في غضون ذلك دعت الولاياتالمتحدة الدول المجاورة لسوريا الى مراقبة مجالها الجوي بعد تكرار الاتهامات لدمشق ، لا سيما من قبل انقرة ، باستخدام الطيران المدني في نقل معدات عسكرية. دبلوماسيا ، وصل الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي الى القاهرة بعد جولة شملت السعودية وتركيا وايران والعراق وتركزت حول الملف السوري. وتعرضت قرى وبلدات في محيط معرة النعمان في محافظة إدلب ( شمال غرب ) لقصف بالطيران الحربي هو الاعنف منذ سيطرة المقاتلين المعارضين على المدينة الثلاثاء الماضي، بحسب ما افاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس في اتصال هاتفي. واشار المرصد الى ان الغارات تواجه "بنيران مضاد طيران للكتائب الثائرة". وقال عبد الرحمن ان الجيش النظامي "يحاول حشد قواته لاستعادة معرة النعمان لكنه يواجه مشكلة في ايصال الامدادات الغذائية لعناصره الموجودين في المنطقة". وكان المقاتلون المعارضون تمكنوا بنتيجة السيطرة على المدينة وعلى جزء من الطريق السريع بين دمشق وحلب قرب معرة النعمان ، من اعاقة امدادات القوات النظامية. كما دارت اشتباكات في محيط نقاط عسكرية على مقربة من معرة النعمان ، ابرزها وادي الضيف ، المعسكر الاكبر للقوات النظامية في المنطقة والذي حاول المقاتلون مؤخرا اقتحامه ، ومعسكر الحامدية جنوبالمدينة الذي قصف "بصواريخ محلية الصنع" وحاجز الغربال ( جنوب ) حيث قتل اربعة جنود نظاميين، بحسب المرصد. تزامنا ، استمرت اعمال العنف في مناطق سورية عدة. ففي حلب التي تشهد معارك يومية منذ ثلاثة اشهر، دارت اشتباكات صباحا في حيي الحمدانية والميدان (وسط ) ، بحسب المرصد. من جهته افاد مصدر عسكري مراسل فرانس برس عن اندلاع اشتباكات ليلية بعد قيام المقاتلين المعارضين بمحاولات تسلل على محاور عدة ، لا سيما في ساحة عبد الله الجابري وباب الجنين في المدينة القديمة ( وسط ) ، مشيرا الى ان القوات النظامية "تمكن من صدهم". وفي دمشق ، تعرض حي جوبر ( غرب ) للقصف من القوات النظامية ، بحسب المرصد الذي افاد عن اشتباكات في عين ترما وزملكا بريف العاصمة ، حيث تتعرض مدينة الزبداني للقصف من القوات النظامية "التي تحاول السيطرة على المدينة". وفي مدينة حمص ( وسط ) التي يعتبرها المقاتلون المعارضون "عاصمة الثورة" ، تدور اشتباكات في محيط حي الخالدية الخاضع لسيطرتهم والذي يتعرض للقصف. وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية ( سانا ) "قضت وحدة من قواتنا المسلحة الباسلة على مجموعة ارهابية مسلحة قرب حديقة بيت علو بحي الخالدية بمدينة حمص ودمرت قاعدة اطلاق قذائف صاروخية ورشاش دوشكا" ، اضافة الى قتل "عدد من القناصين في حي جورة الشياح بين جامع الفتح والمشفى الوطني". وتحاول القوات النظامية اقتحام الخالدية وعدد من الاحياء المحيطة التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون لا سيما في وسط حمص. وادت اعمال العنف الثلاثاء الى مقتل 16 شخصا ، بحسب المرصد الذي احصى سقوط اكثر من 33 الف شخص في النزاع المستمر منذ 20 شهرا. في القاهرة ، ينتظر ان يلتقي الابراهيمي الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي . وكان الموفد المشترك دعا الى وقف لاطلاق النار في سوريا لمناسبة عيد الاضحى الذي يصادف نهاية الاسبوع المقبل .. ولم تصدر بعد اي ردود على هذه الدعوة. في واشنطن ، شجعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولان "كل جيران سوريا على توخي الحيطة في استخدام مجالهم الجوي خصوصا ان لدينا حاليا حالة ملموسة". ويلمح تصريح نولان الى الطائرة السورية القادمة من موسكو التي ارغمتها انقرة على الهبوط على ارضها الاسبوع الماضي. وكرر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاثنين انها كانت تنقل "عتادا حربيا". وقالت موسكو ان الطائرة كانت تحمل معدات رادار "شرعية" ، في حين نفت دمشق نقلها عتادا مخصصا لوزارة الدفاع السورية. وادى هذا الخلاف الى اغلاق متبادل للمجال الجوي في تركياوسوريا امام الطيران المدني لكل منهما. وغداة اعلان تركيا ان عدد اللاجئين السوريين المسجلين لديها تجاوز 100 الف شخص ، اعلن وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي الثلاثاء في تصريح لصحيفة "راينيتشي بوست" الاقليمية ان المانيا "على استعداد مبدئيا" لاستضافة عدد من هؤلاء ، لكن في اطار خطة توضع بالتنسيق مع الاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي والمنظمات المعنية. وتتوقع المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ان يصل عدد اللاجئين السوريين في دول الجوار الى 700 الف مع نهاية السنة الجارية ، بينما هجر نحو مليون سوري داخل بلادهم هربا من اعمال العنف.