التصريحات الأخيرة المخزية التي صرّح بها محمود عباس "رئيس السلطة الفلسطينية" تفوح منها رائحة الانهزام والاستسلام والركوع والخضوع للكيان الصهيوني وعدد ما شئت من كلمات الذلّ والهوان الذي ابتلي به هذا الرجل ومن معه فيما يسمى ب "السلطة" الفلسطينية بضم السين وسكون اللام لا بفتح السين واللام معاً. وقبل أن نخوض فيما قاله السيد "عباس" يجب أن نستحضر في أذهاننا جزءاً من تلك الوثائق السريّة التي كشفتها قناة الجزيرة وبعض قنوات الإعلام الغربي قبل اندلاع الثورات المباركة في العالم العربي حيث "فضحت" تلك الوثائق المسرّبة جزءاً من المؤامرة الكبرى واللعبة القذرة التي لعبها محمود عباس والرئيس المصري المخلوع حسني مبارك في حرب غزّة عندما كشفت تلك الوثائق خفايا تلك المكالمات والاجتماعات السرّية التي دارت مع الكيان الصهيوني وتعاونت معه إلى أبعد الحدود من أجل القضاء على حركة حماس التي خرجت عن عباءة وسيطرة محمود عباس وضاق بها ذرعاً بعد أن رفضت الخنوع والخضوع والركوع أمام أرجل الكيان الصهيوني المحتل، فكان منطقياً جداً أن يتواطأ الرجلان الآنفان الذكر في مشروع "تصفية" لحركة الجهاد التي تتصدرها حماس ومن معها من حركات الجهاد الإسلامي، فكان هدف الأول من تلك التصفية أن يتخلّص من الحركة المناهضة لمسيرة السلام "الاستسلام" وهدف الثاني أن يعزز من تعاونه مع الكيان الصهيوني الذي وقّع معه اتفاقية سلام "استسلام" وأن يُرضي كذلك سيدته الأولى "الولاياتالمتحدةالأمريكية" التي تعطيه في كل عام شيئاً من المساعدات من فتات أموالها فيما يشبه "عظمة الكلب" التي يلعقها ويلهو بها نظير تلك المعاهدة مع إسرائيل، حتى بعد أن ثار شعبه عليه تركته مثل "الكلب" أيضاً يعوي وينبح مريضاً دون أن تلتفت إليه رغم أنه كان خادماً مطيعاً لها.. ينهش ويعضّ كل من يريد أن يعمل على تطبيق الشرع وإقامة الدين على أرض مصر العظيمة التي ابتلاها الله بفراعنة مثله طوال عقود من السنين خلت. نعود إلى تلك التصريحات الانهزامية التي تفوّه بها صاحب تلك الفضائح التي سكت عنها الإعلام لانشغاله وقتها بالثورات العربية المتتالية، حيث قال: إن "المقاومة المسلحة" لا فائدة منها!! وأنها أثبتت فشلها!! وأن هناك خيارات أخرى "سلمية" مثل القيام بمظاهرات "سلمية" بالإضافة إلى حضور المنتديات الدولية من أجل المطالبة بحقوقنا وطرح قضيتنا!! ولا أدري عن أي حقوق يتكلم هل يقصد "بدلات التمثيل" التي تخصص للوفود الذاهبة والمتنقلة من بلد إلى آخر أو يقصد بدلات التذاكر والسكن التي تصرف نظير انتقال أعضاء "السلطة" في أغلب بلدان الكرة الأرضية دون أن تحرز تلك الجولات المكوكية التي طغت على شهرة "فيلكس" لأنها سبقتها بعقود من الزمن وربما صرف عليها أكثر مما صرف على تلك القفزة التاريخية!! لقد أكمل محمود عباس بكل جرأة و"قوة عين" كما نقول بلهجتنا حديثه بأن ما يهمّه في مرحلة ما قبل القمّة العربية أو بعدها هو الحصول على "المائة مليون دولار" من الدول العربية والتي وعدت بعض الدول العربية أن "تعطيه" إياها.. أقصد تعطيها للسلطة الفلسطينية.. وبالتالي فإنه حينها سيكون سعيداً بهذا "الدعم" العربي الذي سيضمن له ولسلطته الاستمرار في "نضاله" من خلال الجولات واللقاءات في فنادق الخمس نجوم في عواصم العالم مختلفة.. بحضور الكيان الصهيوني أو بممثلته الولاياتالمتحدةالأمريكية.. لايهم المهم أنه بذلك سيستمر في حضور تلك الاجتماعات "السلمية" من أجل إيصال صوت "السلام" لمن لا يعترف إلا بصوت "السلاح"، وسيقاوم مع "أبو نضال" و"أبو كفاح" وغيرهم من أصحاب هذه الكنى والألقاب الجوفاء. لقد أحرزت قضية فلسطين والعالم الإسلامي تقدماً كبيراً عندما تعامل معها العرب والمسلمون باعتبارها قضيتهم الأولى وليست قضية الفلسطينيين أنفسهم وبأنها قضية جهاد مقدّس أوجبه ديننا لا بأنها قضية وطنية تتمثل في حدود أو منازعات تاريخية، وما تراجعت هذه القضية إلا عندما حاول أعداء الأمة شيئاً فشيئاً من خلال بعض زعماء "القبلات الحارّة والأحضان الساخنة" مع الكيان الصهيوني والولاياتالمتحدةالأمريكية "الراعية الرسمية للإرهاب العالمي" الذين سعوا بشتى الطرق إلى فرض كلمات الوهن والضعف في الخطاب السياسي مثل مقولتهم إن "السلطة الفلسطينية هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني" لكي يكون لها الغلبة على صوت حركات الجهاد المسلح ومثل قولهم إن قضية الأقصى هي "قضية فلسطينية" كي لا يتدخل العرب والمسلمون فيها فيسهل على العدو الصهيوني شراء ذمم بعض الفصائل الفلسطينية التي "تحب المال حبّاً جمّاً" أو غيرهم ممن يحبّون النساء والسهرات الحمراء فيسهل معها ترتيب لقاءات "خاصة" مع نساء دبلوماسيات يهوديات يعترفن بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة!! من أجل الحصول على ما يريدونه من تلك الشخصيات الفلسطينية "المسالمة" التي جاءت فاتحة ذراعيها وقلوبها للصفح والتسامح مع العدو الصهيوني بينما تحمل السلاح في وجه إخوانها الفلسطينيين في الداخل ممن يريدون مقاومة هذا الكيان الغاصب المحتل. إن حلّ قضية فلسطين يكمن في الجهاد الذي فرضه ديننا كفرض عين للذود عن بلاد وأعراض المسلمين والذي لن تسترد الحقوق والمقدسات "وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك" إلا به لأن العدو الصهيوني لا يعترف ولا يرضخ إلا بهذا الحل لا بحلول محمود عباس ولا بتلك القبلات والأحضان التي كان وما زال يوزعها بعض المفاوضين الفلسطينيين منذ أيام ياسر عرفات.. حتى هذه اللحظة!!