استحق دبا الفجيرة الفوز على الأهلي بثلاثية نظيفة في كأس اتصالات المحترفين عن جدارة، بعد أن أظهر رغبة كبيرة في النصر داخل المستطيل الأخضر وعمل من أجله طوال 90 دقيقة، بعكس لاعبي الأهلي الذين كانوا يلعبون وكأنه أداء واجب، وقد نلمس للبعض العذر لافتقادهم عامل الخبرة الميدانية، ولكن رغبة الفوز لا تحتاج إلى خبرة، بل إلى روح وإصرار وعزيمة في الملعب وهو ما لم يكن موجوداً عند لاعبي الأهلي في المباراة . أما بالنسبة لدبا الفجيرة الذي سيطر على معظم مجريات اللعب فقد حقق مراده بتحقيق فوز تاريخي هو الأول له منذ أن صعد إلى دوري المحترفين . المباراة جاءت متوسطة المستوى من الجانبين لعب فيها الأهلي بتشكيلة قوامها الصف الثاني ولم يشارك من الأساسيين سوى الحارس علي ربيع الذي تسبب في الهدف المبكر الذي منح الأفضلية والاستحواذ لفريق دبا الفجيرة بجانب اللاعب ماجد حسن وغاب عنه الرباعي الأجنبي، فيما أشرك دبا الفجيرة لاعبيه الأجانب الأربعة وكانت لهم بصمة واضحة في اللقاء خصوصاً البرازيلي لويس فرناندو صاحب الهدفين، إضافة إلى المدافع البرازيلي جونيور الذي كان سداً منيعاً أمام هجمات الأهلي في آخر ربع ساعة من الشوط الأول، ما رفع من معنويات زملائه اللاعبين ومنحهم الرغبة في الصمود وزيادة الغلة إلى ثلاثة أهداف كفوز تاريخي جاء في توقيت مناسب، من شأنه أن يرفع من معنويات المدينة بأكملها وليس اللاعبين والجهاز الفني والإدارة فحسب، وأن يكون هذا الفوز نقطة انطلاقة لدبا الفجيرة في المحترفين . بهذه النتيجة يحصد دبا الفجيرة أول ثلاث نقاط في المجموعة الثالثة ويحتل المركز الثالث خلف الشباب المتصدر بسبع نقاط، يليه عجمان بست نقاط، فيما يحتل الأهلي المركز الأخير بنقطة واحدة . وتحدث المصري طارق السيد مساعد مدرب فريق دبا الفجيرة في المؤتمر الصحفي وقال: في البداية أتوجه بالشكر إلى المدرب المواطن الدكتور عبدالله مسفر الذي غاب عن إدارة المباراة لظروف عائلية ومنحني الفرصة في تولي الإدارة الفنية داخل الملعب، أما بالنسبة للمباراة بالطبع فنحن سعداء للفوز وبالأداء، حيث ظهر الفريق بشكل جيد ومتماسكاً وكان هو الطرف الأفضل في معظم الأوقات من ناحية الاستحواذ والهجمات الخطرة . وتابع: صحيح أن الأهلي لديه غيابات خصوصاً من ناحية الأجانب، ونحن كذلك لدينا أكثر من 5 لاعبين أساسيين لم يشاركوا على رأسهم الحارس محمد الرويحي وعيسى علي ومحمد سالم وأحمد مراد، وعدم إشراكهم في المباراة هو شأن فني بحت، الهدف منه منح بعض اللاعبين فرصة اللعب لمعرفة مستواهم وحتى يعرف الفريق احتياجاته في فترة الانتقالات الشتوية في يناير/كانون الثاني المقبل، لذلك أعتقد أن الكفة متوازنة من ناحية الغيابات في الفريقين . وأضاف: فاجأنا الأهلي بهدف مبكر كان له تأثير إيجابي على لاعبينا من الناحية المعنوية ومنحهم الثقة واللعب من دون خوف والتحرك بحرية في الملعب إلى أن جاء الهدف الثاني الذي انتهى عليه الشوط الأول، وبالرغم من تقدمنا