الأحد, 24 شباط/فبراير 2013 13:05 لندن " عدن برس " - رأى عضو اللجنة الفنية للحوار الوطني في اليمن لطفي شطارة أن الزيارة التي بدأها أمس الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى عاصمة الجنوب عدن تمثل ردا مباشرا على أحداث يوم الخميس الماضي (21|2) الدامية في عدن والتي خلفت عددا من الضحايا بين قتلى وجرحى، والتي قال بأن منفذيها أريد بها "تشويه صورة عبد ربه منصور هادي في الجنوب وإفشال جهود الحوار الوطني المرتقب انطلاقه في 18 من آذار (مارس) المقبل. وذكر شطارة في تصريحات خاصة ل "قدس برس" أن الرئيس عبد ربه منصور هادي التقى اليوم الأحد (24|2) بعدد من قادة العمل السياسي وأنه يعتزم لقاء قادة منظمات المجتمع المدني من أجل بحث سبل مشاركتهم في جلسات الحوار الوطني باعتباره المدخل الوحيد لحل مختلف القضايا التي يعيشها اليمنيون بما في ذلك قضية الجنوب. وأضاف: "لقد التقينا الرئيس عبد ربه منصور هادي وفهمنا منه أنه يعتزم إصدار توجيهات رسمية للأجهزة الأمنية بالعمل على إعادة الأمن والاستقرار في عدن، كما نتوقع أن يتم الإفراج عن المعتقلين سواء في الأحداث الأخيرة أو في الأحداث السابقة على خلفية التظاهر السلمي". وأدان شطارة استعمال العنف من أي طرف كان، وقال: "نحن في الجنوب شعب مسالم، واستخدام العنف في حل الخلافات السياسبة غير مألوف عندنا، وهو أسلوب نرفضه وندينه بشدة، إذ أننا شعب صاحب قضية ويطمح لإقامة نظام ديمقراطي مدني ويدافع عن حقوقه بالوسائل السلمية المدنية". ورفض شطارة اتهام أي جهات أجنبية في الضلوع في حمل السلاح، لكنه قال: "لقد سمعنا معلومات لدى الأجهزة الأمنية موثقة تشير إلى تورط قيادات جنوبية مدعومة من إيران في التحريض على العنف واستخدام السلاح، وهذا شيء ندينه بالتأكيد ولا نقبل باستخدام العنف من أي طرف كان". ودعا شطارة حزب الإصلاح إلى التعامل مع الجنوب وفق قواعد العمل السياسي الحديث بعيدا عن القوة أو عقلية الإرث السياسي، وقال: "للأسف الشديد فإن حزب التجمع اليمني للإصلاح يريد الاستحواذ على كل شيء، وهو يتصرف كما لو أنه الوريث الشرعي لعلي عبد الله صالح، وهذا أمر غير مقبول في الجنوب، فتجمع الإصلاح لم يكن له أي وجود في الجنوب قبل عام 1990، ثم إن الوضع في اليمن يختلف كثيرا عن الوضع في تونس ومصر، فاليمن منقسم إلى شمال وجنوب، والقضية الجنوبية أحد أبرز القضايا المطروحة للنقاش، ونحن في هذه الأيام نشاهد في الجنوب عصيانا مدنيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فالمدارس والبنوك والمؤسسات العمومية معطلة، وهو دليل على رفض الجنوب لأسلوب القوة التي يستعملها الإصلاح وسيلة لتمرير بعض المشاريع السياسية، وهو يرفض أيضا الحلول السياسية بفتاوى من قادة الإصلاح"، على حد تعبيره. وكان الرئيس عبدربه منصور هادي قد بدأ مساء أمس السبت (23|2) زيارة مفاجئة إلى محافظة عدن في زيارة تفقدية للمحافظة، يطمئن خلالها على سير الأداء في مختلف المستويات الادارية والتنموية والاقتصادية. وقالت مصدر يمني رسمي: "إن الرئيس سيلتقي خلال زيارته التفقدية للمحافظة بقيادة السلطة المحلية والمسؤولين في المجلس المحلي ومدراء عموم المكاتب التنفيذية والقيادات الأمنية والعسكرية لتدارس قضايا تنفيذ المهام على مختلف الصعد". وذكر ذات المصدر أن المدينة تشهد أوضاعا أمنية متدهورة جراء مهاجمة المقار الحزبية وقطع الطرقات وافتعال الأزمات في مهرجان ذكرى انتخاب هادي في عدن الخميس الماضي (21|2).