الدوحة ا ف ب: وقعت فصائل المعارضة السورية المجتمعة في الدوحة الاحد، وسط ضغوط دولية وعربية، بالاحرف الاولى اتفاقا لانشاء 'الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية'، لتشكيل تحالف واسع يوحد جهودها في محاربة نظام الرئيس بشار الاسد. في الاثناء استمرت المعارك محتدمة بين المعارضة المسلحة وقوات النظام من اجل السيطرة على مدن استراتيجية خصوصا قرب الحدود التركية واغار سلاح الجو السوري على مدينة البوكمال الحدودية قرب العراق في حين سجل للمرة الاولى منذ نهاية حرب 1973 اطلاق طلقات تحذيرية اسرائيلية على الجانب السوري. وقال المعارض البارز رياض سيف الذي كان صاحب المبادرة التي تم على اساسها التوصل الى الاتفاق، 'وقعنا بالاحرف الاولى على اتفاق تاسيس الائتلاف الوطني في وثيقة من 12 بندا'، الامر الذي اكده ايضا معارضون بارزون مثل المراقب العام السابق لجماعة الاخوان المسلمين في سورية علي صدرالدين البيانوني وهيثم المالح. واعتبر رئيس الوزراء السوري السابق المنشق رياض حجاب في تصريح لوكالة فرانس برس ان الاتفاق يعد 'خطوة متقدمة باتجاه اسقاط النظام'. والاتفاق على تشكيل الائتلاف تم على اساس مبادرة سيف الدعومة من واشنطن وعدة دول، وسينتج عنه هيئة قيادية تنفيذية للمعارضة وحكومة مؤقتة فضلا عن توحيد المجالس العسكرية في الداخل تحت لواء الائتلاف. وقال البيانوني والمالح ان توقيعا احتفاليا رسميا على الاتفاق سيتم مساء الاحد في الدوحة بحضور شخصيات عربية ودولية، كما سيتم انتخاب رئيس ونائب رئيس للائتلاف الجديد قبل التوقيع الاحتفالي. وكان مندوبو المعارضة عقدوا الاحد في الدوحة جلسة محادثات غداة مفاوضات ماراتونية استمرت حتى فجر الاحد واثمرت التوصل الى اتفاق مبدئي حول تشكيل الائتلاف. وقال احمد رمضان، القيادي في المجلس الوطني السوري، لوكالة فرانس برس في وقت سابق الاحد، ان ابرز نقاط الاتفاق 'العمل على اسقاط النظام وعدم الدخول في اي حوار معه'، مؤكدا انه 'سيعمل على توحيد المجالس العسكرية' التي تقاتل ضد القوات النظامية. وتأتي موافقة المجلس بعد ضغوط غربية وعربية على هذا التشكيل الذي كان متخوفا من تهميش دوره في حال تأليف اطار معارض جديد. وكان القيادي في المجلس سمير نشار قال لفرانس برس مساء السبت ان 'ضغوطا دولية هائلة' مورست على المجلس. كما عقدت لقاءات جانبية في اليوم نفسه بين المعارضين ووزيري الخارجية القطري والاماراتي وممثلين للولايات المتحدة وتركيا. وتعرض المجلس لانتقادات امريكية اعتربت انه لم يعد يمثل كل المعارضة السورية. وعقد المجلس الوطني في الدوحة بدءا من الاحد الماضي، اجتماعا لتوسيع هيئاته. كما انتخب الجمعة عضو مكتبه التنفيذي جورج صبرة رئيسا له. نص الاتفاق ونشر المجلس نص الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بينه وبين مكونات أخرى من المعارضة السورية، على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك'، الذي قال إنه يصبح ساري المفعول بعد تصديقه من الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري. وتنص بنود مسودة الاتفاق التي جرى توقيعها بالأحرف الأولى امس في الدوحة على أن 'المجلس الوطني السوري وباقي أطراف المعارضة الحاضرة في هذا الاجتماع اتفقت على إنشاء الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية تكون عضويته مفتوحة لكافة أطياف المعارضة السورية ثمرة للدعوة الموجهة من دولة قطر بالتنسيق مع الجامعة العربية. ويوضح النظام الأساسي للائتلاف نسبة تمثيل كل طرف'. وفي البند الثاني من الاتفاق 'يتفق الأطراف على إسقاط النظام بكل رموزه وأركانه، وتفكيك أجهزة الأمنية بمحاسبة من تورط في جرائم ضد السوريين' وفي الثالث 'يلتزم الائتلاف بعدم الدخول بأي حوار أو مفاوضات مع النظام'. رابعاً 'يكون للائتلاف نظام أساسي يجري التوقيع عليه بعد مناقشته واعتماده أصولاً'، وخامساً 'يقوم الائتلاف بدعم القيادة المشتركة للمجالس العسكرية الثورية'، وسادساً 'يقوم الائتلاف بإنشاء اللجنة القانونية الوطنية السورية، وتصدر اللوائح المنظمة لعملها بقرار خاص'. وسابعاً 'يقوم الائتلاف بإنشاء اللجان الفنية والمتخصصة اللازمة لعمله، ويصدر بقرار خاص تحديد هذه اللجان وعددها وآليات تشكيلها وعملها'، وثامناً 'يقوم الائتلاف بعد حصوله على الاعتراف الدولي بتشكيل حكومة مؤقتة'. وتاسعاً 'ينتهي الائتلاف والحكومة المؤقتة ويتم حلهما بقرار يصدر عن الائتلاف بعد انعقاد المؤتمر الوطني العام وتشكيل الحكومية الانتقالية'، وعاشراً 'لا يعد هذا الاتفاق سارياً إلاّ بعد المصادقة عليه من الجهات المرجعية لأطرافه أصولاً'. ويضيف النص أن اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا تتولّى إيداع هذا الاتفاق لدى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بمجرد التوقيع عليه. وقال المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سورية علي صدر الدين البيانوني، في مؤتمر صحافي في الدوحة إن جميع قوى المعارضة السورية اتفقت في الدوحة على تشكيل 'الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة'. وأضاف البيانوني عقب اجتماعات مطوّلة وشائكة عقدتها قوى المعارضة بفندق شيراتون الدوحة، أن 'الجميع وبدون استثناء' وقعوا بالأحرف الأولى على اتفاق 'الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة'. وأضاف أن التوقيع الرسمي على هذا الاتفاق سيتم مساء اليوم في 'احتفالية رسمية' يتم فيها أيضاً انتخاب رئيس هذا الائتلاف ونائب الرئيس والأمين العام 'بحضور شخصيات عربية ودولية'. وجاء الاتفاق على تشكيل الائتلاف بناء على مبادرة تقدم بها المعارض رياض سيف بدعم من الولاياتالمتحدةوقطر وبريطانيا ودول أخرى. وتنص مبادرة سيف على إقامة هيئة سياسية موحدة من ستين عضوا يمثلون المجلس الوطني وما يعرف ب'الحراك الثوري' في الداخل وباقي فصائل المعارضة، إضافة إلى المجموعات المسلحة المعارضة وعلماء دين ومكونات أخرى من المعارضة السورية. ويفترض أن تشكل هذه الهيئة حكومة مؤقتة من عشرة أعضاء، ومجلساً عسكرياً أعلى للإشراف على المجموعات العسكرية وجهازاً قضائياً.