بهدفين إلا أن هناك أخطاء بسيطة حدثت سنعمل على معالجتها لاحقاً، وبين الشوطين تحدثنا مع اللاعبين وطالبناهم بالحفاظ على الفوز والاستمرار بنفس الروح والأداء، ومع بداية الشوط الثاني أحرزنا الهدف الثالث الذي قضى على آمال الأهلي وعلى المباراة . وذكر طارق السيد أن الفوز لا يعني أن دبا الفجيرة حقق كل شيء وأنه عالج مشاكله، وماتحقق فوز معنوي ودافع إلى الأمام وبإمكانه أن يحدث مجدداً بالعمل ومضاعفة الجهود من الجميع، خصوصاً في الفترة المقبلة التي يحتاج فيها الفريق إلى دعم كل من ينتمي إليه (جماهير وإدارة وأقطاب)، مشيراً إلى أن الفريق سيلعب مباراته المقبلة في دوري المحترفين أمام الوصل في ملعبه بالفجيرة، ولابد من استغلال هذا الأمر لمصلحته خاصة أنه ظل يلعب خارج قواعده من بداية الموسم . ووجه مساعد مدرب دبا الفجيرة صوت لوم وعتاب إلى النقاد والمحللين في الإعلام والقنوات الفضائية الذين يتحدثون دائماً عن هبوط فريق دبا الفجيرة، وعدم مقدرته على تحقيق الفوز وأن لاعبيه (أجانب ومواطنين) ضعاف المستوى وقال: بالطبع نحن نحترم كل الآراء ونقدرها ولكن على المحلل الذي ينتقد أن يتحدث عن الأخطاء الفنية التي ارتكبها الجهاز الفني أو اللاعبين في أرضية الملعب حتى نستفيد منها ونعالجها خلال عملنا، وإنما أن يطلق كلام عام أغلبه محبط يؤثر في معنويات اللاعبين هذا لا يجوز، وأتمنى أن يكون نقدهم موضوعياً وخاصاً بالجوانب الفنية . من جهته، أوضح الإسباني كيكي فلورنس مدرب الأهلي أن دبا الفجيرة فريق محترم وقدم مباراة جيدة المستوى استحق عليها الفوز وقال: فاجأنا دبا الفجيرة بهدف مبكر بعد مرور 3 دقائق من البداية ما أثر على معنويات اللاعبين وأحبطهم نوعاً ما، بالرغم من محاولاتهم العديدة إلا أن فريق دبا الفجيرة أدى بصورة جيدة وسيطر على مجريات اللعب بعد تقدمه في المباراة، كما أننا عانينا من الناحية الهجومية . وتابع: اللاعبون الذين شاركوا في المباراة قدموا ما عليهم وبذلوا جهداً حسب مقدراتهم، ولكن انخفض مستواهم في الشوط الثاني وهو شيء طبيعي بسبب عدم مشاركتهم في المباريات الرسمية . وعن إشراكه الصف الثاني في المباراة قال كيكي: هذا ليس صفاً ثانياً وإنما لاعبون متواجدون في قائمة الأهلي، أما بالنسبة لإشراكهم في المباراة لأنهم ببساطه هم اللاعبون الموجودون لدينا حالياً والبقية غائبة، إما بسبب الانضمام للمنتخبات الوطنية أو بداعي الإصابة، فالأجانب مثلاً إيمانا ويوسف محمد مع منتخبي بلديهما وغرافيتي غائب بداعي الإيقاف وخمينيز يعاني من إصابة والمواطنون الآخرون مع المنتخب، وكما قلت من لعب وشارك هو المتاح أمامنا . وحول تقييمه للاعبين الذين شاركوا في المباراة قال: بالطبع هناك لاعبون جيدون ولكن تنقصهم بعض الخبرات الميدانية الناجمة عن الاحتكاك وسنعمل على تطوير قدراتهم من خلال التدريبات، مشيراً إلى أنه منح بعض اللاعبين فرصة المشاركة لمعرفة مستواهم الفني الذي يمكنه من الاعتماد عليهم في المستقبل .