أكد عدد من الخبراء والمختصين في الحرف والصناعات اليدوية والتقليدية أن المقومات التي تتمتع بها المملكة، وما بها من تنوع ثقافي واسع وثري في مناطقها المختلفة يعتبر من المميزات التي يمكن أن تمثل انطلاقة استثنائية لتحويل الحرف والصناعات اليدوية إلى قطاع إنتاجي يدعم الاقتصاد الوطني ويؤصل لهوية المملكة وتراثها الثقافي وحرفها التقليدية الأصيلة. جاء ذلك خلال ورشة العمل عن الحرف والصناعات اليدوية التي عقدت ضمن فعاليات ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي 2013 وقد أدار الورشة، التي حملت عنوان (الاستثمار في الحرف والصناعات اليدوية «تجارب الاستثمار الناجحة») وحضرها مختصون وخبراء في الحرف والصناعات اليدوية. وكشف الدكتور على بن صالح العنبر، المشرف العام على البرنامج الوطني لتنمية الحرف والصناعات اليدوية «بارع» عن وجود عشرين ألف حرفي وحرفية بالمملكة، 75 بالمائة منهم من النساء لما تتمتع به المملكة من خصوصية في هذا الشأن، بعكس بعض الدول الأخرى مثل المملكة المغربية التي يمثل الرجال 80 % من إجمالي العاملين بالحرف اليدوية، فيما يثمل النساء 20 بالمائة فقط. وشدد الدكتور العنبر على أن التنوع الثقافي وإختلاف العادات والتقاليد بالمملكة، وما بها من منتجات وحرف تقليدية في مناطقها المختلفة يساهم بشكل كبير في دعم المنتج المحلي من الصناعات اليدوية كمنافس قوي في السوق المحلي كمرحلة أولى، والسوق الخارجي مستقبلا، شريطة النهوض بتلك الصناعات بشكل متكامل سواء في عملية التأهيل والإنتاج والتسويق، والإعتزاز بالمنتجات التي يقدمها الحرفيون والحرفيات بالمملكة. من جانبه، قال الدكتور علال بليغة، مدير التكوين المهني والتكوين المستمر للصناع الحرفيين بالمملكة المغربية، إن المملكة لديها مقومات خاصة تمكنها من إقامة منظومة قوية وفريدة للحرف والصناعات اليدوية، منوها إلى أن جميع التجارب المماثلة سواء في المغرب او غيرها من الدول يمكن الإستفادة منها، لكن المملكة سيكون لها تجربتها الخاصة. واستعرض الدكتور بليغة تجربة المملكة المغربية في دعم وتطوير الصناعات والحرف اليدوية منذ عدة سنوات وهو ما جعل هذا القطاع يمثل جزءا مهما من الدخل القومي للمغرب.