إطلاق القناة العبرية هل هي حقا إشاعة مغرضة ؟ بكلمات قليلة في اسطر محدودة وبلا مبالاة متناهية تطرق الكثيرون لخبر إطلاق قناة عبرية بالمغرب الذي وصف بعد فترة زمنية قصيرة على كونه يدخل في 'صنف الإشاعات' (وما أكثرها) لا اقل ولا أكثر والتأكيد جاء رسميا من لدن وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة السيد مصطفى الخلفي الذي فند الخبر ونفاه جملة وتفصيلا. يقولون 'لا دخان من دون نار' هذا ما ينطبق تماما على حالتنا هذه وكل الدلائل تشير إلى أن اليومية المغربية التي أطلقت على موقعها الالكتروني سؤالا 'لجس النبض' حول رأي المواطن المغربي بخصوص الموضوع لم تأت من فراغ بل جاءت بعد انتشار أخبار تفيد بضم برنامج ناطق باللغة العبرية إلى الشبكة الجديدة لبرامج التلفزيون المغربي وهو ما يفتح الباب على مصراعيه أمام الكثير من التأويلات فإذا كان المبرر (والذي أجده واهيا تماما) المقدم من طرف الوزارة الوصية مرتبط بوجود نسبة من اليهود المغاربة (والتي لا تتعدى بالمناسبة خمسة الآلاف) والذين لا يحق لآي كان التشكيك في انتماءهم وباعتبارهم مكونا من مكونات المجتمع المغربي فان السؤال المطروح ألا يتحدث جل هؤلاء باللغة العربية بل وباللهجة المغربية وحتى باللغة الامازيغية؟ فما الداعي إذن للمضي في هذا الطريق التي ستتبعها خطوات أخرى لا نعلم إلى أين ستقودنا في المستقبل؟ ثم أليس من الأجدى استحضار شبح مخيف يخيم منذ أمد طويل على الحقل الإعلامي المغربي والمتمثل في 'هاجس التطبيع' بكل 'نجاسته' وقطعا ستكون هذه الخطوة بمثابة 'فرصة العمر المنتظرة' للتغلغل داخل الجسم الإعلامي في وقت نحن فيه أحوج ما نكون لرص الصفوف ومقاومة أصحاب هذا 'الخطاب' الذي ينعت في الغالب 'بالمحتضر' وما هي أوجه التحضر فيه؟ (الله اعلم) ومن النقط المثيرة للجدل (آو من المفروض أن تكون كذلك) تلك النسبة 'الغريبة العجيبة' المتحصل عليها في استطلاع الرأي السالف ذكره وما حملته من أرقام تستوجب التدقيق والتمحيص (طبعا نحن لا نشكك في مصداقية الموقع وأصحابه) ولكن أن يصوت 22 بالمائة من المشاركين بنعم ويكتفي آخرون بنسبة تعادل الثلاثة بالمائة بالحياد فان الأمر يحمل مؤشرات لا تبعث على الطمأنينة البتة وتطرح علامات استفهام كبرى حول 'سرب الأفكار الدخيلة' على المجتمع المغربي والمسيطرة على عقول شبابه بالذات بدعوى 'الانفتاح على الأخر' (وأي أخر هذا؟) ،صحيح نسبة الرفض وصلت إلى 75 بالمائة وهي في المجمل ربما حصيلة تبعث على الارتياح (ظاهريا فقط) ولكن التمادي في طرح أفكار مشابهة وتحت 'عناوين براقة' وفي قادم الأيام وحتى السنوات لن يكون 'رحيما' بالمواطن أو المشاهد المغربي العادي وللتذكير فقط ففي نفس السياق قبل فترة ليست بالطويلة أقدمت القناة الثانية على بث فيلم وثائقي بعنوان 'تنغير القدس، أصداء الملاح' ويناقش في 'ظاهرة' هجرة اليهود المغاربة من 'إقليم تنغير' (جنوب المملكة) إلى ما يسمى حاليا 'إسرائيل' في قالب يتضمن الكثير من المغالطات ورسائل 'مخزية' بالجملة، إذن وكما يقال 'أول الغيث قطرة' وربما بات حتميا علينا جميعا أن نتصدى لمثل هذه 'المهاترات' التي تستهدف النيل من وطنية المغاربة وإخلاصهم الدائم للوقوف في خندق إخوانهم الفلسطينيين وفي 'التعاطي' مع 'جلادهم' بأي شكل من الأشكال إهانة لهم ولسنوات الكفاح المشترك معهم وهذا ما لن يقبل به آي مغربي تحت أي مسمى من المسميات.. 