الحضور في المحاضرة التي قدمها الكاتب مهدي عبدالله - تصوير : عقيل الفردان الجفير - منصورة عبدالأمير ضمن الموسم الثقافي 59 لجمعية تاريخ وآثار البحرين، نظمت الجمعية مساء (الأربعاء) الماضي محاضرة عن كتاب «البحرين ترحب بكم Welcome to Bahrain»، الذي ألفه جيمس بلغريف ابن مستشار حكومة البحرين تشارلز بلجريف العام 1953، قدمها الكاتب والمترجم مهدي عبدالله. قبل بدء المحاضرة، تم تكريم ابنة جيمس حمد بلغريف سارة، التي عبّرت عن امتنانها وشكرها العميقين للقائمين على الفعالية، ولاحتفاء الجمعية والبحرين بوالدها، كما عبرت عن دهشتها للتطور الذي شهدته البحرين. بعدها ذكرت سارة نبذة عن حياة والدها وجدها، مشيرة إلى أنها عاشت في البحرين لسنوات عديدة، لكنها غادرتها بعد وفاة والدها العام 1979، مضيفة أن والدها تعرّف على والدتها أثناء عملهما في شركة «بابكو». ويأتي حضور سارة للفعالية في إطار زيارة قصيرة تقوم بها مع أسرتها للبحرين بدعوة خاصة. بعدها قام الدكتور عيسى أمين بإهداء كتاب «تشارلز بلغريف السيرة والمذكرات»، الذي ألفته الشيخة مي بنت إبراهيم آل خليفة، كما قام المحاضر مهدي عبدالله بإهدائها الترجمة العربية التي أعدها لكتاب والدها جيمس «ساحل القراصنة»، ليتم بعدها عرض فيلم قصير يوثق العلاقات التاريخية بين البحرين والمملكة المتحدة. تضمنت المحاضرة تعريفاً بالكتاب ومؤلفه وأهميته، وقرأ الكاتب موجزاً لبعض ما ترجمه من النسخة الصادرة 1957، ومن ثم بعضاً من ترجمته للنسخة الصادرة العام 1973. بداية، أشار عبدالله إلى أن الكتاب سياحي وإعلامي وتاريخي عن البحرين، وضع أساساً للزائرين الذين لا يتكلمون العربية لإعطائهم فكرة عامة عن تاريخ البحرين القديم والحديث، وبعضاً من الأمور التي وجدها المؤلف مفيدة للزائر، إلا أنه أضاف أن تلك المعلومات على الأخص المتعلقة بتاريخ البحرين مهمة للقارئ العربي أيضاً. وأفاد أن الطبعة الأولى من الكتاب صدرت العام 1953، واستمر صدوره في طبعات جديدة محدّثة كل عامين على مدى عشرين عاماً حتى صدرت آخر طبعة العام 1975. أما أول طبعة عربية للكتاب فصدرت العام 1973، وهي غير متوافرة بشكل كبير. مضيفاً أن مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة أعاد إصدار الطبعة الإنجليزية، ووزعها مجاناً ضمن ندوة أقيمت عن المستشار بلغريف قبل خمسة أعوام. وأفاد المحاضر أنه اعتمد في بحثه على 3 نسخ من الكتاب، وهي الطبعة العربية التي عثر عليها بعد جهود مضنية في مركز جدحفص الثقافي، وهي ترجمة للطبعة السابعة الإنجليزية، بالإضافة إلى الجزء الذي تم ترجمته حول مدن وقرى البحرين من النسخة الإنجليزية الصادرة العام 1957، والجزء الذي ترجمه هو نفسه من النسخة الإنجليزية الصادرة العام 1973. وقال إن أهمية الكتاب ترجع إلى ما تضمنه من معلومات توثيقية وصوراً توضيحية وإعلانات تجارية أصبحت جزءاً من تاريخ وتراث البحرين، إضافة إلى المعلومات التاريخية القيّمة. وأشار المحاضر إلى أنه ورد ذكر جيمس عدّة مرّات في كتاب والده الشهير الذي ترجمه، قارئ فقرة من