الدوحة قنا أكد سعادة السيد منير غنام سفير دولة فلسطين في قطر أن القمة العربية المقبلة التي ستعقد في الدوحة أواخر الشهر الجاري ستتيح فرصة كبيرة لدراسة موضوعات على قدر كبير من الأهمية في جو من الحرية ووضوح الرؤية، الأمر الذي سيؤدي في النهاية إلى الخروج بقرارات تتناسب مع التحديات الكبيرة التي تواجه الدول العربية خاصة دول الربيع العربي، بالإضافة إلى دعم القضية المركزية وهي القضية الفلسطينية. وقال سعادة السفير في تصريحات صحفية، إن انعقاد هذه القمة في دولة قطر له أهمية خاصة، فنحن نعرف أن الوضع على الساحة الإقليمية الآن متحرك جدا وفيه الكثير من الخضات والأمور التي تجعل الأوضاع في حالة من الضبابية، لذا فإن استضافة دولة قطر لهذه القمة تتيح المجال لدراسة كافة الموضوعات بقدر عال من الحرية ووضوح الرؤية مما يتيح القدرة على معالجتها بشكل جيد بعيدا عن كثير من الضغوط التي يمكن أن تشكل نوعا من المعيق لها. وأكد سعادته أن ما يساعد على إنجاح تلك القمة بشكل أكبر هو أن دولة قطر أصبحت بالفعل عاملا وفاعلا مهما جدا على الساحتين الإقليمية والدولية، لما لها من مصداقية لدى معظم الأطراف في مختلف دول العالم، وهو ما يعطي للقمة بعدا آخر. وحول الموضوع الفلسطيني الذي يعتبر بندا رئيسيا على جدول أعمال القمة.. قال سعادته إن الوضع الفلسطيني يشهد انعطافة ذات أهمية كبيرة في مسار العمل الوطني الفلسطيني على طريق تحقيق الأهداف الفلسطينية في الاستقلال وإقامة الدولة وعاصمتها القدس الشريف في إطار حل الدولتين، وهو الحل الذي تسعى إسرائيل إلى إفشاله من خلال استمرارها في فرض أمر واقع على الأرض ببناء المستوطنات والتنكر لمرجعيات عملية السلام التي تستند إلى قرارات الشرعية الدولية والتي لخصتها مبادرة السلام العربية التي تعتبر الصيغة الأفضل المطروحة على الطاولة لإمكانية التوصل إلى حل إذا أبدى الجانب الإسرائيلي صدقا في نواياه ورغبة فعلية في الوصول إلى حل، وهو ما لم يظهر حتى الآن في سياسات حكومة نتنياهو. وأوضح غنام أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإعطاء فلسطين صفة دولة مراقب شكل شهادة ميلاد دولية لدولة فلسطين وهو عنصر كان غائبا عن العملية السياسية قبل ذلك وأثبتت أرضية قوية تجعلنا قادرين على إعادة التفاوض بجدية على أسس واضحة إن رغب الطرف الإسرائيلي في ذلك. وحول شبكة الأمان المالية العربية وإلى أين وصل الأمر.. قال سعادة السيد منير غنام سفير دولة فلسطين في قطر إن هذه نقطة حساسة جدا وهي أحد الملفات الساخنة التي ستكون مطروحة على القمة من حيث كيفية دعم دولة فلسطين من أجل أن تتمكن من الصمود والانتقال إلى تنفيذ برنامج فلسطيني عربي جديد لمواجهة الموقف الإسرائيلي المتزمت والرافض لأية مفاوضات تنطلق على أساس الشرعية الدولية. وأكد أن الرئيس محمود عباس عندما أقدم على خطوة الأممالمتحدة أخذ في الاعتبار المصلحة الفلسطينية للخروج من المأزق الذي تعيشه عملية التفاوض مع الإسرائيليين، رغم قيام إسرائيل بحجز أموال الضرائب وهو ما شكل مأزقا حقيقيا للسلطة الفلسطينية بعد أن عجزت عن دفع رواتب الموظفين وتكاليف قطاعات الخدمات المقدمة للشعب الفلسطيني. وأعرب عن يقينه بأن القادة العرب سيأخذون الخطوات السليمة بتنفيذ هذه الالتزامات وتأمين شبكة الأمان المالية لكي تتقدم في تنفيذ برامجها من أجل التحقيق العملي لمضامين القرار الدولي الذي حصلت عليه فلسطين في الأممالمتحدة. وحول الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى المنطقة ومن بينها رام الله.. قال إنه يجب على العالم والولايات المتحدة أن تضطلع على حقيقة ما يجري على الأرض الفلسطينية ونأمل أن يستوعب خلال الزيارة الحقائق بشكل أكبر وأن يكتشف مدى جدية الجانب الفلسطيني في السعي نحو تحقيق سلام عادل على أساس الشرعية الدولية، معتبرا أن الزيارة تشكل تحولا إيجابيا في السياسة الأمريكية باتجاه أن تكون واشنطن وسيطا نزيها في عملية التفاوض في المستقبل. وفيما يتعلق بعملية المصالحة الفلسطينية.. قال إنه أمكن خلال الآونة الأخيرة اتخاذ عدد من الاجراءات في اطار اتفاقيات المصالحة التى تم توقيعها والتى تعتبر خطوات عملية وجيدة بين حماس وفتح سواء في القاهرةوالدوحة والتي أعطت إمكانية جيدة لإنهاء هذا الخلاف، حيث إن اللجنة المستقلة للانتخابات في فلسطين بدأت عملها بالفعل في غزة والضفة بتسجيل قوائم الناخبين وتسير بشكل جيد وهذا مؤشر إيجابي جدا على أن قطار المصالحة انطلق بشكل فعلي لأن هذا يمهد لتحديد الفترة الزمنية للانتقال إلى مرحلة الانتخابات. وحول تقييمه للعلاقات القطريةالفلسطينية.. وجه غنام التحية لدولة قطر وحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد "حفظهما الله" وشعب قطر على كل ما يقدمونه للقضية الفلسطينية من دعم مخلص من باب الالتزام الذاتي باعتبار أن القضية الفلسطينية من الهموم التي تحرص القيادة القطرية على معالجتها بشكل دائم ودون كلل. واختتم سعادة السفير حواره قائلا "إن سمو الأمير المفدى انتهج نهجا نبيلا في دعم كافة القضايا العربية وليس القضية الفلسطينية وحدها، خاصة في موضوع رأب الصدع بين الفرقاء، وحققت دولة قطر في ظل قيادة سموه نجاحات باهرة تسجل لها بمداد من نور".