'عبده موتى' رمز مصر الأول حقا إنها مفارقة غريبة أن 'تتسلل' شخصية ما مهما بلغ جبروتها وسطوتها للاستحواذ على أحاديث المصريين في هذا الظرف الدقيق من تاريخ المحروسة تحديدا ،شخصيا وأنا أتمعن في مشاهدة الحدث المصري بعد الثورة العظيمة وما تلاها من تخبط ومحاولات للاستفراد بمقدرات البلاد وشؤونها أطلق العنان لخيالي فأتوصل بحلول 'غير منطقية' كل هذا بحثا عن 'المنقذ' آو من سيأتي الخلاص على يديه ليحمل 'الحبيبة مصر' إلى المكانة التي تستحقها، ولطالما تسرب اليأس إلي فلم أجد من حل غير تغيير المحطات المصرية والابتعاد عنها (ولو بشكل مؤقت لان الواقع الحالي مؤلم) وبالتالي أوكل الأمر إلى العلي القدير وهو سيكون ارحم الراحمين بها وبشعبها الطيب الشجاع، الذي يستحق 'حكاما' في مستوى تضحياته ويلبون حاجيته بكل مسؤولية ،ومع مسلسل 'يأسي الطويل' ذاك ومع آية إطلالة على ما يزفه الإعلام المصري لمتابعيه بكل وسائله المرئية والمقروءة وحتى المسموعة لا يمر خبر إلا ويحمل في طياته إشارة إلى شخصية تدعى 'عبده موتى' (الله؟ على قول إخواننا المصريين) 'مين الأخ ده؟' ربما هو هدية من السماء لتخليص هذا الشعب المغلوب على آمره من ويلات هؤلاء 'الانتهازيين' الكاتمين على نفسه (هم أيضا)، حتى الإعلامي المميز وائل الإبراشي في البرنامج الشهير 'العاشرة مساءا' (الذي حمل المشعل بعد مغادرة الإعلامية منى الشاذلي) يخصص جزءا يسيرا من إحدى حلقاته لاستضافة 'بطلنا القومي' هذا؟ ومن هنا بالضبط (آي في هذا البرنامج) طفح الكيل وتمخض الجبل فولد فارا مع كامل الأسف (الم اقل لكم أنني اسرح بخيالي بعيدا) لاكتشف أن 'صاحبنا' ليس إلا الممثل محمد رمضان الذي جسد شخصية بذلك الاسم في إحدى الأفلام ومن إنتاج من؟ المنتج احمد السبكي الشهير بأفلامه 'الهابطة ' مع صنف 'الراقصات' دائما، ففي موسم هذا العيد حقق الفيلم المذكور إيرادات قياسية جعلت منه حديث الشارع والإعلام المصريين مما أثار زوبعة من الردود حوله ،وهنا أتساءل :كيف لبرنامج متابع بذلك الشكل ولإعلامي معروف بتلك القيمة أن ينحدر لذلك المستوى السطحي بالترويج لهذه النوعية من الأفلام؟ والتي هي عبارة بالأساس عن 'خليط' من مشاهد جنسية ومعها حركات 'اكشن' بلا آي داع بالإضافة إلى طرح شخصيات مدمنة على المخدرات وتحترف الإجرام في أحياء عشوائية مع الكثير من الأغاني الراقصة (بثياب مثيرة كالعادة) وهذه هي 'وصفة النجاح السحري' التي أضحى المنتجون يتصارعون عليها في كل موسم جديد ،ويبقى السؤال هل وصل الحال بهوليود الشرق إلى هذا الحد المخجل وهي الرائدة في هذا المجال وتطورها ينعكس دائما بالإيجاب على كل الوطن العربي؟ هل بات المواطن المصري 'غاوي بلطجة' بحيث يقتطع من أجره الشهري 'الضئيل' نصيبا من المال كي يلج قاعة السينما ويشاهد هذا الكم المبالغ فيه من العنف والعري؟ (الأخيرة لا تعبر على فكر إخواني لدي) طبعا علينا إلقاء اللوم وتسليط الضوء على هذه النقطة تحديدا فالفيلم السالف الذكر تجاوزت إيراداته المليونين جنيه في ظرف يومين فقط وهو رقم قياسي في تاريخ السينما المصرية عموما مما استلزم تخصيص قاعات أخرى لمتابعته ،فكيف يشتكي المواطن من غلاء المعيشة وندرة فرص الشغل وهو يقبل 'بشراهة' على ارتياد دور السينما بهذا الشكل الهستيري؟ طبعا هذا لا يعني أنني أتبنى موقف المتشددين من الفن والذين بدأوا بالظهور على الساحة المصرية بشكل جلي وواضح ولكنني اقصد هذه النوعية التي تسيء للثقافة المصرية الأصيلة وللفن المصري العريق، فالواقع الحالي يستوجب الالتفات إلى البناء وتشييد كل ما من شانه أن يرتقي بالحياة الاجتماعية لدى المواطن العادي 'الغلبان' وليس بتشجيع أفلام لا هم لها سوى صنع شخصيات هدفها الهدم وتشييع ثقافة القتل والدم، والدليل الانتشار الواسع لكلمات بطل الفيلم وقصة شعره لدى شباب مدينة الإسكندرية هذه الأيام وهذا بتأكيد الكثيرين منهم، قطعا ليست هذه المحروسة التي حلمنا بها وهؤلاء لا يمتون بصلة لشبابها الواعي الأنيق المثقف الذي ابهر العالم بأسره بثورته المجيدة ..'قال عبده موتى ..قال .. كاتب من المغرب [email protected]