوب السلمية من ناحية أخرى . وفي الحقيقة ان هذه الفعالية والتي خطط لها في صنعاء هي فعالية النظام بكل شركاءه ، يهدف من خلالها تظليل الرأي العام الخارجي ، وقد جند لها عدد من الصحف والكتاب والمواقع والمراسلين , محاولين إظهار الجنوبيين مختلفين ومتصارعين ، لكنهم نسوا إنماء يجرى على ارض الواقع هو شي أخر ، وان الحقائق لا يمكن دفنها بهذه الطريقة الوقحة . فماذا تقولون عن تلك الحشود المليونية الجنوبية في كل من كريتر وخور مكسر والمنصورة ، ثم ما تقولون عن قتلكم أكثر من 15 شهيداً وأكثر من 90 جريح من نشطاء الحراك السلميين ، الذين لم ينجروا إلى العنف الذي خططتم له . فأي احتفال مخزي لكم آية الإذناب ،الذي أحضرتم له الناس من خارج عدن وتحديد من الشمال عبر طريق الحديدة صلاح الدين وادخلتوهم بمرافقة الاطغم والمصفحات العسكرية ليلاً فميدان 22 مايو الذي باتوا فيه ليلة 21 فبراير شاهدا على ذلك، احتفال على أشلاء وجثث الشباب ، يا للعار فلم تستطيعوا إحضار سوى 200 شخص شاهدها كل الناس ، ونحن نعلم ان الكثيرين قد رفضوا تصرفاتكم تلك وامتنعوا عن المشاركة في فعاليتكم هذا ، لقد فضحتم أنفسكم تماما أمام مسيرات الحراك المليونية السلمية ، وافتضحتم عندما احضروا المرافعة والطبول ورقصتم رقصات البرع التي لا يعرفها أبناء عدن ، حتى الشعارات ومردديها والمعلقين احضروها من ساحة التغيير بتعز . لقد تحولت كل عيون أبناء الجنوب إلى عدسات كاميرات توثق أفعالكم الإجرامية والمخزية تلك التي لا ينساها الناس أبدا ، وكان مشهد المنصة اكبر دليل فعرف الناس منهم الحاضرين. وهناء نسجل تحيه للأخوة في الاصلاح والسلطة المحلية والمجتمع المدني في عدن الذين عارضوا هذه الفعالية وحذروا منها وامتنعوا عن المشاركة ، فلا يتجاوز أبناء الجنوب فيها أصابع اليد الواحدة . لقد خدمتم قضية شعب الجنوب بعملكم هذا من دون ان تدركون ذلك ووضعوا حداً فاصلا بين الشعبين في الشمال والجنوب , وأعطيتم مبررا لكل من كان ينوي حضور حواركم المزعوم في صنعاء ، وذلك في إصرارهم على سفك دماء أبناء الجنوب تحضيرا للحوار، بل أردتم بهذا الفعل ان توجهوا رسالة إلى الرئيس هادي بان احتفالات تنصيبه لابد ان تكون على أشلاء وجثث الجنوبيين ؟. الخزي والعار لاحتفالكم هذا . بوركتم يا إيه " ... " الإذناب الوزير والمحافظ نسيتا من انتم ؟ بوركت أحزابكم ونظامكم على هذا النصر الذي حققتموه بسفك دماء إخواننا وأبنائنا في شوارع عدن . إننا نعاهد الله والوطن والشهداء بأننا سوف نلاحقكم عبر المحاكم الدولية عاجلاً ام آجلاً، ولن تمر دماء الشرفاء الأبطال بالطريقة التي خططتم لها كما تعتقدون ، فعلامات الرعب والهزيمة لاحظها كل من شاهد صوركم في المنصة ، في التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي فعودا وتأملوا فيها . ان عدن والجنوب لم يسمح لكم وأسيادكم تمرير مؤامراتكم تلك ولن يسمحوا بانطلاق أي مشاريع لمصلحة غيرهم من عدن كما جرى في الماضي على حساب أصحاب الأرض ، فانتم والله واهمون .