الاثنين 25 فبراير 2013 08:58 مساءً ((عدن الغد)) عرض جمال حيدرة أهدى القيادي الجنوبي البارز والكاتب القدير صالح شائف حسين كتابه الجديد الموسوم ب(حراك الجنوب ..قضية وطن ومستقبل شعب) أهداه إلى شباب الحراك الجنوبي السلمي المرابطين في كل ساحات النضال وميادين الحرية، تثمينا لدور الشباب في ثورة الجنوب السلمية وتضحياتهم الجسام في سبيل الانتصار لقضيتهم العادلة وهم الذين خطوا ويخطون بدمائهم الطاهرة الزكية مستقبلا مشرقا لوطنهم المكلوم وشعبهم المقهور).. وقال الكاتب في أول صفحات كتابه تحت كلمة إهداء (إلى أولئك الذين يندفعون وببراءة الأطفال وطهارة الأنبياء وبوعي نضالي نقي غير مشوه، وبحماس غير هياب للمخاطر وبغيرة وطنية حقيقية إلى الساحات والميادين بحثا عن الكرامة وعشقا للحرية وأملا بالتغيير الحقيقي الذي يفتح لهم أبواب الأمل المبشرة بالمستقبل الجميل الذين يحلمون به ويدفعون الضريبة الواجبة بسخاء من اجله وبتجرد ونبل عظيمين وبعيدا عن هوس البحث عن الأضواء والزعامة ونجومية الكراسي والألقاب (الرسمية) المنتظرة..والى كل من يشاركهم ذات الموقف.. إلى –الشباب- فتيان وفتيات الحراك الشعبي السلمي الجنوبي الذين يتصدرون مشهد الفعل الحقيقي للثورة الشعبية السلمية الجنوبية ولا يتنافسون على صعود منصات الخطابة او الوقوف أمام عدسات التصوير..إليهم والى كل شباب الربيع العربي من المحيط إلى الخليج اهدي الصفحات التالية من هذا الكتاب ..فالمستقبل بالشباب وللشباب كل المستقبل). الكتاب الذي يعد إضافة للمكتبة العربية ومرجعا تاريخيا أمينا لكل من يبحث عن حقيقة ما جرى ويجري لشعب الجنوب منذ عام 1994م (يحتوي على رؤية تحليلية نقدية وتوثيقية تتمحور حول تجربة سياسية ونضالية استثنائية في المنطقة العربية، لما لها من خصوصيات وتعقيدات متنوعة وعلى درجة كبيرة من التداخل والتشابك – السياسي والوطني والتاريخي- وبما تميزت به من طابع سلمي وشعبي ثوري واسع النطاق, وبمحتوى الأهداف التي انطلقت من أجل تحقيقها وقدمت ومازالت تقدم التضحيات الكبيرة والمتنوعة وعلى نحو شبه يومي في سبيلها, وبالأسباب والدوافع الوطنية والتاريخية التي حركتها وكانت خلفها, ولتفردها كذلك في نفس الوقت من بين جميع ثورات الربيع العربي والتي كانت أول من دشن هذا الربيع الثوري – التاريخي وقبل حصوله بأربع سنوات تقريباً والمتمثل بجعل الهدف الأول لها هو استعادة الدولة وليس- الإصلاح وإسقاط النظام- كما في بقية البلدان العربية وهنا يكمن جوهر هذا التفرد ) كما ان الكتاب يجيب على عدد من التساؤلات التي ربما تشغل اهتمام الكثيرين عن سر هذا الرفض الشعبي الجنوبي المطلق للوحدة او حتى التعايش مع الإخوة في الشمال، من خلال استعراض رشيق وعقلاني غير منفعل للأسباب التي أجهضت مشروع الوحدة اليمنية بين جمهورية اليمن الديمقراطية والجمهورية العربية اليمنية. ويتضمن الكتاب أربعة أقسام عنون أولها به(الحراك الجنوبي السلمي الشعبي) واستعرض من خلاله مسيرة الحراك الجنوبي السلمي التي انطلقت في العام 2007م وما سبقها من حركات وكيانات رافضة للوضع الذي فرضه كما يذكر الكاتب (الاحتلال الوحدوي ) على الجنوب مؤرخا لكل الفعاليات السلمية التي تصدى لها نظام صنعاء بالرصاص والقمع، مذكرا بأوائل شهداء الحراك الجنوبي السلمي، كما تضمن هذا القسم مجموعة من المقترحات او كما اسماها الكاتب به(خطوات وملاحظات إجرائية وإيضاحية لما ينبغي ان يتم