لا يجوز أن تُضللنا حلاوة لسان الرجوبلا يُضللكم جبريل الرجوب الذي أصبح أمس عزيزا على وسائل الاعلام الاسرائيلية، ولا 'السجناء الفلسطينيون' الذين تحدث باسمهم. فأكثر هؤلاء 'السجناء' ارهابيون. وكثير منهم قتلة زرعوا الموت والثكل والدم في شوارعنا سنين طويلة. وتابع فريق منهم العمل بالارهاب من السجون ايضا. إن موت عرفات جرادات في السجن الاسرائيلي مأساة لعائلته واسرائيل ديمقراطية شجاعة بما يكفي لاستنفاد التحقيق في موته حتى النهاية، لكن لا يجوز ان يغطي أمر جرادات على الحقائق في شأن 'السجناء الفلسطينيين'، وهم أسطورة يرعاها الفلسطينيون منذ عشرين سنة مع تمجيد الارهاب. إن جبريل الرجوب الذي أُفرج عنه من سجن مؤبد بصفقة جبريل في 1985 تحدث في حلاوة لسان الى الجمهور الاسرائيلي وتحفظ من عبارة 'انتفاضة ثالثة' ووعد بألا يُقتل اسرائيليون وأغرى فريقا منا باستراتيجية النضال الفلسطيني مع محاولته ان يُشاجر بيننا ودعوة 'قوى السلام' الى 'العمل على مواجهة اليمين في اسرائيل'. وقد أسمع الرجوب الجمهور الاسرائيلي مثل هذه 'النغمات المعتدلة' من قبل، ويوجد اسرائيليون يطيب لآذانهم هذا الكلام، لكن الرجوب الذي اشتغل في الماضي بالارهاب وأحبط الارهاب ايضا يُسمع 'نغمات' مختلفة تماما حينما يتحدث الى أبناء شعبه: قبل ثلاث سنوات فقط (أيار 2010) أوضح أنه 'يبني مدرسة ليقوي صمود شعبه القوي باعتبار ذلك نوعا من المقاومة، وحينما تدعو الحاجة الى رمي قنبلة يدوية أو اطلاق صاروخ سأفعل ذلك ايضا...'. وبعد ذلك بثلاثة اشهر (آب 2010) أفاد انه في مؤتمر فتح السادس 'أجزنا الكفاح بجميع اشكاله ومنه المقاومة والكفاح المسلح'. وفي أيار الاخير أوضح لمراسلي الرياضة العرب ان 'الاسرائيليين شياطين والصهاينة أبناء كلب'. وبعد أن منحت الاممالمتحدة السلطة الفلسطينية مكانة دولة مراقبة قال في التلفزيون الفلسطيني في ال 29 من شهر تشرين الثاني 2012: 'هؤلاء المستوطنون مكانهم مزبلة التاريخ... من يدخل منطقتنا يخرج على لوح خشب (أي في نعش)... لن نعيد السيف الى غمده الى ان تنشأ دولة. ان المقاومة هي اختيار فتح الاستراتيجي على اختلاف صورها...'. يرسم الرجوب ومسؤولون فلسطينيون كبار آخرون تصريحاتهم الاخيرة الخطوط الهيكلية للحدث المتوقع. وهم يعتمدون على الشقاق بيننا وعلى تأييد اليسار ل 'كفاح شعبي'. وليس من الممتنع ان يحاولوا في القريب الفحص عن نظرة الجمهور الاسرائيلي للمس بالمستوطنين عن فرض انه ما لم يتجاوز العنف الخط الاخضر فان الرأي العام في اسرائيل سيستوعبه. ولا يجوز الوقوع في هذا الشرك ولا تجوز الموافقة على ذلك. كان الفلسطينيون يستطيعون منذ زمن محادثتنا. ووجدوا ذريعة الآن كما وجدوا ذرائع اخرى في الماضي كي يُسخنوا الميدان ويحاولوا جعلنا نرجع عن الخطوط الحمراء القليلة التي بقيت عندنا الى الآن. وهذا امتحان يجب الصمود فيه ولا يجوز ان يُجدي العنف عليهم. نداف شرغاي اسرائيل اليوم 25/2/2013