الاثنين 25 فبراير 2013 12:35 مساءً ((عدن الغد)) المجلة عندما تتهافت الكلمات على ضوء الفلاشات والسجادة الحمراء وعشرات الميكرفونات لدى نجوم السينما، فهي تعبير عن عدم القدرة على الصمود على قوة هذا السحر الاعلامي الذي من خلاله يستطيع الصحفيون استنزاع كلمات مثيرة وسقطات كبيرة لنجوم هوليوود، لكن هذه السقطات في الغالب لا تتجاوز الحياة الشخصية والهجوم على المنافسين. ومع ذلك يأخذ كبار النجوم دورات في التعامل مع الاعلام وكيفية التخلص من الاسئلة المحرجة وتسريب المعلومات النافعة لهم في حياتهم المهنية.! الوضع مع نجوم الدعوة او مشاهير الدعاة يختلف كثيرا عن سابقه فحمى الشهرة التي تدفقت بشكل كبير خلال السنوات الماضية على المنطقة ودخول وسائل جديدة في التواصل وكسر حاجز استخدام الوسائل الحديثة في الدعوة، جعل بعضهم يقع ضحية نفسه الطامحة للشهرة وزيادة الاتباع وهو حق تهفو إليه كل نفس لكن ليس من خلال استخدام اشياء يجب ان تكون مقدسة وفي سياقها وبعيدا عن أي استغلال مهما كانت نوعية المستغل له، فالدين يجب ان يكون محميا من نزوات الجميع واذا كنا نطالب دوما في حماية الدين من استغلال السياسي وجشع التاجر وأهواء المنافق، فإننا ايضا يجب ان نحمي الدين من طلاب الشهرة وعشاق الكاميرات المتحركة مهما كانت هويتهم وتخصصاتهم وشعبيتهم. الأسبوع الماضي خرج احد الدعاة على الفضائية الساحرة ذات الجماهيرية العالمية ليقول للعالم معلوماته الجديدة والصارخة، من وجهة نظره، ان القاعدة لا تتساهل في التكفير..!! ولا تتساهل في الدماء!! وان كل ما قيل عنها في هذا الجانب محض افتراء، وهذا قول غريب عجيب عندما سمعته لأول مرة لم اصدق نسبته إلى ذلك الشيخ الأكاديمي الشهير، وذلك لسبب بسيط وهو أن من لدية أدنى علم واطلاع لا يمكن أن يقول هذا الكلام فما بالك بأكاديمي متخصص في العقيدة الإسلامية. انصار الشريعة عوضت القاعدة لقد كان الحديث مفاجأة ومؤشرا خطيرا لعودة فكر القاعدة من زاويا جديدة وأصوات مختلفة، ولعل هذا دفعني الى البحث في هذا الأمر ما أوصلني إلى قناعة أن الواقع السياسي الذي تعيشه المنطقة وتأثيره على الأفكار الدينية وطريقة تناولها للأحداث السابقة والحالية مختلف بشكل كبير عن السابق، ولعل أحداث مالي وتغلغل القاعدة فيها والرهائن في الجزائر اكبر مؤشر على تنامي الأفكار المتطرفة في صفوف إسلاميين كانوا يوصفون بأنهم معتدلين! ليس من خلال تعاطفهم وانما من خلال حشدهم وتشبيههم للقضية في مالي بالاستيلاء على بيت المقدس! إننا أمام خطاب متطرف هو ثمرة لانعكاسات الفوضى الخلاقة التي تعيشها المنطقة عقب الثوارت العربية المتعسرة في برامجها السياسية ناهيك عن الاقتصادية والتنموية منها. ولعل تنامي الخطاب الاسلامي دفع بالبعض بحسن نية إلى محاولة كسب أكبر قدر من الأتباع من خلال تصريحات في غاية التطرف القصد منها مغازلة شريحة لم تكن تستطع مخاطبتها في السابق وهو بذلك يضيفونها إلى قائمة الأتباع المتزايدين، ولعل خبرتهم بحال الواقع دفعهم إلى الإقدام على مثل هذه الخطوات التي تدفعهم بخطوة إلى الإمام مع تيارات التشدد حتى لو قدموا الاعتذارات المتتالية لأنها سوف يتم احتسابها له إنها تحت الضغط. هناك لغة مختلفة وخطاب مغاير بلا شك لتنظيم القاعدة، مقارنة بما كان قبل الثورات من خلال إعادة تلونه وفق الأوضاع السياسية المستجدة، ويؤيد ذلك ما رصده الباحثان محمد أبو رمان وحسن هنية من أن بروز ما يسمّى ب «أنصار الشريعة» في أكثر من دولة عربية عقب الثورات ومنها مصر وتونس وليبيا، هو في الواقع طور جديد من أطوار السلفية الجهادية ورهاناتها الاستراتيجية. ان مغازلة هذه التيارات بخطابات مؤيدة او مناصرة او حتى مجاملة سوف يكون له اثر كبير على القاعدة المستهدفة خلال الفترة القادمة من شبابنا، لذلك لابد من الوقوف بحزم ووضوح وهو ما قام به بعض المشائخ من خلال موقفهم من الازمة في مالي وتوضيح الصورة التي يحاول البعض رسمها على انها استهداف للاسلام دون النظر في ارهاصات تلك الازمة التي شكلتها اجنحة القاعدة في المغرب العربي. اننا امام طور جديد ومخيف من اجيال القاعدة يتغلغل عبر مفردات الربيع العربي والفوضى الخلاقة في المنطقة يغذية خطابات مؤيدة ومدافعة ومناصرة بشكل لم نعتده منذ الحادي عشر من سبتمبر.