مشهد من الفيلم * بن أفليك وتوني منديز مواضيع ذات صلة سيدني: يتحدث موظف وكالة المخابرات المركزية الأمريكية السابق توني منديز في فيلم "Argo"، وعلى لسان بن أفليك، عن دوره خلال أزمة الرهائن الأمريكيين في طهران عام 1979. عمل توني منديز لمدة 25 عاماً في تزوير الوثائق وتغيير الملامح الشخصية لعملاء وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. وربما تلهم عملية "أرغو" ومهنة منديز، كعميل سرّي في "السي آي إيه"، صنّاع السينما في هوليوود لإنجاز أكثر من شريطٍ فيلمي. ومنديز الذي إرتبط على مدى 25 عاماً بالمخابرات الأمريكية كان قد حصل على موافقة من وكالة المخابرات المركزية لإصدار ثلاثة كتب عن مهام عمله التجسسي، ومن بين هذه الكتب "أرغو"، الذي تحول إلى فيلم سينمائي يحمل ذات العنوان، ويضطلع بمهمة إخراجه وبطولته النجم المعروف بن أفليك. يسلّط فيلم "أرغو" الضوء على عملية إخراج ستة أمريكيين من إيران، والذين تمكنوا من الهرب من السفارة الأمريكية في طهران في عام 1979، عندما إقتحمتها مجموعة كبيرة من الإيرانيين، وإحتجزت فيها الرهائن لمدة 444 يوماً. قام منديز بالتخطيط لتلك العملية وتنفيذها على أرض الواقع، وضمّ أولئك الأمريكيين الستة إلى طاقم فريق العمل السينمائي الذي كان سيصوّر مشاهد لفيلمٍ من نوع الخيال العلمي بعنوان "أرغو". كان عمل منديز في منظمة التجسس الأكثر قوة في العالم، للوهلة الأولى يبدو مملاً، حسب قوله "كنت أعمل في تزوير الوثائق على إختلاف أنواعها: جوازات سفر، تراخيص السياقة، رسائل، هويات شخصية، وإجازات مختلفة... غير أنني لم أكن أفعل ذلك من خلال مكتبي، لأنه في أعوام الستينات والسبعينات ولكي تتمكن من إنجاز مهمة ما بصورة جيدة كان يتطلب منك الإطلاع وبشكلٍ مفصّل على كيفية إصدار هذه الوثائق". وهكذا يرى منديز نفسه في خضم أزمة الرهائن الأكثر شهرة على مرّ التأريخ، والتي ظهرت مع عودة الإمام الخميني، وهروب الشاه "كنا نعلم أن ليس هناك من خيارات أخرى، وأنها مسألة وقت فيما يتعلق بالعثورعلى الموظفين الستة الذين تمكنوا من الهروب من سفارتنا، واللجوء إلى السفارة الكندية، مما دفعنا للتفكير في القيام بشئ في أسرع وقت ممكن". وما قامت به وكالة المخابرات المركزية هو التفكير في إبتكار تصوير فيلم للتغطية على العملية، مستغلة علاقتها الجيدة مع هوليوود "كانت العلاقات بين الوكالة وهوليوود دائماً متينة جداً. إذ كانت تتعلّم منا، ونحن نتعلّم منها. لذلك لا يزالان صديقين حميمين حتى يومنا هذا. وفي ذلك الوقت كانت هوليوود تساعد الوكالة بطرقٍ شتى، بدءاً من مسألة المكياج، مما بدا أمر التعاون بيننا سهلاً للغاية، بالنسبة للعاملين فيها". أن فكرة ومواقع التصوير الوهمية في طهران لفيلم بعنوان "آرغو"، كانت واحدة من المشاريع الأكثر غرابة في تأريخ وكالة المخابرات المركزية، والتي إستعانت، بصورة خاصة، بإمكانيات جون تشامبرز ( ماكيير فيلم كوكب القرود)، يقول منديز "الفيلم لا يروي الوقائع طبقاً لما حدث، إلاّ أنه يقترب منها كثيراً. على سبيل المثال، لا ترد فيه البدائل الأخرى التي كانت لدينا، حيث تميّزت بخطورة أشد، والتي لا يمكنني الكشف عنها، أو أن الرهائن لم يكونوا في مبنىً واحد في طهران، بل في مبنيين مختلفين. لكن، ما هو صحيح أن بن أفليك ( يجسّد دور منديز في الفيلم) أكثر طولاً مني، وأنا أكثر وسامة". منديز، الذي إبتعد عن صخب العالم المحيط به برفقة زوجته جونا منديز، الموظفة السابقة، هي الأخرى، في وكالة المخابرات المركزية على مدى 25 عاماً، راضٍ عن عمل بن أفليك، وإن كان سيختار تومي لي جونز، لولا السن المتقارب بين أفليك وبينه في ذلك الحين. وأما النجم بن أفليك (1972، بيركلي، كاليفورنيا) فقد حصل في عام 1998 على جائزة أوسكار حيث تقاسمها مع الممثل مات دامون عن فئة أفضل سيناريو، عن فيلم "غود ويل هانتنغ"، ليكشف عن إمكاناتٍ إبداعية خارج إطار التمثيل. وبعد مرور أكثر من 15 عاماً، وإنجاز ثلاثة أفلام في مجال الإخراج، "غون بيبي غون"، و"ذا تاون"، وأخيراً وليس أخراً "أرغو"، أصبح أفليك أحد أبرز المخرجين من بين فناني جيله.