صدر، حديثاً، للمبدعة الإماراتية فاطمة المزروعي، عمل روائي جديد بعنوان «كمائن العتمة» عن دار الفارابي للنشر والتوزيع، في 133 صفحة. وتعد «كمائن العتمة» التجربة الروائية الثانية للمزروعي بعد روايتها «زاوية حادة». وتذهب فاطمة المزروعي في روايتها الجديدة «الى أعماق بطلتها، ولا يهمها أن تنجز وصفاً مجرداً لمعاناتها، بقدر ما تبدو مشغولة بالتفاصيل التي تفضي الى معنى الوجود تحت رحمة الخديعة التي يعيشها الأحياء، أو الى حقيقة العدم نفسه الذي يحيط ببطلتها، وتصبح الرواية مرآة متعددة لحوار الكائن مع قدره، وكشفاً للكمائن التي تترصدنا منذ أن نفتح أعيننا للمرة الأولى على الحياة»، حسب تقدمة عن الرواية تزين غلافها. ومن أجواء الرواية: «في الحقيقة لقد فكرت وأفكر الآن بأن الموت تركني حينما كان جسدي صغيرا وضعيفا جداً، وأتاني في الوقت الذي بدأ فيه جسدي ينبض برغبة عارمة في الحياة، ومن المؤسف حقاً أن الموت كان بإمكانه أن ينجز مهمته في الوقت الذي لم يكن بإمكان جسدي الصغير أن يقاوم، إذا ما فكرت في الأمر من ناحية أخرى وجدت أن رغبة والدي في وجودي وحبهما لي كان (ربما) سبباً كافياً لبقائي على قيد الحياة، وهو ما بث في داخلي كل تلك الطاقة التي جعلتني أعيش من جديد، غير أن والديّ لو كانا يعلمان بأن وجودي مستقبلاً سوف يسبب لهما كل تلك المشكلات فإنهما ربما تركاني ألفظ أنفاسي في طفولتي من دون أي شعور بالأسف على موتي».