الاتفاق عليه وأخذه بعين الاعتبار عند مباشرة الحوار الجنوبي) وهي بمثابة خارطة طريق تهدي شعب الجنوب إلى الوفاق والاتفاق حول إلية واحدة تعبر بهم جميعا إلى وطنهم الجنوبي. وتطرق الكاتب في القسم الثاني إلى أخطاء الماضي وسلبياته بصفتها عيوب لابد من التعافي منها -كما قال- بالوحدة والتماسك ومحاصرة وتقويم عوامل الفرقة والتشرذم، وهذا التعريض حسب الكاتب من باب الحرص الشديد على نجاح المسيرة النضالية اللاحقة للحراك الشعبي الجنوبي وهي خطيرة ومفصلية، ويشدد الكاتب على أهمية الحفاظ على ما تحقق للحراك الجنوبي السلمي ازكما قال ( ما ينبغي قوله هنا وبوضوح كامل من ان الطريق مازال صعبا وشائكا ومعقدا إلى درجة تثير القلق والخوف معا، وبان النجاحات التي حققها الخرق الشعبي السلمي الجنوبي وعلى أكثر من صعيد مازال بحاجة إلى المزيد من العمل والنجاحات النوعية الجديدة-شكلا ومضمونا) وافرد الكاتب في القسم الثالث مساحة بحجم صحيفة الأيام لمسيرة هذه الصحيفة ودورها التنويري والثقافي والإعلامي والنضالي وما تعرضت له الصحيفة من اعتداء سافر من قبل نظام صنعاء مذكرا القارئ بأهم كتاب صحيفة الأيام. كما أشار الكاتب في هذا القسم إلى دور الشعراء الجنوبيين في ثورة الجنوب السلمية بصفتهم مشعل من مشاعلها المتوهجة حماسة وثورية، وأصبح الشعر الشعبي كما ذكر الكاتب (أصبح أكثر انتشارا وتأثيرا بعد ان اخذ من الغناء شكلا ووسيلة للوصول إلى جماهير الحراك والى أبناء الجنوب)، كما تطرق في هذا الفصل إلى دور المرأة الجنوبية ودور رجال الدين الجنوبيين الإجلاء.. وحاز القسم الرابع على ما يقارب ثلثي الكتاب وفيه توثيقا كاملا لكل المؤتمرات واللقاءات الجنوبية ومخرجاتها وكافة البرامج والرؤى السياسية المقدمة من قبل بعض المكونات والتيارات السياسية إلى جانب البيانات والرسائل الصادرة عن الفعاليات والمهرجانات والقيادات، وبدأ هذا القسم ببيان 7/7/2007م خور مكسر –ساحة الحرية عدن والصادر عن مجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين العسكريين والمدين. واختتم الكاتب إصداره بأهم ما لحق بالجنوب على المستوى السياسي والاقتصادي او ما اسماه بالنتائج التدميرية الناجمة عن حرب صيف 1994م.. وضمن الكاتب غلاف كتابه رسالة هامة للجميع قال فيها(ان الواجب يقضتي المراجعة والتقييم والتصدي وبحزم لمن تستهويهم الشعارات وبما تستدعيه من أفكار سطحية وانفعالية وضارة، وعلى حساب المبادئ والأهداف النبيلة لشعبنا في الجنوب منعا للانزلاق نحو التطرف والفوضى مهما كانت مواقعهم او صديقتهم ودرجة إخلاصهم وحمامهم الوطني، إما السكوت عن ذلك وأيا كانت أسبابه فسيدفع الجميع ثمن هذا السكوت ..وفي ذات السياق لابد من وضع حد للخلط الغريب ما بين المفاهيم والمصطلحات وبين الشعارات والأهداف ..وكمثال: "التحرير والاستقلال وفك الارتباط واستعادة الدولة".. فعملية استعادة الدولة تتضمن بالضرورة والمنطق استعادة للاستقلال الوطني الكامل-السيادة والكيان-وبالحدود الدولية المعترف بها في 30 نوفمبر 1967م وحتى 22 مايو 1990م..أليس هذا هو الهدف الأكبر للشعب ؟؟ام ان في الأمور أمور من وراء هذا الخلط؟!!!.) ويعد هذا الإصدار هو الثالث للكاتب صالح شائف حسين حيث اصدر ديوان شعر(نغمات حزينة على أوتار العشق) وكتاب أخر حمل عنوان (العرب وأمريكا..قراءة بعيون التاريخ وشواهد الواقع) والكتابيين صادرين عن المركز العربي للصحافة والنشر (مجد)