الفقرات التي ورد فيها اسمه، وهي تلك التي تتحدث عن ولادته، جاء فيها «في اليوم الذي ولد فيه ابننا أرسل الشيخ لي شاحنة (لوري) محملة بستة أغنام (ماعز) سمينة، بالإضافة إلى سيف موضوع في غمد ذهبي مع خطاب يتضمن التهنئة بالمولود الجديد». وجاء في موضع آخر «لقد أبدى الشيخ حمد اهتماماً شديداً بابننا، وهو أول طفل بريطاني يولد في البحرين. وكان مسروراً جداً عندما أخبرناه برغبتنا في اختيار اسم (حمد) كأحد أسمائه، إلاّ أننا عندما قمنا بتعميده بالكنيسة في بريطانيا كان القسيس مستغرباً لاختيارنا هذا الاسم، الذي على حد قوله، لم يصادفه من قبل». ثم استعرض المحاضر الكتاب، الذي يتألف من أربعة أجزاء تشمل معلومات عامة حول تاريخ البحرين وجزرها، ويتكون الجزء الأول حسب النسخة العربية من أربعة عشر فصلاً، جاء في الفصل الحادي عشر منها المتعلق بآثار البحرين، «إن أقدم بناء إسلامي باق في البحرين وأحد الآثار الإسلامية العريقة في القدم في الخليج العربي، هو مسجد سوق الخميس الذي يقع في وسط الأرض الخالية من الأشجار على بعد ثلاثة أميال من المنامة على الطريق إلى عوالي». وعن المسجد نفسه قرأ المحاضر «وكما المتوقع في أقدم مسجد قائم في البحرين فإنه يضم عدداً من النقوش، وهي ستة: اثنان على حجر القبلة، وواحداً على حجر يروي قصة إنشاء المسجد، وواحداً على حجر آخر من ستة سطور من الكتابة (...)، وإذا اعتمدنا على الحالة الحاضرة لأحجار القبلة فإنه يكون من المستحيل فك خطوطها، لكن دياز ترك لنا صوراً فوتوغرافية تظهر أحجار القبلة في شكلها الأصلي، وعلى صفحة 107 صورة حجر القبلة الذي تتضمن كتاباته ذكر أسماء سيدنا علي عليه السلام، والحسن والحسين عليهما السلام، وبالتالي فهو من أصل شيعي، وحجر القبلة الآخر له أهمية أكثر لأنه يذكر كلمة (الدعوة) التي قد تكون جزءاً من (الدعوة الهادية)، وهو الشعار الذي تتخذه الطائفة الإسماعيلية، وهم طائفة متطرفة من المسلمين لهم معتقداتهم الخاصة. ويتحدث الجزء الثاني من الكتاب عن تاريخ جزر البحرين ابتداءً من العصر الدلموني مروراً بالعصر الإسلامي، أما الجزء الثالث فهو بعنوان عن البحرين، ويتطرق إلى أهم مدن وقرى البحرين». المنامة في كتاب بلغريف بعدها قرأ الكاتب جزءاً من ترجمته لبعض ما ذكره المؤلف عن المنامة في الطبعة الثالثة للكتاب، قال في بعض أجزائه «إن المنظر الأكثر جاذبية للمنامة هو من جهة البحر فلدى الوصول إلى الميناء من السعودية يشاهد المرء صفاً طويلاً من المنازل العالية البيضاء المزينة بشرفات مظللّة (فرندات) ترتفع فوق الماء ذي اللون الساحر وحول رصيف الجمارك، الذي يمتد داخل البحر لمسافة ربع ميل هناك عادة ما بين 70 إلى 80 مركباً صغيراً»، أما الجزء الرابع من الكتاب فهو بعنوان «معلومات مفيدة»، ويتكوّن من ثلاثة فصول وسائل الترفيه، هواية البساتين، ووسائل الإقامة. بعدها عرض المحاضر بعض الإعلانات والصور التي وردت في الكتاب. صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3862 - الخميس 04 أبريل 2013م الموافق 23 جمادى الأولى 1434ه